|
بين يدي عاشوراء الشهادة علي راضي ابو زريق للاعلامي الاديب علي ابو زريق بين يدي عاشوراء الشهادة علي راضي ابو زريق غدا عاشوراء، يوم صامته العرب في الجاهلية،
وذكرى استشهاد الحسين، أعظم قصة استشهاد في تاريخ العرب منذ غادرنا سيدنا محمد. غدا سأتحدث عن المناسبة التي ما زلنا نكررها .
واليوم سأمهد لها بالحديث عن نفاق المختلفين على الحسين أقصد السنة والشيعة معا واضعاً بين يديهم دليل نفاقهم واشتراكهم بقتل الحسين كل يوم.
وإليكم القصة بوجهيها: استولى معاوية على حق الأمة بحكم نفسها ثم استبد بالأمر وفرض عليها ولده يزيد . قبل أن أواصل أذكر أن عند المعتدلين من أهل الشام مقولة" سب اليزيد ولا تزيد" أي أن يزيد يستحق السب واللعن لأنه حاكم غير شرعي أخذت له البيعة بالقوة ومارس مثل كل ما نرى هذه الأيام من ظلم وسفك دماء غير آبه بقيمة إلا الاحتفاظ بعرش الأمة الذي استلمه وراثة من أبيه.
ليبقى له ولنسله لو استطاع. وقال أهل الشام"لا تزيد" لأن معاوية استلم العرش بالحيلة وغطى القوة بغلاف ناعم من كرم الخلق والنفاق.
وكان يأمر قضاته بالعدل عندما يحكمون بين الناس والناس. فلا يهمه أمر الناس ما دام قد فاز بالغنيمة التي تهمه. والذنب الوحيد الذي كان يمارسه بعدها إقطاع الأراضي لبني أمية ووجهاء الأمة المؤثرين على توجهات الجماهير.
وكانت الأرض كثيرة وواسعة فلم يهتم بهذا الشأن إلا قليل من المثاليين وما أقلهم بين العرب.
وبين الفئة المثالية ولد التشيع ولم تكتف هذه الفئة بسب اليزيد بل سبت معاوية وأباه. ثم تطور التشيع ليصير مذهبا وحزبا سريا واستفاد من تجارب أمم ومذاهب غير بعيدة.
وعمل مع بقية شرفاء الأمة حتى أسقطوا حكم بني أمية. لكنهم لم يسقطوا النفاق العربي بل جاروه
أحيانا في عهد بني العباس. وسار الزمن وصار يزيد والحسين قضية تختلف عليها الأمة وتنقسم إلى سنة وشيعة. حتى سمعت بنفسي مرة متحدثا على إذاعة عربية يقول:" يزيد بن معاوية رضي الله عنهما".
فلم أستطع أن أمنع لساني أن ينطلق باللعنة على المتحدث. بالمناسبة مصطلح " رضي الله عنه" نزل بحق الذين حضروا بيعة الرضوان تحت الشجرة في الحديبية.
وتعميمها على غيرهم تأل على الله وكذب. ويومها كان معاوية وأبوه يعدون العدة لقتال سيدنا محمد وصحابته وشاركوا بمنعهم من أداء العمرة واستمروا بقتال المؤمنين حتى فتح مكة فكانوا من الطلقاء.
ولا اظن أن أحدا من الطلقاء يستحق مثل مكانة من صبر وصمد أما سيوفهم ورابط في الحديبية حتى يصدر الله أمره. فيا لها من أمة!!!
ودار الزمن وحكم في عاصمة معاوية رجل قوي اسمه حافظ الأسد. فأنهى عهد الانقلابات المتتالية وحكم البلد بالعصا والسيف. ورغم ذلك شعرت أنا بالامتنان له لأن قسوته خير من تعطل مسيرة الشعب السوري بالانقلابات المتتالية المتقاربة.
وبنا البلد وأحسن البناء. وساعده على ذلك عصبة قوية تتعصب له من الطائفة العلوية. وعلم الله الذي يعلم ما في قلبي أني كنت أشكر الله على وجود هذه الطائفة التي استقرت بها سوريا. ولكن الرجل لم يكن أقل أنانية من معاوية.
حفظ سوريا ولكنه أراد ثمنا غاليا لعله لم يقدر قسوته على مستقبل الشعب السوري وضرره على الوضع الاجتماعي. فأعلن أنه مستخلف ولده بشار وقتل من عارض نيته( المرحوم محمود الزعبي رئيس وزراء سوريا الأسبق لمن لا يتذكر)
، وأحتاط بجعل قوة الجيش تحت إمرة ولده الآخر وجعل معظم ضباط الجيش الكبار من الطائفة العلوية (يقال إن 90% من كبار الضباط علويون) ليضمن بقاء نسله في الحكم إلى الأبد كمعاوية تماما. وجاء بشار.
