راهب الألم
كان شعـري من تراتيـل الحياه .. ولحـونى ؛ من مـزاميـــر الألــمْ
كيف ضلـّت عن أغانيّّ الصـلاه .. ثم عـقـّـت كــل أحــلامي القــمـمْ
هكـذا نمضي على درب الحيـاه .. فى ارتقـــاب بيـن ضــوء وظلــمْ
أيها الشاعـر ـ ويـحى ـ ما أراه
ســرّ ألحـانـك نــزفٌ واحتـراقْ
كالذى يقطــع مـن طـىّ حشــاه
ثم يـــلقى فى جحيـــم مـا أراقْ
لهـف قلبي من أحـاديـث أسـاه .. حين يغـفــو ـ مـزّقتــه ـ أو أفــاقْ
كاد يبـكى فى معـانيــها صـداه .. فى ابتهال ، و انتظار ، و اشتياقْ
كسجـود الروح فى سـرّ طـواه .. كظـلال الصمت فى جـرح الفراقْ
كالتــفات النــور مذهـــولٍ سنــــاه
أيــها التــائــه فى قـفـــر الـريــاحْ
نظــرة المذبـــوح قد ألقى عصــاه
حيث ترقى الروح ما فوق الجراحْ
روعــــة الآلام ســرّ للنجــــــاه .. من رؤى المجهول فى عين الصبـاحْ
تحمــل العـمــر خلودًا ؛ منتهاه .. فى عـروش النور موصـول الطمـاحْ
إن فى الأرواح فى أقصى مـداه .. هـــدأة الغـفــــران فى ديـــر النــواحْ
راهب الآلام موقــــوفـًا خـطـــــاه
هيكـــلاً من ذكـــريات ودمـــوعْ
تهــب المـــاضى جـــلالا لـنــداه
وتعاني روحك الحيرى الخشـوعْ
أىّ طهـرٍ فى تسابيـح الـرعـاه .. تسكب الآمال فى صمت الركوعْ
كخـطى وحــيٍّ وإلهـــام ربــاه .. لـقـّـن الأعـراف تهليـل الرجـوعْ
هــزّ من أوتـارها طيـر شجاه .. خفقـــة الآبــاد للمعـنى الـرفـيــعْ
أنت معنى الحب فى أسمى مناه
من طوايا الغيب فى محض نغمْ
كل لحـن أنت فى قــدس سمــاه
ديـمــــة تهـمــي بأنــوار الكلــمْ
شاءت الأقدار أن نحيا الحياه .. ونرى السلـوان وهما فى عدمْ
كم أقمنـا فوق ماضينـا صلاه .. وتـلـــونا من مـآقـيــنا القســـمْ
وغـفـــرنا كل آثــــام الحيــاه .. فسمــــونا فـوق هـامات الألـمْ
***************
شعــر
د. فتوح قهوة