|
البكاء والدموع من طرق التفريغ النفسي وتخفيف التوتر والضغوط النفسية -ابكِ تبك وحدك- إعداد:د. ادريس جرادات البكاء خبرة سيكولوجية تعبر عن موقف يتعرض له الشخص سواء كان مُفرِحاً أو مُحزناً للتخفيف عن النفس وخلجاتها ،وهو من مراحل الارتداد النكوصي للشخصية في حالات الإخفاق والفشل أو التعرض للمواقف الطارئة أو مراحل اليأس والضعف والعجز والكسل أو المرض والألم أو الكبت والقهر والإيذاء النفسي أو الاستجداء وطلب المساعدة ، وللبكاء أنواع منها بكاء الشفقة والعطف ، وبكاء الحب والعشق وألم الفراق،وبكاء الفرح والمرح والانجاز، وبكاء الخشوع لله ، وبكاء الندم والاعتراف بالذنب ،وبكاء الخديعة والتصنع-دموع التماسيح. لكن في هذه العجالة سيتم التركيز على استخدام أساليب البكاء والدموع في العلاج والتفريغ النفسي للكبت وتخفيف التوتر والضغوط والقلق والقهر والإحباط والاكتئاب والحزن وغيره، حيث خلق الله الإنسان في كَبَدْ ،كما ورد البكاء في عدة مواقع في القرآن الكريم بمعانٍ ودلالات معبرة منهاوَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا 109 )الإسراء) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43) وكذلك ورد في الحديث والسنة وفي الشعر والموروث الشعبي. لكل إنسان طاقة نفسية هائلة-(ليبيدو-) وجعل له الله وسائل لا شعورية للدفاع عن الذات ومن هذه الميكانيزمات الدفاعية منها الارتداد والنكوص على شكل بكاء ودموع والتي هي إشارة وآية من الله عز وجل للدفاع عن النفس . للبكاء والدموع وظائف و دلالات نفسية ومعنوية تنقي النفس وتريحها و تطهرها من حيث: ** للبكاء والدموع وظيفة فسيولوجية لتنظيف العين وترطيبها وتليين حركتها وزيادة المناعة والمقاومة للعوامل الخارجية وأمراض العيون. **تعمل الدموع على تقليل الهرمونات المسببة للتوتر والضغط، والتأزم النفسي بالاستناد إلى دراسات علم النفس ، و للبكاء وذرف الدموع رد فعل فسيولوجي لراحة القلب و ترويح الأعصاب وإعادة التوازن الهرموني ، و يُجسد بالحركة والصوت والصراخ ،ولغة الجسد ،ويعبر عن الفرح والمرح والسرور أو الحزن والترح. **يعمل البكاء على رحابة الصدر والتخفيف على النفس ، وهو حمام الروح ودواء للهموم وذهاب للغموم(- إبكِ ترتاح) -مثل شعبي فلسطيني **يساعد البكاء والدموع على تفعيل الخلايا المنتجة للأجسام المضادة، وزيادة المناعة الجسمية وإفرازات الغدة الدمعية. **يعمل البكاء على جذب عطف الآخرين واستجدائهم لانتزاع الدعم والمساعدة وتلبية الحاجة وكذلك تشتيت المشاعر السلبية كالغضب والشعور بالذنب والتوتر والحقد والكراهية، خاصة بكاء المفاجأة، والدموع أللإرادية أو التعبير عن الفوبيا المرضية أو المواقف الطارئة . **يعمل البكاء على فتح المدارك والاستبصار بالذات والتغلب على الاغتراب والنفور النفسي قدر الإمكان،- دقيقة بكاء تجلي النفس و تغني عن ساعة نوم. **كما يعمل البكاء والدموع على كبت الاستثارة عند الرجل أو المرأة. **البكاء سلاح قاتل وفتاك للرجل فهو سلاح ذو حدين، سلاح يٌفرج للهم والغم والمشاكل والتوترات والضغوط النفسية لنفس الشخص-خاصة المرأة-، وسيف تؤثر فيه على الآخرين.