صدر للشاعر والفنان التشكيلي المغربي عزيز أزغاي، ديوان شعري، تحت عنوان “حانة الذئب”، هو السابع في تجربة شعرية قاربت ثلاثة عقود. وعن علاقة عمله الشعري الجديد، الصادر عن دار “راية”، بتجربته، التي يتوزعها أكثر من مجال إبداعي، قال أزغاي لصحيفة الشرق الأوسط: “بصدور ديواني الشعري الجديد (حانة الذئب)، أكون قد راكمت سبع مجموعات شعرية، بعد (لا أحد في النافذة)، و(كؤوس لا تشبه الهندسة)، و(رصاص الموناليزا)، و(أكبر من قميص)، و(الذين لا تحبهم) و(أسرى على قماش)، على امتداد ما يقارب ثلاثة عقود، أي بمعدل مجموعة على رأس كل أربع سنوات، ربما تكون هذه الوتيرة بطيئة، إلا أنها تلائم طريقتي في التفكير والكتابة والحياة، من عادتي أنني لا أتعجل الأمور، ولا أستبق الأشياء، أميل أكثر إلى إنضاج ما أفكر فيه على نار هادئة، لذلك، أزعم أنني راكمت في مختلف هذه التجارب الإبداعية ملامح نص شعري ينحاز إلى مشاغله الخاصة، بما تؤشر عليه من اجتهاد في صياغة جملة شعرية مباشرة وحارة، وإيقاع داخلي يحفر في أراضي الشجن والقسوة أكثر من ارتهانه إلى بساطة التطريب. ونقرأ في قصيدة “حانة الذئب”: «في هذا الثغر الأميركي / ما زال الحظ يجثو على ركبتيه / منذ نصف قرن / والمراهنون يقضون صباحاتهم البائسة / في ترويض الدواب / ويتوجهون إلى السماء بغبطة مطفأة / مجرد رخويات تحن إلى زمن المظليين، / إلى نعيم الإسطبلات المعدة لتخزين الأسلحة / كلهم ورثة سوء طالع وتسوس أسنان / كل صباح يعيدون إشعال فتيل الفرص الماكرة / بلفافات التبغ / ويصهرون المشاعر الضارية / بقناني النبيد / منذ نصف قرن / وهم يقطعون نفس الشريط / بإيقاع خائر / بينما المطربة / في عمق الضجيج / تلملم أطراف حبها القاسي / بمكنسة التوبة / تحت أنظار جنود المارينز”.