|
عرار: قراءة في كتاب طيور فلسطين للباحث سيمون إبراهيم عوض عرض وتعليق –د.إدريس جرادات مركز السنابل للدراسات والتراث الشعبي-الخليل-فلسطين البريد الالكتروني عرار: صدر كتاب طيور فلسطين للباحث سيمون إبراهيم عوض- أول باحث عربي يحصل على الرخصة الدولية لتصنيف الطيور وممثل فلسطين في شبكة الطيور الأوروبية-في طبعته الثانية سنة 2009م عن مركز التعليم البيئي:أطفال لأجل حماية الطبيعة في فلسطين التابع للكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة بحجم 183 صفحة من القطع الكبير A4. حمل غلاف الكتاب الأول صورة عصفور الشمس الفلسطيني ،وهذا النوع من الطيور يحمل اسم فلسطين باللغة الانجليزية Palestine Sunbird وارتبط بحفرة الانهدام ومن اصغر الطيور المفعم بالحيوية والحركة ومع أشعة الشمس تظهر ألوان الذكر الزاهية الخضراء والزرقاء والبنفسجية في الأجزاء العلوية من الجسم ومنطقة الصدر وجوانبه وتحت الجناحين مغطاة بخصلات برتقالية وصفراء ، أما الأنثى لون الأجزاء العلوية رمادي وبني والأجزاء السفلية رمادية فاتحة اللون ، ويطرب الآذان صوته الجميل.-صفحة 152-أما الغلاف الأخير هو عبارة عن ألبوم صور الطيور الشائعة في فلسطين. أهدى الباحث الكتاب إلى الشعب الفلسطيني والى أرواح الشهداء والى كل فلسطين الوطن والإنسان والطبيعة والتراث والثقافة والتاريخ والمستقبل. أشار المطران منيب يونان رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في تصديره للكتاب قائلا:"جاء هذا الكتاب لغرس الوعي البيئي لدى المجتمع وللمحافظة على بيئة نظيفة وجميلة بطريقة مسؤولية ومن اجل لفت النظر إلى الواقع البيئي والمحاولة الجادة للعمل المشترك والذي يتصدى للاحتباس الحراري والتغيير المناخي الذين يهدداننا محليا وعالميا". أما د.مازن قمصية في تقديم الكتاب يذكر:"بحلول القرن التاسع وفدت إلينا الحضارة الغربية لتعطينا البارودة وتعلمنا الصيد للمتعة وليس للمعيشة ، ثم جاء الاحتلال ووعد بلفور حيث تم تدمير الأحواض المائية في منطقة الحولة مما أدى إلى انقراض أكثر من عشرين نوعا من الحيوانات في القرن الماضي ن ومن هنا فإن طبيعة فلسطين تخرج من تحت رماد الاحتلال لتقول كما يقول شاعرنا الكبير محمود درويش وعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة". صفحة 7. يذكر الباحث سيمون عوض انه سجل في فلسطين أكثر من 530 نوعا مختلفا من الطيور خلال القرون الماضية ويرى انه بمحاولته هذه لمعالجة نقص الموارد والمعلومات التي تهتم بالتعريف بالطيور وأنواعها وحالات وجودها في فلسطين وللتأكيد على عظمة هذا التنوع وأهمية المحافظة عليه. صفحة 10-. افرد الباحث الفصل الأول لأهمية موقع فلسطين الجغرافي وتضاريسها وعن الغطاء النباتي ومناخها وركز على العوامل البيئية التي ساعدت على توزيع الطيور من حيث ارتفاع الجبال ووجود أخفض نقطة في العالم عن سطح البحر وطبيعة التربة والصخور حيث تتكاثر الطيور الجارحة في المنطقة الصحراوية والمنحدرات الجبلية ، وكذلك عوامل الظروف المناخي من تساقط الأمطار واختلاف درجات الحرارة والمسطحات المائية والغطاء النباتي والمناطق الحرجية والأراضي المزروعة والموائل المائية من بحار وبحيرات وبرك وسيول وينابيع. صفحة 17-19. أما الفصل الثاني حول أهمية الطيور في الطبيعة وأن انتشار الطيور يدلل على مؤشر صحة البيئة واستفاد الإنسان من لحومها وبيضها وريشها ومخلفاتها في صناعة الأسمدة الطبيعية ودروها في تلقيح الأزهار ونقل البذور ودورها في التوازن الطبيعي وهي وسيلة للقضاء على القوارض والحشرات وتساعد على التخلص