الغزِّية هو عنوان الرواية الاولى لاحمد بشتاوي الصادرة حديثاً عن دار دجلة في طبعتها الأولى.
وعرض بشتاوي في روايته التي جاءت في 304 صفحات من الحجم المتوسط ظروف الاحتلال الاسرائيلي لقطاع غزة ومعاناة اهله المستمرة التي يقابلونها بالصمود والتحدي.
وتبين الغزية قدرة الإنسان الفلسطيني على تحمل الغربة وقسوتها وحرمانه من أبسط سبل الحياة، وكيف يعمل تحت الارض وفوقها لاثبات وجوده لتبقى أعلام النصر خفّاقة.
وتمتاز صفات نهيل بطلة الغزية بمزيج من الرومانسية والواقعية التي انعكست على اسلوب الكاتب ورشاقة الكلمة وعمقها والأسلوب البليغ الذي يأخذنا بين الحين والآخر إلى أجواء وردية رومانسية بمثابة ومضات ترويحية تزيل الشجن والألم بين طيات حياة نهيل.
واعتمدت بشتاوي في بناء روايته على عنصر الدهشة والاثارة والتشويق للرواية، مما أدّى إلى شد فكر القارئ كي يبقى يقظا مواصلا القراءة.
واظهرت شخصية نهيل المرأة الناكرة لذاتها والمضحية والصابرة والمنتظرة لحبيبها والمخلصة له اذ واجهت الظلم، واعربت عن رأيها، ودافعت عن حقها، ولم تستسلم رغم تعرضها للقهر والغربة.
وتتوالى احداث الرواية بعرض صور ومعان سخرها بشتاوي بنسق هادف سلس بعيدا عن الرتابة والنمطية مركزة على دعوة للرجل للإحساس أكثر بالمرأة وبأحاسيسها وآلامها ومشاعرها.
ويشكل النظام السردي في رواية (الغزية )مكونا لازما لأحداث النص، وتنظيم أحداثه وشخصياته وفضاءاته وأزمنته منطلقا الى محاور وثيمات حكاية نهيل وجنى واحمد وسائق الباص وحكيم وغيرهم من الشخصيات الواردة في الرواية التي ترمز الى الاصالة والثشبث بالارض وعلي الصغير الذي يرفض الظلم الذي وقع على اخته نهيل مشيرا الى رفض الجيل الفلسطيني الذي يقع على الارض التي هي الام والاخت والعرض.
وشكل الفضاء و الزمن في رواية الغزية ثنائية علاقة تكاملية بين طرفيها برزت في حدود تمظهرات زمنية كالتتابعية والارتدادية في مسار الزمن الروائي، ومسارات من الأمكنة الواقعية أو الخيالية تستغرق حلولية الأشياء المادية والمعنوية على نحوابعد وأعمق من وظائفية المكانية والزمانية داخل مسار السرد الروائي.