|
كيف ينتشر الارهاب وكيف يسوَّق بين الشباب العربي المسلم بقلم الشاعر والاديب محمد القصاص
وما أن وصلت إلى سيدة سمراء زنجية تجلس في مكتب الاستقبال هناك ، قلت لها بأنني سأواصل رحلتي إلى عمان ، فقالت لي إنك الآن في المطار المحلي ، وعليك أن تتجه إلى مكان يبعد حوالي خمسة عشر ميلا كي أصل المطار الدولي (International Airport) ، وعلي أن أقوم بالنزول إلى الشارع ، وأنتظر أحد الحافلات هناك ولونه أزرق ثم أركب به ، وأخبره كي ينزلني عند الصالة كذا .. وحينما نزلت الدرج المؤدي للشارع ، وما كدت أقف لحظة إلا والباص ذو اللون الأزرق قد جاء ووقف عندي ومعي شنطتي اليدوية ، صعدت إلى الباص وما كدت أن أجلس حتى فوجئت بالرجل العربي يصعد أيضا ورائي ، ويبحث له عن مكان قريب مني ليجلس ، ولم ألتفت إليه أبدا ، ولم أعبأ به ، وعند البوابة المخصصة نزلت ، ونزل الرجل أيضا ، فدخلنا سوية إلى الصالة ، وتوجهت مجددا إلى مكتب الاستقبال وناولت السيدة التي هناك تذكرة الطائرة ، عندها سألتني فيما إذا كنت أفضل كرسيا معينا ، فطلبت منها أن تجلسني بجانب النافذة .. مع أن الكثيرين لا يحبون الجلوس بجوار النافذة ، قالت لي بأن رقم الكرسي هو كذا وكذا .. فوجئت بأن الرجل يتبعني إلى المكان ، ولا أدري ماذا دار بينه وبين السيدة بمكتب الاستقبال ، وعلى كل حال ما أن حان موعد الرحلة إلى عمان .. كان من المفاجئ أن أدخل الطائرة ، لأجد الرجل يجلس في مكاني على المقعد المحاذي للنافذة.. كانت المفاجأة كالصاعقة نزلت على رأسي ، فحييته ، وقلت له بأدب ، إلا أنه رد علي بصلابة قائلا .. اركب هنا بجانبي هذا هو المقعد الخاص بي .. فقلت له بغلظة ساعتها : يا سيدي هذا مقعدي فأخلي مقعدي لو سمحت وبدون نقاش ، لكنه أصر على الجلوس ، عندها جاء أحد المراقبين على متن الطائرة فقلت له ، هذا الشخص يتابعني منذ أول نزول الطائرة .. وحتى الآن والآن يريد أن يجلس بمقعدي .. طلب منه المراقب أن يرافقه إلى جهة معينة داخل الطائرة ..
الكاتب:
ابتسام حياصات بتاريخ: الثلاثاء 20-05-2014 01:53 صباحا الزوار: 2022
التعليقات: 0
|