من الجيف والطفيليات والكائنات الدقيقة وهي غذاء لكائنات حية أخرى. كما للطيور أهمية في المكافحة البيولوجية والمقاومة النضالية للشعب الفلسطيني حيث دافعت عن الأراضي الفلسطينية بإسقاط الطائرات الإسرائيلية النفاثة والطائرات الأمريكية الصنع F15 و F16 من خلال ارتطامها بها وقللت من أهميتها وذعرها للآخرين. صفحة 24 . وعمل الإنسان على الاحتفاظ بالطيور والاتجار بها وساعدت على تطوير السياحة البيئية لوقوع فلسطين على مسار الهجرة السنوية لأسراب الطيور المهاجرة ن ومن المخاطر التي تهدد حياة الطيور الصيد الجائر وسرقة وتخريب الأعشاش والتسميم والأسلاك الكهربائية وغياب الوعي البيئي وسلطة القانون،"هذه البيئة ورثناها عن آبائنا وأجدادنا ،فنحافظ عليها لنا وللأجيال القادمة من بعدنا". صفحة 29. خصص الباحث سيمون عوض الفصل الثالث لتصنيف الطيور في فلسطين ، وأنها تأتي في تطورها في المركز الرابع في الفقاريات وتتميز بوجود الريش وعدم وجود غدد عرقية وقد تحورت الأطراف الأمامية عندها إلى أجنحة لمساندتها على الطيران ، وتحتفظ بدرجة حرارة 41 درجة مئوية شتاء وصيفا وتضع من 1-20 بيضة في العش وتفقس وتبدأ الفراخ بملازمة العيش للأم ثم مبارحة العيش معها وشكلها انسيابي ولها عظام فارغة مجوفة لتخفيف الوزن رغم صلابتها وامتداد فكيها للأمام. يؤخذ بعين الاعتبار البيئة المناسبة وسلوكيات الطائر وحجمه وشكل منقاره ولون ريشه وصوته ، وأرفق الباحث مخطط كروكي لأجزاء الطير وهيكل جسمه صفحة 34 وصنفها حسب وضعها إلى طيور مقيمة وزائرة صيفية ومفرخ خليط ومهاجرة وزائرة شتوية ومشردة وعمل تبويبا لرتب الطيور وعائلاتها وعددها 23 عائلة ومنها رتبة النعاميات والغطاسيات والبجعيات والنحاميات والزرزورية . في الفصل الرابع خصصه لطيور فلسطين وقد سجل 347 نوعا من الطيور في فلسطين-القدس والضفة وغزة- ، ولكن ركز الباحث على 110 نوعا منها معتمدا على تصنيف "فوستر " واعتمد الاسم اللاتيني والانجليزي والاسم الشعبي للطير ووصف عام للطير وسلوكه وتكاثره ومنها الغطاس الصغير ، والواق الصغير ن وابو قردان، ،بلشون البقر والرمادي والأرجواني ولقلق اسود وأبو سعد وابو ملعقة والنحام والبشروش وبط مطوق وبط شتوي وخضاري ابو حشيش وحوان النحل صقر العسل ، والحداية السوداء والحمراء ابو الخطاف والرخمة والنسر الأسمر وعقاب ابو الحيات والباشق وصقر العصافير وصقيري وعقاب البادية والسهول وملك العقبان والنسر الذهبي وعقاب السمك وصقر الجراد والحجل وابو دراج وجاجة المي ومرعة البر والغرة والرها الكركي وابو المغازل وكرسوع والنكات-السياف- والكروان-سمق- وابو ظفيروالحمامة الرزقة والبرية والمطوق والرقطية وفاختة النخيل والبومة وملهية الرعيان والسنون وصياد السمك والوروار والشرقوق والهدهد وابو اللوي ونقار الخشب والقنبرة والسنونو والزرعي والبلبل والحمرة وابو الحنة والعندليب والحمري والسويدي والبرقة وأبو قلنسوة وأبو طاقية والشحرور والسوادية والفسفوس والتين وغيرها . أما الفصل الخامس افرده لحماية الطيور البرية واهم المعايير الدولية في اختيار المناطق المهمة للطيور وعمل قائمة بالطيور المهددة بالانقراض عالميا ن والمهددة بالانقراض في الشرق الأوسط وقائمة ذات الأنواع ذات التوزيع النادر في العالم والتي تتواجد بكثرة في منطقة الشرق الأوسط وقائمة 13 موقعا بأهم المواقع الطبيعية التي تم اختيارها ومنها منطقة أسوار القدس القديمة ، وادي القلط ، برية القدس ، دير مار سابا ،جبل الرأس-المخرور-وعيون الفشخة ،أريحا،عيون العوجا، وادي وشاطئ غزة، وادي القفن أم صفا-النبي