ديـوان الهريـس الثقـافي والجمعية الأردنية للعودة واللاجئين يكرمان الشاعر علي البتيري
عرار:
نضال برقان
بدعوة من ديـوان الهريـس الثقـافي، والجمعية الأردنية للعودة واللاجئين/ الرصيفة، أقيمت أمسية تكريمية للشاعر علي البتيري (شاعر القدس)، تقديرا لمسيرته الإبداعية المتميزة في القضية الفلسطينية، عبر أزيد من نصف قرن من الإبداع، وذلك يــوم الاثنين الماضي، في مقر الديوان، بمنطقة الهاشمي الشمالي بعمان. في مستهل الأمسية قال الإعلامي والشاعر نضال برقان، الذي أدار مفردات الأمسية: «مشوار إبداعي ثقافي حافل بنتاجات لم تزل محفورة في الوجدان الثقافي المحلي والعربي، خلال ما يزيد على نصف قرن من الزمن، كرّسه الشاعر علي البتيري (شاعر القدس) في خدمة قضيته وقضيتنا الرئيسة فلسطين، التي لم تزل لشاعرنا قِبلة ولم تزل لقصيدته سماء رحبة. ولد شاعرنا في القدس، وصدر ديوانه الأول «لوحات تحت المطر» في العام 1973، ومنذ ذلك الوقت، وهو (وأسأل الله تعالى أن يديم عليه هذه النعمة)، وهو يحلق في قضاء الشعرية العربية المعاصرة بجناحي: أدب الأطفال وأدب الكبار. تاليا قدم الشاعر علي البتيري (شاعر القدس) شهادة إبداعية حول أهم مفاصل تجربته الشعرية، كما سرد جانبا من رحلته مع الكتابة للأطفال قبل أكثر من 40 عاما، حيث أصدر دواوين «القدس تقول لكم»، و»أطفال فلسطين يكتبون الرسائل»، و»فلسطين يا أمي»، ومن خلال عمله مشرفا على تحرير أكثر من مجلة أطفال في الأردن والتعامل المباشر مع الأطفال وجد أنهم في حاجة لقصائد منوعة وفقا لميولهم ورغباتهم وقضاياهم اليومية. وقال البتيري إن الشاعر هو الشاعر سواء ألف رواية أو كتب مذكرات في سياق تسجيله لسيرته الأدبية، مبينا أنه من الصعب أن نطلب من الشاعر أن يتخلى عن شاعريته وطريقته الإبداعية في الشعر كليا، ولكن عليه ألا ينزع إلى الذاتية كما يحدث معه في بعض الحالات الشعرية حين يتغلب الخاص على العام في بعض قصائده. تاليا قرأ الشاعر مجموعة من القصائد، منها قصيدته (القدس تقول كلمة)، وفيها يقول: «دمٌ على السورِ والمحراب والحَرمِ/ ما زالَ يصرخُ والأسماعُ في صَمَمِ/ هل يذكرُ القومُ دمعي يومَ هجرتهم/ عن صخرةِ اللهِ بين الثُّكل واليُتُمِ؟/ وهل لأقصايَ رسمٌ في دفاترهم/ وهل لجرحي وميضٌ في دمِ القلمِ؟/ مذ قمتُ في الليل من شوقٍ ومن غضبٍ/ وازدانت الأرضُ بالأحجارِ والعَلمِ/ ما غابَ عني نهارٌ بتُّ أعشقُهُ/ في أعينِ الأهلِ عشقَ النسرِ للقممِ». فيما قدم الأستاذ أكرم أبو شهاد رئيس الجمعية الأردنية للعودة واللاجئين/ الرصيفة كلمة تأمل خلالها مكانة القضية الفلسطينية في وجدان الشعراء العرب، ومن ضمنهم الشاعر علي البتيري، وهو الشاعر القومي العروبي المناضل، الذي لم يزل منشغلا في كتاباته كافة في القضية الفلسطينية، وهو بذلك مثال