|
|
أديب الأطفال يوسف البري: أجتهد على حياكة فضاءات ملؤها الفرح والمعرفية بعيدا عن أسلوب التلقين المباشر
نضال برقان فاز الكاتب المسرحي وأديب الأطفال الأردني يوسف البري في مسابقة النصوص المسرحية الموجهة للأطفال التي نظمتها وزارة الثقافة الأردنية من الفئة العمرية ما فوق 35 سنة. المسابقة التي أطلقتها وزارة الثقافة الأردنية في مجالات ثقافية مختلفة، تأتي بالتزامن مع احتفالات الأردن بمئوية الدولة الأردنية، وقد شكلت لها لجان تحكيم محلية وعربية وأعلنت نتائجها مؤخرا، وقد تناول البري في نصه المسرحي الفائز «شموسة» تاريخ الأردن ماضيًا وحاضرًا ومستقبلاً حيث جاء النص بأسلوب طرح مبتكر أعتمد يشكل كبير على الخيال وفق فضاءات من التَّأويل والحث العميق نحو البحث والرَّبط والاستنتاج ونسج درامي عميق وعقدة قادرة على شد الانتباه والتَّحفيز على التَّركيز للإحاطة بكل ما سوف يكون من تفاصيل ونمو محكم لمجرى الحدث، لقد نَمَتِ الحبكةُ في هذا المخطوط بشكل جميل ومترابط إلى حدٍ كبيرٍ دونَ وجودِ ثغراتٍ أو قفزات أو محطات سرد فارغة وصولًا إلى نهايةٍ برعَ المؤلفُ بها في صناعةَ دهشةٍ حقيقيَّة قادرة على محاكة خيال الفئة العمرية المستهدفة من الأطفال بكل إبداع. «الدستور» كانت حاورت البري حول رؤيته الفنية التي يحرص على إيصالها للطفل وللمعنيين به، من خلال الأشكال الإبداعية المختلفة التي يبدع في مجالها، فقال: «بعيداً عن الطرح الفلسفي للرؤى فأنا أسعى بأن أكون أقرب ما يكون من عالم الطفل والطفولة من خلال كل ما أطرح عبر مؤلفاتي الموجهة للطفل سواء كانت قصة أو رواية أو نص مسرحي فأنا أجتهد على حياكة فضاءات ملؤها الفرح والبهجة والرسالة التربوية والمعرفية بعيدة كل البعد عن أسلوب التلقين المباشر حاثاً الطفل نحو الاستنتاج والشراكة معه في صناعة مجرى الحدث وفق رؤاه التأويلية استناداً إلى قوانين عالمه التي لا تخضع إلى قوانين الكبار وافتراضاتهم ولهذا فأنا أعي جيداً المتطلبات الفكرية والمعرفية لكل فئة عمرية أخاطبها من شرائح الأطفال وفق قاموس لغوي وأسلوب خطاب يتناسب مع كل مرحلة عمرية أغازلها في طرحي الأدبي وأعمد بعد كل إصدار أدبي لي على جمع كل التغذية الراجعة من جموع الأطفال الذين أتواصل معهم من خلال لقاءاتي المتكررة معهم في المدارس والروضات والورش التي أقدمها لهم من خلال التجمعات الطلابية، بحيث أقدر المسافة الحقيقة التي تجمعني معهم وتحدد لي إلى أي مدى كنت قريباً منهم في الطرح الأدبي الذي قدمنه لهم وفي كل مرة أعمد على تحليل كل ما يصلني منهم وأعمل مراجعة شاملة تتواكب مع فكرهم ومدى انسجامهم». ويرى البري أن الاهتمام بشكل الكتاب الموجه للأطفال «لا يقل أهمية أبداً عن المضمون، لذلك أحرص كل الحرص على الخروج بشكل جميل ومنسق لأي إصدار أدبي جديد لي، وأنا أؤمن بالشراكة الحقيقية في التشاور مع الرسام والمصمم والمخرج الفني للعمل، وعمل عدة بروفات قبل أن يرى الكتاب النور وصولاً لرؤية منسجمة مع الجميع لضمان جودة الطرح والشكل الفني للعمل ومن المؤكد أن كل أديب أو كاتب يسعى بشكل كبير إلى الخروج خارج حدود وطنه والسعي الجاد نحو نشر مؤلفاته على أوسع نطاق عربي أو عالمي ولقد اجتهدت على ذلك بحمد لله فعمدت على إبرام مجموعة جيدة من عقود النشر مع مجموعة مميزة من دور النشر العربية كان من أهمها دار الحلبي للنشر والتوزيع وهي دار نشر مغربية متخصصة في أدب وثقافة الطفل فصدر لي من خلاها مجموعة جيدة من المؤلفات الجديدة في مجال القصة والرواية والمسرحية أذكر منها لا على سبيل الحصر مسرحية النملة الذهبية، ورواية غنى القمر، وقصة الحذاء الطائر وقصة القط صاحب الذيل الأزرق ومسرحية «سناريا» التي صدرت بعدة لغات عالمية مما أتاح لي الفرصة على أن أطل على المشهد العالمي من خلال مشاركات دار النشر في الكثير من معارض الكتب العالمية في فرنسا وتركيا واسبانيا بالإضافة إلى مشاركتها في معظم معارض الكتب العربية». ويشغل البري منصب نائب رئيس الفرقة الأردنية لمسرح الطفل، ومقررًا للجنة الدراما والمسرح في رابطة الكتاب والأدباء الأردنيين ويعمل مديرًا للأنشطة الثقافية في عدة مدارس أردنية خاصة، كما يعمل مدربا لفرقة زها المسرحية، وقد سبق له أن ألف عشرات المسرحيات الموجهة للطفل، عرضت على مسارح مختلفة في المملكة وخارجها في المهرجانات المسرحية المحلية والعربية، وحاز عددا من الجوائز والدروع، منها: جائزة أفضل دمى مسرحية عن مسرحية نجيبة والسوسة العجيبة، مركز زها الثقافي للأطفال، مهرجان الإبداع الطفولي، الدورة الثانية 2017 م. ودرع رابطة الكتاب والأدباء الأردنيين 2016 عن مجمل الأعمال الأدبية والمسرحية في مجال أدب ومسرح الأطفال، ودرع جمعية أصدقاء الأطفال عن مسرحية مدرسة الغابة السعيدة 2016 ودرع التميز والعطاء وزارة التربية والتعليم الأردنية 2018م، ودرع التميز والابداع مدارس المنهل العالمية (أوبريت العاشق) 2019م، ودرع مشارك في لجنة تحكيم مسابقة (معلمي يقرأ) مديرية تربية لواء قصبة عمان – وزارة التربية والتعليم الأردنية 2019م، ودرع التميز والعطاء وزارة التربية والتعليم الأردنية 2019م، ومؤخرا حاز المركز الثاني في جائزة وزارة الثقافة الأردنية في مجال كتابة النص المسرحي الموجه للأطفال 2021 م. الكاتب:
اسرة النشر بتاريخ: الثلاثاء 29-06-2021 09:29 مساء الزوار: 587
التعليقات: 0
|
|