صالح-،عيون قينيا ، وغابات وأحراش أم الريحان. كما أرفق خمس اتفاقيات ومعاهدات دولية لحماية التنوع الحيوي والطيور وأهم الإجراءات العملية على المستوى الوطني لحماية الطيور البرية من خلال صيانة النظم البيئية وموائل الطيور وحمايتها من الصيد الجائر وسن التشريعات ، كما رصد الجهود التي قام بها مركز التعليم البيئي لحماية الطيور بإنشاء متحف للتاريخ الطبيعي وإقامة محطات لمراقبة وتحجيل الطيور –محطة طاليتا قومي – والمعارض البيئية وحملات التوعية وإقامة المؤتمرات البيئية ونشر وقائعها في كتب خاصة توزع على المشاركين . بعد هذا العرض السريع والموجز للكتاب من قبل د.إدريس جرادات يمكن الإشارة إلى الملاحظات الآتية: *إخراج الكتاب بصورة فنية جميلة وملونة بتصميم رائع. *ضم الكتاب صور 110 لأنواع الطيور التي تعيش في فلسطين مصنفة ومبوبة بمنهجية عليمة بالاستناد إلى معايير فوستر لتصنيف الطيور . *شارك في التصوير فريق عمل باستخدام بكاميرات عالية الجودة منهم المصور أنطون خليلية 207 صور ، و الباحث سيمون عوض 34 صورة ، والمصور الين فوسيه 9 صور، ومن صور الكتاب 20 صورة لمناظر طبيعية ومواقع انتشار الطيور. *ضم الكتاب ثلاث خرائط توضيحية لجغرافية فلسطين وأشار الباحث إلى مصدرها من غوغل ايرث ومعهد الأبحاث التطبيقية. *أشار الباحث بشكل موجز إلى ارتباط بعض الطيور بمعتقدات وأساطير شعبية ومنها رؤية الهدهد للماء في باطن الأرض ودمه علاج لبعض الأمراض وارتباط البومة بالشؤم والغراب حينما بعثه سيدنا نوح عليه السلام للتأكد من الطوفان ولكنه لم يرجع إلى السفينة واليمام الضاحك الذي يسبح ويشكر الله. *أورد الباحث بشكل موجز بعض الأمثال الشعبية المتعلقة بالطيور منها سنة الزرزور ازرع في البور، إذا حفل أبو سعد بطل الرعد ، يزعق مثل الغراب على الخراب. *اعتمد الباحث على 18 مرجعا ومصدرا بالعربية وتسعة مراجع بالانجليزية ومشاهداته العينية وزياراته الميدانية ومراقبة الطيور وتحجيلها وتوثيقها بالصورة والكلمة. كلنا أمل من الباحث في الطبعة الثالثة أن يخصص فصل للطيور في الكتب المقدسة وفصل للطيور في الموروث الشعبي من حيث الأمثال والقصص والحكايات والأغاني الشعبية والألغاز وفصل عن أمراض الطيور والوقاية منها وطرق العناية بها . *مطالبة الجهات المختصة بتشكيل جهاز الضابطة البيئية وسن القوانين والتشريعات للحفاظ على البيئة الفلسطينية سليمة خالية من التلوث. *العمل على تطبيق توصيات المؤتمرات البيئية الأربعة التي نظمها مركز التعليم البيئي و اعتماد يوم للبيئة الفلسطينية واتخاذ عصفور الشمس شعارا لذلك مع زهرة شقائق النعمان-الحنون. *ترجمة الكتاب إلى لغات أجنبية ونشره وتعميمه على شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي . *عمل أفلام وثائقية عن واقع الطيور في فلسطين وأماكن انتشارها وتكاثرها والمعوقات التي تواجهها والصيد الجائر التي تتعرض له وتدمير المحميات الطبيعية والأحواض المائية. * يعتبر هذا الكتاب جوهرة ثمينة ودليل علمي مميز حول الطيور في فلسطين ندعو الباحثين والكتاب والمهتمين وطلبة الجامعات إلى اقتنائه وإضافته إلى مكتبتهم المحلية ودراسته وتحليله لأنه جهد ثمين, فهو تجربة فلسطينية وعمل فريد يستحق الاحترام والتقدير . والى الأمام نحو جوهرة نادرة أخرى حول الطيور . عرض وتقديم : د. إدريس جرادات/مركز السنابل للدراسات والتراث الشعبي-سعير/الخليل . البريد الالكتروني sanabelssc1@yahoo.com الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الإثنين 27-01-2014 05:34 صباحا
الزوار: 2324 التعليقات: 0
|