- كل شيء قرضه ودين حتى الدمع بالعين ، ودمعة الرجل عزيزة . الإجراءات العملية للتفريغ النفسي باستخدام البكاء والدموع على النحو الآتي: *المشاركة في المآتم والمواكب الجنائزية والبكاء على الميت للتفريج عن الضَنَك. *الاختلاء بالنفس في غرفة النوم أو في السيارة في منطقة مغلقة والبكاء بشدة-. *اختيار منطقة خلاء أو وادي بعيد عن الناس أو غرفة محكمة الإغلاق ولها جدار عازل ،والصراخ بصوت عالٍ-لدى المراكز الطبية عيادة خاصة مجهزة للبكاء- . *تذكر أمام المرآة -في حالة الضنك الشديد-مشكلة صعبة أو قاسية أو فقدان شخص عزيز عليك ، أو موقف طارئ والبكاء عليه-إبكِ ترتاح- . *المشاركة في جلسة بكاء مع مجموعة تعاني من مشاكل نفسية ومدة الجلسة لا تزيد عن ساعة بإشراف أخصائي أو طبيب نفسي- يا سعد من بكاني-. * لا تحبس الدموع وأطلق العنان لها فهي كالجمرة في اليد أو كالشوكة في القدم أو كالوحش المفترس في الغابة ، ولهذا نزول الدموع –دموع الفرح والمرح أو دموع الحزن والترح أو دموع الذنب أو دموع الخشوع والخشية من الله بغزارة تكون مثل خط الايرث الكهربائي في البيت الذي يعمل على تفريغ الكهرباء الزائدة فهي إشارة وآية ونعمة من الله. بعد انتهاء جلسة البكاء والصراخ وذرف الدموع عليك القيام بالإجراءات الآتية: * توفير المناخ النفسي الدافئ بممارسة النشاط الرياضي-المشي بين أحضان الطبيعة-وامشوا في مناكبها-قرآن كريم – أو لعبة كرة القدم أو اية لعبة أخرى تحب ممارستها ، أو الاشتراك في نادي لياقة بدنية -تخفف التوترات وتزيل الهموم والضغوط النفسية ،والشحنات الانفعالية ،والنظرة السلبية للآخرين. *الإصغاء لصوت القرآن الكريم أو للموسيقى الهادئة أو صوت الطيور أو صوت خرير الماء أو أية أصوات على الطبيعة. *تحويل المشاعر القاسية إلى سلوك ايجابي بكتابة رواية أو قصة أو خاطرة أو مقالة أو قصيدة شعرية أو رسم لوحة فنية أو كاريكاتير أو نحت قطعة خشبية أو حجرية أو ممارسة أية حرفة يدوية تشرك بالاستمتاع . *ارتشف فنجانا من الشاي أو القهوة أو الأعشاب الطبية أو أي نوع من السوائل ترغبه والشرب مع أفراد المجموعة لتنمية الروح الجماعية. * استخدام عبارات التسبيح والتفاؤل والقيم الايجابية والبكاء خشوعا من رب البرية. *مراجعة مراكز الطب أو الإرشاد أو العلاج النفسي وقت الضرورة في حالة التأزم النفسي. أخي الكريم :البكاء صحة للنفس وإعادة التوازن والتكيف مع الواقع، وشفاء لكثير من الأمراض النفسية ، والاجتماعية والسلوكية ،فهي تغسل النفس كما يغسل الماء الثوب، اتبع الخطوات السالفة الذكر وسوف تلاحظ النتائج والتجربة أكبر برهان . د. ادريس جرادات-مركز السنابل للدراسات والتراث الشعبي-جوال00972599206664 الايميل sanabelssc1@yahoo.com
الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأربعاء 27-06-2018 12:03 صباحا الزوار: 1236
التعليقات: 0
|