وأدار البلاد بطريقة جيدة لا تختلف عن طريقة أفضل الحكام العرب الحاليين. لكنه جاء باستثناء في الدستور فكانت رئاسته إهانة للشعب السوري. فكأنه قيل للناس لا يوجد سوري فوق الأربعين يصلح للحكم!
وبالغ كبار الموظفين في إهانة الشعب، وبدات ثورة بدوافع غريبة عن الوطن .
لكن عنجهية الفئة الحاكمة وتكبرها على العامة وقسوتهم في التعامل مع المظاهرات دفعت الناس للتفاعل مع الثورة.
وبدأ بشار بممارسة أعمال يزيد. فكما قتل يزيد الحسين ويتم آلاف الأطفال في مدينة رسول الله واغتصب جنده بنات الصحابة كذلك يفعل بشار ومؤيدوه بالشعب السوري ليبقى حافظا لعرش أجلسه عليه أبوه بالقوة ورغما عن الشعب وهو يعلم. وما يهمني أن اقوله إن تحالف الشيعة مع بشار مقابل لعنهم ليزيد لا يختلف عن تعاون منافقي الجماعة مع يزيد ومحاربة أحفادهم اليوم لبشار. ثنائتان متقابلتان تمام التقابل:
معاوية ويزيد يرث طريقتهما حافظ وبشار والسنة يحاربون الفريق الثاني ويترضون على الأول والشيعة يلعنون الثنائي الأول وقد حاربوه ويقاتلون دفاعا عن الثاني!
وكلاهما يقتل الحسين كل يوم من أجل عرش الاستبداد والاحتيال على الشعب. كان الحسين الأول حفيد محمد بينما الحسين الثاني هو الشعب السوري الذي يقتل بالطائرات ويذبح صبيانه بالسكاكين ويشرد ويهاجر ويجوع ويهان. ويصر يزيد الثاني على البقاء ويناصره أخوتنا الشيعة بعذر اقبح من أي ذنب. عذرهم أنه الشريف الممانع الوحيد.
ولن يأتي مثله أحد . فكانهم يقولون إن كل السنة العرب خونة. وهكذا يكون استمرار بشار إهانة للشعب السوري كتوليه الحكم أول مرة! فهل يريدون أن يستمر الشعب بقبول هذا الهوان في عصر التحرر وحقوق الإنسان أم لا مانع عندهم أن يهان السني ويهان ليبقى من آل الأسد رئيس؟ أين مثالية التشيع التي تحدثنا عنها قبل قليل؟ ولكن كان صدام ممانعا صلبا ولم يقتل أكثر مما قتل بشار فلماذا قتلوه ؟ أليس عملهم هذا مع عذرهم في الدفاع عن بشار دليل سوء نية واحتقار للعرب واستبداد بالأمر! إن إخوتنا الشيعة والعلويين من أهل بلاد الشام والعراق الذين يدافعون عن بشار دون أن يخطر ببالهم أن هذا مخالف لمبادئ المجتمعات الحية. بل مجرد قبولهم ببشار رئيسا لمجتمع يشكل السنة فيه حوالي 70% ظلم لا يرضاه لنفسه إلا شعب ميت. فكيف يتفق هذا مع فكرة استشهاد الحسين؟ إن الأمر الذي استشهد الحسين من أجله أخف من هذا بموازين الظلم. وقد دافعت عن بشار كما رأيتم ولكن لو كان بشار نبيا لا يحق له أن يبقى حاكما لسوريا . فهذا حق للأغلبية.
أرجو ممن يغضبه قولي أن يعيد القراءة وأن يوقظ ضميره فإن وجدني بعدها منحازا أو ظالما فله علي حق وأنا على استعداد لتأدية ما يجب علي . ولكن موقفي المتوازن العادل بين التسنن والتشيع هو الذي دفعني لتسجيل هذا الموقف وعسى أن تستيقظ ضمائر أراها تستحق أن تبقى حية وأخشى عليها من ظلمة هذه الفتنة العمياء.
وإلى لقاء الغد مع شهيد الحق الحسين بن علي رحمه الله.
الكاتب:
ابتسام حياصات بتاريخ: الثلاثاء 12-11-2013 12:26 مساء الزوار: 2058
التعليقات: 0
|