نضال برقان صدر حديثاً للأديب سعادة أبو عراق مجموعة قصصية جديدة بعنوان «سلوان» عن دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع. وأهم ما في هذه المجموعة هو المكان الفلسطيني ككيان واحد، لا يمكن فصله عن بعض، فرغم وجود الكاتب خارج فلسطين، إلا أنه يكتب بتفاصيل دقيقة عن: سنجل وترمسعيا وقريوت وجالود ويافا وعيون الحرامية، فحضور «شيلو» المستوطنة الصهيونية المقامة على أراضي أربع قرى فلسطينية، جاء في كافة القصص رغم تباين أحداثها، ما يؤكد فكرة توحد أصحاب الأراضي المصادرة من القرى في مواجهة المستوطنين. كما أن تركيز القاص على «شيلو» وعلى أنها مصدر للقتل والإرهاب وإحداث الخلل في حياة الناس، إن كانوا فلسطينيين أم يهودا، يشير إلى أن الاستيطان فعل مدمر لما هو إنساني/اجتماعي، فكافة عمليات القتل التي حدثت كان مصدرها المستوطنون أو حراس مستوطنة شيلو، فهي مصدر للقتل والإرهاب، من هنا تأتي فكرة المجموعة: «ضرورة انهاء المستوطنات وإزالتها لأنها وكر للقتل وللإرهاب»، وتكمن أهمية هذه الفكرة، أنها جاءت بطريقة غير مباشرة، بمعنى أن القاص لم يقلها بشكل صريح، بل جعل أحداث المجموعة القصصية تقول ذلك، وهذا ما يحسب للقاص «سعادة أبو عراق» فقد تحرر من الصوت العالي والمباشر، معتمدا على ذكاء وقدرة القارئ على الوصول لما جاء في المجموعة. الوحدة الجامعة لمجموعة «سلون» هي المكان، المتمثل في سنجل، ترمسعيا، قريوت، جالود، شيلو» ففي كل قصة يقدم تفاصيل عن المكان، تفاصيل لا يعرفها إلا من وجد في قلب المكان، فعلى سبيل المثل، يقول في قصة «عقبة الخان»: «ذلك السفح الذي يصعده المسافرون من اللبَّن الشرقي مروراً بسنجل، في طريقهم إلى رام الله، طريق لولبي، صنعته الحمير» ويقول في قصة «فوكس»: «هرب إلى (المغراق) نحو (البخشة)، «هرول كثير من الناس نحو( جورة الببور) واصطفوا على الطريق السلطاني» ويقول في قصة «الرفيد»: «(الرفيد) تلك المساحة التي تحد شيلوا من الشمال، ولا يفصلها عنها -كما كل الجهات- معلمٌ فارق، إنما هي امتداد طبيعي لـ(ظهرة راس الدير) التي صادرتها إسرائيل لتكون مستوطنة شيلّو». المجوعة بها 12 قصة وجاءت في 88 صفحة.