|
عرار:
صدرت عام 2019 رواية "حبّ في أتون العاصفة" للأديبة حوّا بطواش، وتقع الرّواية الصّادرة عن "دار الهدى ع. زحالقة" في 147 صفحة من الحجم المتوسّط. الكاتبة حوّا بطواش من قرية "كفر كما" في الجليل الفلسطينيّ، وتنحدر من أصول شركسيّة، صدر لها عام 2013 مجموعة قصصيّة بعنوان"الرّجل الخطأ". منذ سنوات وأنا أتابع ما تكتبه الأديبة حوّا بطواش في موقع "الحوار المتمدّن" وعلى صفحتها في موقع التّواصل الاجتماعيّ "الفيس بوك". وقد لفتت انتباهي من خلال قصصها ومضامينها. وأنا الآن أمام روايتها "حبّ في أتون العاصفة" وتمنّيت لو أنّ الكاتبة حذفت كلمة "حبّ" من العنوان، حتّى يثير التّساؤلات حول من وقع "في أتون العاصفة"، ومع ذلك فلا أملك إلّا أن أحترم خيارها. ملخّص الرّواية: تتحدّث الرّواية عن علاقة حبّ بين هنادي وسامر، مع أنّ والد الحبيب هو قاتل والد الحبيبة، حيث يقبع القاتل في السّجن، في حين غادرت أسرته البلاد إلى أمريكا، وعادت بعد عشر سنوات من وقوع الجريمة، ليقع سامر ابن القاتل في حبّ هنادي ابنة القتيل الضّحيّة، عندما التقيا في الجامعة التي يدرسان فيها. غير أنّ هنادي كانت "مخطوبة" لابن عمّها رامز، باتّفاق بين والديهما قبل مقتل أبيها. وقد اعترض وليد وفادية شقيقا هنادي على هذه العلاقة بينها وبين سامر، وأرغمها على ترسيم خطبتها من ابن عمّها رامز، في حين رحّبت والدة سامر بالموضوع. وهذه الخطوبة التي تمّت رغم معارضة هنادي قادتها إلى الهرب مع سامر إلى أمريكا. الهدف من الرّواية: من يقرأ الرّواية بتمعنّ سيجد أنّها تهدف إلى عدم تحميل الأبناء وزر ما يرتكبه آباؤهم من موبقات، كما أنّها تنتقد بشدّة عادة لا تزال موجودة بقاياها في مجتمعاتنا العربيّة، وهي تسمية الطّفلة كخطيبة وكزوجة في المستقبل لواحد من أقاربها. الأسلوب: جاء السّرد الرّوائي سلسا مشوّقا هادئا على طريقة الحكايات الشّعبيّة. اللغة: استعملت الكاتبة العربيّة الفصحى في روايتها، ولم تلجأ إلى التّعقيد اللغوي أو الفذلكة اللغويّة، وكما يبدو فإنّها أرادت أن تصل فكرتها بسهولة إلى القارئ المتلقّي. كنت أتمنّى لو أنّ الكاتبة استغنت عن السّطور السّتّ الأخيرة في الرّواية؛ لأنها جمل تفسيرية لا داعي لها. الزّمان والمكان: لم يرد في الرّواية زمن أحداثها ولا اسم الكان الذي تدور أحداثها فيه، وهذه نقطة لصالح الرّواية والرّوائيّة، وكأنّي بها تريد أن تطرح هذه المشكلة الموجودة في أكثر من مكان وعبر أجيال متعاقبة. أهمّيّة الرّواية: للرّواية أهمّيّة كبيرة لأنّها طرحت قضيّة اجتماعيّة عانت ولا تزال تعاني منها مجتمعاتنا الشّرقيّة. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 01-03-2019 07:31 مساء
الزوار: 1289 التعليقات: 0
|