صدور مذكرات «أوراق من جبال عسير» للدكتور زياد محمود مقدادي
عرار:
عمان بدعم من وزارة الثقافة، الدكتور زياد محمود مقدادي ينشر مذكراته في عمل إبداعي بعنوان «أوراق من جبال عسير» تناول فيه أبرز المحطات خلال سنوات عمله التي أقامها في المملكة العربية السعودية، ومن الجدير بالذكر أنّ الدكتور زياد مقدادي عمل أستاذًا مشاركا للأدب العربي القديم ونقده بجامعة الملك خالد. وقد وضّح الدكتور زياد مقدادي في مذكراته معاناته بداية ارتحاله من الأردن إلى السعودية والصعوبات التي واجهته عند ذهابه إلى المملكة العربية السعودية وأشار إلى شبكة العلاقات التي كونها خلال فترة إقامته في السعودية مع زملاء العمل والأصدقاء وما لذلك من أثر في التخفيف من المشاعر التي تنتابه بين حين وآخر بسبب فراق الوطن. وأرودت المذكرات وصفًا دقيقًا لبعض مناطق عسير، ولم يغفل الكاتب ذكرَ بعض العادات والتقاليد التي تميّز بها أهل عسير إلى جانب صفات أهل المكان، وركز في مذكراته على الفعاليات الثقافية والنقدية التي شارك فيها مبينًا أثرها في تخفيف آلام البعد والاغتراب عن الوطن. ومما ورد في الكتاب: (كُلّ ركُنٍ زرتُهُ في تِهامةَ ذِكرياتٌ لا تمّحي منَ الذّاكِرة، ولكلّ ديرةٍ هناكَ - كما يُطلِق عليها أهلُها - ملامِحُ خاصّةٌ وَصِفاتٌ جميلةٌ، وهيهاتَ هيهاتَ للإنسانِ أنْ يتجاوزَ ذَلكَ كلّهُ، إذْ يُشكّلُ كُلّ جَزءٍ ممّا عَلِقَ في الذّاكرةِ لَبِنَةً مِن لبناتِ شخْصيتِهِ وَثَقافته، كَيفَ لا؟! وقدْ عِشْتُ نحوَ عَشر سِنين في هذا المكان...). ومما تجدر الإشارة إليه أنّ الدكتور زياد مقدادي قد غادر عسير حزينًا لفراقها وفِراق أهلها الذين لقي عندهم حفاوة وحسن تعامل، وقد صرّح بذلك في خاتمة مذكراته حيث قال: (وَمَا أَعْجَبَ مُفارَقاتِ الزّمانِ!! دَخَلْتُ (عسير) مُغتَربًا تَائهًا مُبْتعدًا عَنْ وَطَني، وَأُوَدّعها حَزينًا لِودَاعِها؛ لأجلِ تِلكَ الذّكرياتِ التي عِشْتُها في رُبوعِها، فَهي لَيْسَت إلا وَطنًا ثانيًا سَأشْتاقُ إليهِ وإلى أَصْدِقاء التَقَيْتُهم فيهِ، بَعْدَ أنْ سَكَنُوا سُويداءَ الْقَلْبِ. لقد خرجتُ مِن عسير بَعدَ هذه السّنواتِ بحقيقَةٍ أنّ عليَ ألّا أنشغلَ إلا بما يُغذي النّفسَ بالتّفاؤلِ والإيجابيّةِ، وأنْ أُسْقِط مِن حساباتي ما يشحذُ السلبيّةَ ويُعزّز حضورَها في النّفسِ.)