لكل الشعراء العرب الشرفاء المخلصين لأمتهم وقضاياهم وهموم شعوبهم. تاليا قدم الناقد محمد المشايخ شهادة إبداعية نقدية حول تجربة الشاعر البتيري، قال فيها: يُعدّ الشاعر علي البتيري من مؤسسي رابطة الكتاب الأردنيين، فقد أوصت أول لجنة عضوية في الرابطة وقد كانت برئاسة العلاّمة روكس العزيزي، وتضم في عضويتها كلا من أ. د. هاشم ياغي، أ. د. هاني العمد، أ. مفيد نحلة، وقد أوصت تلك اللجنة بتاريخ 4/7/1974 بقبول كل من: علي البتيري، مؤيد العتيلي، حسين حسنين، إبراهيم خليل، محمد ضمرة، محمود الزيودي، احمد عوده، فخري قعوار، عطية عبد الله عطية، مصطفى صالح، سمير الشوملي، محمد لافي، فايز محمود، احمد المصلح، إبراهيم العبسي، محمد خروب، بسام هلسه، يوسف الغزو، بسلان القرشي. ولأن الشاعر علي البتيري مستقل، ولا علاقة له بتقلبات أمزجة التيارات السياسية في الرابطة، فقد حاول تلبية طلبات بعضها بأن يُرشح نفسه لعضوية الهيئة الإدارية في أكثر من دورة انتخابية، وحين كان يكتشف ألاعيب تلك التيارات، كان يختار السلامة، فينأى بنفسه عن تلك المعارك الانتخابية التي كان يعرف نتائجها مسبقا. من جانبه قدم الديب محمد رمضان الجبور ورقة نقدية بعنوان (فلسطين في ديوان «نهر لشجر العاشق» للشاعر علي البتيري)، قال فيها: الحديث عن الوطن وعن فلسطين هو العنوان الأبرز، والأقوى، والأهم في ديوان الشاعر علي البتيري «نهر لشجر عاشق» الصادر عن (الخليج للطباعة والنشر، عمان: 2021)، والذي قد ضم بين دفتيه أربعاً وستين قصيدة، تتراوح بين الطول والقصر، وقد انشغل الشاعر في جلّ قصائد هذا الديوان بالوطن وبحبه لفلسطين، فعنون مجموعة من قصائده بمفردة فلسطين أحياناً وبما يرمز إليها أحياناً أخرى: ليالي فلسطين، مدن ترفع رأسها، إليها وراء النهر، دمعة على خد فلسطين، فلسطين حياتي، إنها فلسطين، قيس فلسطين،... والكثير من القصائد، فكيف صوّر لنا الشاعر وطنه فلسطين، وكيف صوّر آلام التغرب والاغتراب وهو بعيداً عن وطنه، فالذي يفصله عن وطنه هو جسر حال بينه وبين وطنه، ففي القصيدة التي عنونها الشاعر « إليها وراء النهر « يصوّر الشاعر فلسطين وبلدته بصور عديدة، فهو يضفي عليها سمات الإنسان فهي تلوّح له بيدها لبعده عنها، ثم يصف الجسر الذي يفصله عنها، ويتمنى أن يحظى بمرآها، ويصوّر رحيق بسمتها بالشهد الذي فيه الشفاء، ثم يختم قصيدته بوصف بلدته بالربيع الدائم الذي لا ينقضي أبداً»: يا من على الجسر قد لوّحت لي بيدٍ/ وأنت تعلمُ أني ألفُ أهواها/ اصبر عليّ وخذ من مهجتي وفمي/ قصيدةً يُذهل العشاق معناها/ يا عابر الجسر خُذ كل الحنين لها/ حتى ترى فيه كم أشتاقُ لقياها». وفي ختام الفعالية قدم الأستاذ أكرم أبو شهاد رئيس الجمعية الأردنية للعودة واللاجئين/ الرصيفة ردعا تكريمية للشاعر البتيري.