أيهما يعكس الصورة الحقيقية للإسلام في ألمانيا:
المؤمنون البسطاء أم الأئمة الإسلاميون ؟
ما الذي يجعل المزيد والمزيد من الرجال، والنساء في دولة غربية وعَلْمانية مثل ألمانيا يتحولون إلى الإسلام بهذه الصورة اللافتة للنظر؟ ولماذا تقبل السيدات عامةً والمثقفات منهن على وجه الخصوص بارتداء الحجاب عن يقين وقناعة، وبأن يواصلن حياتهن وفقًا للمنهج القرآني؟ توضح لنا كورنيليا فيلتر ـ هذه الكاتبة التي لفتت إليها الأنظار في ألمانيا ـ أن التفسيرات السهلة تكون خاطئة في الأغلب الأعم خاصةً إذا كانت وليدة انطباعات أولية غير مؤيَّدة بأي دليل أو وليدة أحكام سابقة التجهيز أو رؤى غير بريئة من الأهواء والمصالح. ومن هذا المنطلق، حاولت المؤلفة ـ بأقصى درجة تملكها من التجرد والموضوعية والحيدة ـ أن تسلِّط أضواءً كاشفة على بعض ما يجري وراء الكواليس فيما يخص ظاهرة المتحولين إلى الإسلام في ألمانيا لتكشف لنا عالمًا في غاية الإثارة والعمق والتشعب على نحو لم يكن يخطر لنا على بال. وحتى تستطيع المؤلفة بلوغ غايتها، قامت بإجراء مجموعة من الاتصالات واللقاءات مع عدد من المتحولين والمتحولات إلى الإسلام يمثِّلون شرائح متعددة من المسلمين الجدد، سواء من حيث السبب أو الأسباب التي دعتهم إلى هجران ديانتهم السابقة واعتناق الإسلام، أو من حيث المذهب أو الفرقة التي آثروا الانتماء إليها، أو من حيث الدور الذي يقومون به لنشر الدعوة إلى الإسلام كأشخاص عاديين أو كأئمة إسلاميين، وغير ذلك كثير مما سيجده القارئ مفصَّلًا في هذا الكتاب. وليس من المستغرب بطبيعة الحال أن تركِّز المؤلفة على رصد هذه الظاهرة وتحليلها خاصةً لدى بنات جنسها من الفتيات والسيدات اللائي تحولن إلى الإسلام، واللائي يسهل عليها الاتصال بهن والتفاعل معهن. ومع ذلك، لا يخلو التقرير الذي أعدته المؤلفة من عدد لا بأس به من الرجال الذين اتصلت بهم والتقت معهم.