من الحقائق العلمية ان  الحيوانات البرية تمتنع عن الطعام حينما تمرض , وهذا

الامتناع غرائزي لحفظ الذات والوجود و لو لم تحجب نفسها عن الاكل وما ينتج من

الهضم والتمثيل الغذائي (عملية الهدم والبناء- الأيض ) المفرز للفضلات والسموم

والمواد الكيميائية السامة لترسبت في  المناطق الجسدية المصابة بالمرض او

الالتهاب . 

بهذا الامتناع عن تناول الطعام ، الجسم يمنح فرصة قوية لإزاحة المواد السامة

الناجمة عن المرض وبالتالي سرعة الشفاء   , ونحن كبشر لدينا هذه الغريزة ايضا

وحينما نمرض نفقد الشهية والرغبة للطعام , تلك هي اشارة نافعة للامتناع عن الاكل

واستخدام (الطاقة الذاتية) لتنظيف الجسم من سموم المرض وبالتالي الشفاء .

وكما يقول الفيلسوف والعالم هيبوقراط ، الأب الأكبر للطب « كل إنسان لديه طبيب

داخلي وما علينا الا فقط مساعدته ليعمل ,

وان القوى الشفائية الطبيعية موجودة فينا بشكل قوي  , ان غذاءنا هو دواؤنا , وان دوائنا يجب ان يكون من خلال غذائنا وأننا حينما نأكل ونحن مصابين بالمرض فإننا نغذي المرض

« .ويقول العالم جول فارمان صاحب كتاب « الصوم والطعام للصحة « ( ان

الصوم يعمل على حفاظ التوازن الفسيولوجي للجسم وهذا هو الذي يؤدي الى إزاحة المرض ) .

فالصوم أمر صحي وممارسة دينية منذ القدم , فالمعتقدات السريانية مثلا تقوم على

ان الصوم يؤدي الى الحيوية , والصحة , و الاحتفاظ بروح الشباب , وطول الحياة

, وكذلك الفراعنة حيث كان لديهم المعتقد بان كثرة تناول الطعام تؤدي الى الأمراض

. و يقول احد ملوك الفراعنة (ان الانسان يتربع على ربع ما يأكل وان بقية الثلاثة

أرباع يتربع عليها أطباؤهم ) .

فهذه المعرفة القديمة ثبتت صحتها حديثاً ففي أوائل القرن العشرين اكتشف بان الصوم

سلوك صحي , وان الانسان بحاجة الى الصوم من اجل تفعيل آلية الطاقة الذاتية

الداخلية من اجل ازالة السموم ومنع الامراض , و الوصول للشفاء  .

فالمواد السامة تدخل أجسامنا من خلال الهواء , والماء , و الغذاء , فالمقولة السابقة 

«  كيف تأكل كما تكون «  , لم يعد لها مكانة في عصرنا الحالي , فالأبحاث العلمية

و حقائقها أثبتت ان معظم الامراض المزمنة ناتجة عن سوء عادات تناول الطعام ,

ولتجنب تجمع هذه المواد السامة    في أجسامنا لذلك يجب ان نكون حذرين في انتقاء

الطعام وكميته , فكثير من الخضار والحبوب معرضة للسموم الخطيرة مثل :مبيدات

الحشرات والفطريات ، أثناء زراعتها والتي تؤدي الى تسمم الجسد , حتى بعد

غسلها  تحوي بقايا من هذه السموم , ناهيك عن  التلوث البيئي الهوائي المهدد للصحة 

:الدخان , و غازات المصانع والمركبات  ، والتي تشكل خطورة على النبات والحيوان  .
فرصة للجسد

الابحاث تقول ان الصوم هو الطريق الأوحد، لإعطاء الفرصة للجسد للتخلص من

هذه السموم التي تأتي من المأكولات والمشروبات وتمنع تجمعها، كما قال ( براغ )   .  
و تؤكد الابحاث الغربية ان الصوم يؤدي الى تغير فسيولوجي ايجابي في الجسم ,

ففي بدايته يريح وظائف الجهاز الهضمي وعملية التمثيل الغذائي ويحمي الأعضاء

الجسدية لمعظم الناس ,

ان الطاقة الجسدية في الحالات الطبيعية تستخدم في عمليات

الهضم , والتمثيل الغذائي , وبما ان الصوم يؤدي الى إراحة  الجهاز الهضمي  فانه

بالتالي يقي  أجسامنا , وتسمى هذه العملية بالتنقية الذاتية أو  إزالة السموم ذاتيا

«الفلترة «  «Auto Lysis  « .

