إنتفاضةُ جُرْحْ
*********
(1)
عربيٌّ وطنُ الأحزانْ
فجريحٌ فيه الإنسانْ
في جسدي أنيابُ الفقرِ
في نفسي شاخَ الحرمانْ
جوعٌ قهّارٌ يجرحني
عطشٌ جزّارٌ يذبحني
يذبحني ظُلْمُ الإخوانْ ؟
جهلٌ يطغى
كذِبٌ يطغى
يطغى تحريفُ الأديانْ ؟
سادَ التكفيرُ في وطني
واسْوَدَّ وجهُ الإيمانْ ؟
قتلوا ولدي
نحروا بلدي
يا أسفي باسْم القرآنْ ؟
باسْم اللهِ هتكوا عِرضاً
باسْم الله باعوا أرضاً
باعوا تاريخَ الأوطانْ
باسْم الله وأدوا الأنثى
سجنوها بين الجدرانْ
خبرُ الأنثى عارٌ آتٍ ؟
فالفخرُ بُشرى الصبيانْ؟
كم من أنثى أعطتْ مجداً؟
كم من ذكَرٍ ذلَّ الشانْ ؟
كم من آيٍ ربّانيٍّ
ساوى في جنس الإنسانْ؟
قرأوا الآيَ في ترتيلٍ
ما التزموا أمْرَ الرَّحمانْ
كذّابونَ فيما قالوا
فالفعلُ فِعلُ الشيطانْ .؟
(2)
يجرحني سِلْمٌ مزعومٌ
مع جزّارٍ يقتلُ شعبي
يجرحني " الأقصى " مأسوراً
وجنونٌ مشهودٌ عربي
ويتيمٌ قتلوا والدَهُ
في ليلة عيدٍ مُضطربِ
تجرحني أخبارُ حيفا
أخبارُ القدسِ والنَّقَبِ
يجرحني قلمٌ مأجورٌ
يزني في الشِّعرِ والأدَبِ
يجرحني نفطٌ ذهبيٌّ
يتمتَّعُ فيهِ مُغتصِبي ؟
يجرحني ملِكٌ عربيٌّ
يقضي الأوقاتَ في اللّعِبِ
ورئيسٌ يعملُ جاسوساً؟
وأميرٌ آهٍ وا عتبي
يجرحني دينٌ مُغتصَبٌ
من زُمَرِ الجهلِ وا عجبي؟
لو ثارَ الجرحُ مُنتفضاً
في وجهِ السُّمِّ والكُرَبِ ؟
سأكونُ معهُ جنديّاً
في جيش الجُرحِ مع غضبي
لن أخشى عبداً " غربيّاً " ؟
لن أخشى حرْقاً باللّهَبِ
يحميني اللهُ في حربي
ينصرُني حتماً في طلَبي
لو طالَ القتلُ ذا جسدي؟
أبقى النِبراسَ في كُتبي
****************
شاعر الأمل حسن رمضان - لبنان