في مجال التربية والتعليم عصارة خبرات سنوات طويلة قضتها في مواقع تربوية متنوعة، وفي بلدان كثيرة، كما قالت في الإهداء.
الكتاب، الذي جاء عقب تكريم مركز الخلد للبحوث والدراسات للكاتبة شبّر بالتعاون مع السفارة العراقيّة في فندوق الرويال، برعاية سمو الأمير رعد بن زيد، كان سببه إحساسٌ خاص، والجهة المكرمّة تلخّص سيرة شبّر بالكاتبة التربوية خلال ما يزيد عن 15 سنة، قضتها تكتب في (الرأي) في زاوية كانت موضع قراءة، مع انّها كما قالت تحتفظ ببستان متنوع من المقالات والقصص.
وهو إحساس حفزها على أن تعيد قراءة ما كتبت في التربية والتعليم؛ فوجدتها تستحق أن يطلع عليها التربويون وأولياء امور الطلاب، فغرقت في بحر من قصاصات المقالات الكثيرة، لتنطلق في عملية الفرز الصعبة، فتجمع كل موضوع على حده، ليكون هذا الكتاب(رحلتي مع التربية والتعليم) الكتاب الأول الذي تليه كتب ذات مواضيع قريبة تخص الأسرة والمجتمع، والمكتبة المدرسية، وهكذا.
شبّر التي اشتغلت كثيراً في الميدان التربوي، خدمت خلالها الأطفال والمراهقين وأسرة المدرسة وكثيراً من إدارات ومعلمين ومعلمات وأولياء أمور لمراحل دراسية متنوعة، وفي أكثر من بلد عربي، في بغداد، والرباط، وعمَّان... اطّلعت، أيضاً، على مدارس ومراكز ثقافيّة ومكتبات عامة في دول عديدة منها أستراليا وكندا، أثناء زياراتها لأولادها ومدارس أحفادها في القارتين.
سيرة غنيّة انخرطت فيها شبّر عقب تخرجها من الجامعة مباشرة مديرةً لدار حضانة الكرخ في بغداد، فتضطر إلى أن ترضي طموحها بألا تقف فقط على السجلات وتتعامل مع أولياء الأمور، فتعمل معلمة روضة في أحسن مدرسة ببغداد هي مدرسة المنصور التأسيسية، فتعمل في مدرسة مهمة حكومية هي مدرسة دجلة النموذجيّة، فتصبح بعد خمس سنوات من العمل الجاد أمينة مكتبة في تلك المدرسة.
رحلة طويلة، منذ عام 1976، في المغرب، لتكتسب خبرات جديدة في التعليم، بمعرفة طبائع وسلوك الأطفال العرب، على تباين أعمارهم، في السودان ومصر واليمن وسوريا والسعودية وليبيا، فتعود إلى بغداد محمّلةً بكل هذه الخبرات في العراق في أكثر من مكان، حتى عام 1992 الذي مثلت في الأردن العراق في المؤتمر الثاني للمكتبيين الأردنيين، لتتسلم بعد عامين من ذلك التاريخ عملها أخصّائيّةً اجتماعيّةً في مؤسسة المنهل العالميّة، فمديرة مركز مصادر المعلومات في مؤسسة الحسين بمدرسة اليوبيل للموهوبين من الطلبة.
مي شبّر التي يزدهي كتابها بصور تكريم سمو الأمير رعد لها، وصورها مع رفيقات المهنة في روضة وحضانة الكرخ ببغداد، وصور لها مع صوفي مبارك مديرة المنصور التأسيسية ببغداد، وصورة لها مع بثينة السامرائي مديرة دجلة النموذجية ببغداد، وصورة لها وهي تدرّس في المدرسة العراقية في الرباط بالمغرب، إضافةً إلى صور تجمعها مع صديقات الإرشاد آنذاك، ومشاركتها في مؤتمر أطفال الأردن التحضيري الثاني بعمان، وصور لها في جلسة إرشادية مع الأطفال، وفي قرية الأطفال بعمان، وفي مدرسة اليوبيل، وروضة دانا في الدوحة بقطر، ومدرسة الشرق الأوسط بقطر، ومكتبة عبد الحميد شومان،.. وصور كثيرة تظهر تلك المسيرة إلى جانب المقالات المهمّة لدى شبّر.
كيف تكتب مي شبّر مقالاتها؟!.. الجواب هو ببساطة، أنها تكتب من غير تعقيدٍ أو تقعّر في الألفاظ وضياعٍ في الفكرة؛ تشتغل على الحكاية أو القصة التي تحمل معاني مهمة يرتاح لها الأهل والطالب والتربوي على حدٍ سواء. وفي الكتاب يجد القارئ ان فقرات معيّنة كتبت بخط أشدّ سواداً؛ وكأنها تشير إلى أهمية النصيحة أو تؤشّر على الفكرة أو بيت القصيد.
مقالات الكاتبة ليست مملة، وتصل في أكثرها صفحتين فقط، وفي ذلك إيجاز يتناسب مع قلق الناس وحتى المهتمين من مواصلة القراءة. وفي هذه المقالات استذكار وسؤال وتعجب وإخلاص بالدليل التاريخي أو العلمي، وهو كتاب يمكن أن يسير فيه أولياء الأمور في جلساتهم ليطالعوا عناوينه التي توزعت بين نظريات التربية والمعلم وخطورة الانحراف وكيفية التأهب له ومعالجته وظاهرة العنف المدرسي وتوحّد الأطفال ومشكلات التعلم والنطق والانسجام بينهم، وكثير من مثل ذلك.
تتأهب الكاتب لإشهار الكتاب، وتوقيعه، ولها خبرات كثيرة مديرة ومرشدة وكاتبة وموجّهة، وفي هذا المشوار ألفت كثيراً من الكتب في التربية والحياة والتعليم. أما كتابها فكتب على غلافه أساتذة مهمون، هم العلامة حسن الكرمي، ود.خالد الكركي، ود.سعيد التل، والقاص فخري قعوار، والراحل رئيس تحرير الرأي السابق محمود الكايد.