جاسر الياس داود
حنَتْ في ليلةٍ ظالمةٍ ومُظلمة
تتفقّدُ أحبابَها
فلم تجدْ سوى اثنين
سيفٌ دخل قلبَها ونَزَفَهُ
عقلُها توقّفَ عن التفكير
لم تعُدْ لِتشعرَ بالخوف
فالشيطانُ انزَوى بِصوْمعته الخبيثة
وأبو الياس جالَ وَصال
يصدحُ بصوتهِ ويرفض المُحال
شقائقُ النعمان انُحَنَتْ خجلاً وحزناً
على مَنْ صادَقوها سنيناً
وعرَّفوها بنوعٍ من الجَمال
حافَظوا على لقمة عيشٍ كريمةٍ
في ظلّ الوحش الفاتح فاه
ليلتقطَ ما هو حقٌّ لأطفالهم الصِغار
غيرَ آبهٍ
بمَعِداتٍ تتضوّر جوعاً وظمأى عطشاً
عائدين إلى بيوتهم كالأبطال
وُفُّقوا في ذلك اليوم
وجمَعوا حصادَهم من الليرات
شيباً وشبّاناً وأطفالاً
نساءً وفتيات
لفَّت قلوبَهم عاطفةُ الاشتياق
لِقُبلةٍ على خدود الصغار
وجبين النساء
بانَ لهُم الوحشُ بعد أنْ جاعْ
فَقَتْلُ الأبرياء يُشبعُهُ
ويروي ظمأهُ الدَمُ الزكيّ يُراقْ
صوتُ أبي الياس أوقَفَهُ وأرعَبَهُ
فعادَ إلى صومعة الشيطان لِينام
نومهُ الأبديّ
فلا رجعةَ لهُ ولا نارْ
زَغرَدتِ الأمُّ والشيخُ صاح
لا مرحى بعد هذا اليوم
ولا سماحْ
فَدَمُ أبنائنا غير مُباح
إلّا ِلباري العباد
دمُهُم فوق راياتنا
ما دام الطفلُ يرضعُ
حليب العزّة والإباء
ستتلألأ أمام أعيُننا
صورهُم ملطَّخةً بالدَمِ والغُبار
ولكنْ في أفئدتنا
لهم
كلّ المحبّة والافتخار
19/10/2013م عبلين