عرار:

وقع الشاعر نصر أيوب ديوانه "أرصفة الغياب"، أول من أمس في دائرة المكتبة الوطنية، الحفل الذي شارك في كل من الناقد د.عبدالرحيم جداية، ود.حنان سعادة، وأدارته رنا أبو سليمان، بحضور أمين عــام وزراة الثقـافـة الروائي هــزاع الـبـراري.
أستاذة اللغة العربية في الجامعة الهاشمية د.حنان سعادة رأت أن الشاعر ايوب منح النص النثري "مذاقا مختلفا وفلسفة فذة عميقة قادرة على الولوج الى مشاعرنا وسبر اغوارنا والغوص في أعماقنا"، لافتة إلى أن الديوان جاء ضمن ما يسمى "الومضة الأدبية"، وهي نصوص أدبية ترصد الواقع وتمنح النص النثري مذاقا مختلفا قادرا على الكشف والغوص في دقائق الامور كما تحتاج الى جموح عميق في القراءة وتروي وامعان مكثف في التفكير.
واعتبرت سعادة أن قصائد الشاعر هي عبارة عن نصوص نثرية ترصد الممكن والمتاح وتزاوج بين الاتجاهات النفسية حين تعبث بها الأقدار فتغرق المتلقي في الشجن المتواطئ مع الحزن تارة ومع الفرح تارة أخرى، فلغة الشاعر امتازت بأنساق لغوية واضحة ومعاني محددة تظهر الاحداث بوضوح دون غموض ينأى بها بعيدا عن السردية المسهبة تمكنه من تجسيد الواقع من خلال استخدامه لغة تصويرية تستمرئ التفاصيل النابضة الحية.
واستعرضت سعادة محتويات ديوان "أرصفة الغياب" مبينة أنه يتضمن خمسة أبواب مقسمة إلى اثني عشر فصلا، تشمل مئة وسبع وخمسون ومضة شكلت عناوين الفصول طريقا واضحا لولوج القارئ الى مفاتيح أفكار النصوص وتفكيك عناوينها، فجاءت محملة بالدلالة السريعة والومضة الخاطفة مكثفة المعنى مختزلة العبارة كي تقدم رؤية شفيفة راصدة وواعية للواقع تحدث نوعا من التواصل والتلاقي مع المتلقي.
وأوضحت سعادة أن الشاعر اختزل في كل مضة من هذه النصوص لوحة أدبية إنسانية تعكس واقعا معاشا، أو حالة شعورية أو تجربة مستقاة  فيقدم الملامح الإنسانية لمجتمعنا التي يجتمع فيها العقل والوجدان فقد تحدث الشاعر عن المرأة وكيفية التعامل معها وخصص بابا عن الحكمة والأمثال، فكشفت هذه الومضات عن تجارب حياتية كانت رافدا له في توظيف كثير من ثقافته العلمية والادبية والفلسفية والدينية فكل ومضة لها سرها الخاص وتمتاز بإيجازها اللفظي العميق وصورها البديعية.
بينما اعتبر الناقد والشاعر د.عبدالرحيم جداية أن الشاعر هو رجل الاحتمالات الأربعة والجهات الأربعة والفصول الأربعة، وهو المرآة التي تعكس كل شيء جميل ونظرته الى الحياة يستمد منها العزم، فهو يعيد ترتيب الخرائط والطرقات.