|
دبابيس ... " ثقافة الاعتذار والتسامح " .. بقلم قصي الفضلي دبابيس
" ثقافة الاعتذار والتسامح "
قصي الفضلي
لانأتي بجديد عندما نقول ان الأختلاف بالرأي او تنوعه في قضية معينة تطرح على طاولة النقاش " لايفسد للود قضية " . مؤكد ان كلاً منا سيدلي بدلوه ، ولا يمكن التكهّن والتحكم بمسارات النقاش في وجهات النظر ،سعيا ً لتكوين انطباعات لما هو مطروح، وكيف يضع لها المتلقي التفسيرات المنطقية بحسب ومستوى الجانب الذهني والفهمي والثقافي ، ومايحتكم سجله من تجارب في مفاصل الحياة المتنوعة .
تبعاً لما ذكرناه ، عندما تطرح قضية على طاولة النقاش، فلابد أن يكون لكل منا رأي ووجهة نظر محددة ، قد يتناقض في المسار او قد يتطابق ويتفق مع مسارات الرأي الأخرى، محور آخر : ان التعدد في وجهات النظر يسهم بشكل فاعل في تصحيح الآراء والافكار الخاطئة إذا كان الطرح واقعياً وشاملاً ومؤثرا بعمق في الآخرين وأفكارهم ، نهاية المطاف يجب ان لايكون الاختلاف في وجهات النظر والتعبير عن الآراء ، لاسيما لدى الشريحة المثقفة يؤثر سلباً على ديمومة العلاقات الإنسانية ويكون سبباً لقطع اواصر الرحمة والمحبة و قيل في مآثرنا ان " الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ". لذا يلزم التنوع في الرأي ،ان لا يكون بوابة مشرعة للعداوة والكره والحقد ، بل عنصراً مهماً وحيوياً لتنمية الأفكار .
ان المفصل الثقافي بما يحمل من رسالة واهدافاً سامية وقيماً نبيلة وروحية الود و العطاء والتنافس الشريف ، الذي به تعبد المجتمعات طرقها نحو الرفعة وترتقي سلم المجد حيث تتلاقى وتتلاحق الأفكار وتتقارب الأرواح بمزيجها الحقيقي من التسامح وتذوب فيه روح التعصب ونزعة الجموح، وتفتح آفاقاً واسعة وأبواباً مغلقة في ميدان فسيح يعج بالتنافس والصراع نحو تحقيق الانجاز ، ويجب ان يبقى مفعما بالآراء والأفكار المختلفة والمتضادة ، فمنها ما سينحسر ويخفق ، ومنها ما يرفع راية النصر والصمود ، وفي نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح .
لذا يجب علينا روحية التسامح وتقبل رأي الأخر وهي بذرة عطاء خصبة تغرس في نفوسنا أماناً وسكينة ،فنتقدم ونتطور ونرتقي وتتمازج الأفكار وتتواصل العقول وتتقارب ،وهي برأي المتواضع الوسيلة الأمثل للارتقاء بمجتمعنا الى ماهو أفضل وأسمى ، بما يعبر ويجسد ما تحمله الثقافة من معانٍ سامية نسعى لترسيخ ثقافتها في مجتمعنا خلال المرحلة الراهنة ، نحن بحاجة الى توسيع ثقافة الاعتذار والتسامح ،وتقبل الرأي والرأي الاخر .
دمتم بخير ولنا عودة.
الكاتب:
إدارة النشر والتحرير بتاريخ: الخميس 31-01-2019 04:41 مساء الزوار: 2250
التعليقات: 0
|