حيث أجمعت هذه الابحاث    ان:الطريق الأوحد والأكثر أهمية في إزالة هذه السموم , والخلايا الخطيرة هو عملية الصوم لمنع تراكمها و منع إحداث الامراض الناجمة عن ذلك ..        

وفي بداية عملية ( الهضم الذاتي ) الناجم عن الصوم في الأيام الأولى يشعر الانسان بنوع من الإرهاق والصداع , والغثيان , ذلك بسبب سرعة تحرك ودوران المواد السامة و الفضلات في الدم ,

وهذه الأعراض هي التي تجعل بعض الناس ينقطع عن الصوم. ولو تركت هذه الأعراض لن تدوم طويلا  طويلة كما تؤكد الحقائق العلمية , فهي  تزول في بضعة أيام  ,

وكلما زادت المدة الزمنية لإزالة السموم يشعر الانسان بالنشاط والحيوية , وتقف عملية الهضم الذاتي  بمجرد تناول الطعام .

والمراحل الأولى من الأورام السرطانية , فالصوم يؤدي الى تنظيف الشرايين والأوردة من الدهنيات والكلسترول الملتصق بها , و بهذه الطريقة تنظف كل الأعضاء التي  تحوي الأغشية المخاطية مثل الأنف والحنجرة , والجيوب الأنفية , وكذلك الترسبات الكلسية في المفاصل ,

فتنشيط الهضم الذاتي عن طريق الصوم يحسن من أمراض كثيرة خاصة أمراض القلب , وارتفاع الضغط الشرياني , و إمراض الجهاز الهضمي و المفاصل , والرئة , ومنها الربو ,

والعضلات , والغدد , ويؤدي الى اتزان الوزن, وكما يقول العالم ( براغ )  :ان الصوم المنظّم يؤدي الى إزالة كل الدهنيات غير الطبيعية وأن المعدة تتقلص لحجمها الطبيعي , ويتلاشى الشعور بالجوع تدريجيا  .

و من  المدهش للعلماء على حد قولهم :  ان الصوم يخفف البدانة حتى مع اكل الوجبات الدسمة  بعد الصوم التي تؤدي الى زيادة الوزن وان الاشخاص الذين يعانون من حالة النحول يعود وزنهم طبيعيا وبشكل سليم ,

وبذلك فان الصوم مفيد لكلتا الحالتين للأشخاص الذين يعانون من البدانة , والأشخاص الذين يعانون من النحول.

وبما أن  الجلد احد أجزاء الجسم المصرفة للفضلات عن طريق العرق ,فأبحاث العالم» إيثرت» بينت ان الصوم يمنع حدوث الامراض الجلدية كحب الشباب , والالتهابات الجلدية ,

والخراج والدُمل , و تتحسن  طبيعة الجلد من حيث الليونة , والمتانة واللمعان ويعود ذلك الى عملية الهضم الذاتي في إزالة السموم والفضلات .

وان الابحاث على الصوم أثبتت معالجة تساقط الشعر ونموه ومنع المزيد من الصلع ذلك من خلال وصول الدم النقي الخالي من السموم والمغذي لبصيلات الشعر بشكل سليم . 

..مساعدة
الصوم يساعد المدمنين ، على الاقتلاع عن ذلك سواء التدخين , والمخدرات , والمسكرات , والقهوة , لان الصوم يخلص الجسد بشكل تدريجي من هذه السموم و مخلفاتها .

وعليه بات من المؤكد علميا  وبشكل قطعي  ان الصوم افضل وسيلة طبيعية لحماية وشفاء الجسد والنفس بإزاحة المواد السامة وتنقية الجسد والنفس ، فهو احد الوسائل القوية للعلاج الطبيعي

ولعل في الدراسات المستقبلية يصبح الصوم علاجا يحل محل العقاقير الطبية كما يشير كثير من الباحثين الغربيين في هذا المجال و الأديان سبق علمي في ذلك سواءً من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية (( صوموا تصحوا)) كذلك حديث الرسول عن الطعام . 

وفي سفر اشعياء 6:58-12..  أليس هذا صوما اختاره  .حينئذ يتفجر مثل الصبح نورك وتثبت صحتك سريعا    .

الراي