|
عرار:
عمان - نضال برقان صدر حديثا عن دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع كتاب «المؤتمر العربي الأول/ المنعقد في القاعة الكبرى للجمعية الجغرافية بشارع سن جيرمن في باريس سنة 1913»، للباحث الأردني محمد أحمد الشرقاوي. يقدم الكتاب دراسة معمقة لأحد أبرز الأحداث في تاريخ الحركة القومية العربية. وتقييم الأفكار والمواقف التي سادت في تلك الفترة، مُسلطًا الضوء على الظلم الذي لحق بالفكرة القومية من قبل الإسلام السياسي والحركات القومية التي ظهرت في منتصف القرن العشرين. يُظهر الكتاب كيف أن المؤتمر العربي الأول، الذي عُقد في باريس عام 1913، كان يمثل نقطة تحول في الوعي القومي العربي، حيث طالب المؤتمرون بحقوق متساوية للعرب داخل الإمبراطورية العثمانية، مُعارضين أي فكرة للانفصال أو التمييز ضد القوميات الأخرى. كما يُبين الكتاب التعاطف الخاص الذي أبداه المؤتمرون تجاه القومية الأرمنية، مُعتبرين أن معاناتهم تشبه إلى حد كبير معاناة العرب تحت الحكم العثماني. يُعالج الكتاب أيضًا النقد الذي وُجه للحركة القومية العربية من قبل الإسلام السياسي، الذي اتهم القوميين بالتآمر ضد الخلافة الإسلامية والتحالف مع الاستعمار. يُفنِّد الكتاب هذه الادعاءات، مُشيرًا إلى أن القوميين كانوا يسعون فقط للمساواة والعدالة داخل الدولة العثمانية، ولم يكن لديهم أي نية للإضرار بالخلافة أو تبني العلمانية. من جهة أخرى، يُشير الكتاب إلى الأخطاء التي وقع فيها القوميون، خاصةً في تقديرهم للدعم الأوروبي. يُبيِّن الشرقاوي كيف أن الغرب استغل هذه السذاجة لتحقيق أهدافه الاستعمارية، وكيف أن الاتفاقيات السرية مثل «سايكس بيكو» كانت تُعدُّ في الخفاء بينما كان القوميون يضعون ثقتهم في الأوروبيين. يُعدُّ هذا الكتاب دعوة لإعادة النظر في تاريخ الحركة القومية العربية، مُقدمًا رؤية متوازنة تُقدِّر الإنجازات وتُقرُّ بالأخطاء. يُعتبر مصدرًا ثمينًا لفهم السياق التاريخي الذي شكَّل الحركة القومية العربية ويُساهم في تصحيح الصورة المشوهة التي رُسمت عنها في العديد من الروايات التاريخية. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: السبت 31-08-2024 08:34 مساء
الزوار: 279 التعليقات: 0
|