تَرَكوكَ .... يا يَرْمُوك
.. قصيدتي الجديدة إلى أهلنا في مخيم اليرموك..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بَكَتُ الجبالُ صَلابـَــةً وَصُخـــورُ ... وَتَعَذَّبَتْ للعاصِفــاتِ بُحــورُ
وَتَأَلـَّمَتْ مِنْ أجْلنـا دَمْــعُ الثـَّـرَى ... وَتَناثَرَتْ للحــائرينَ قُبـــُورُ
يـا كوْكَبـاً يَبْكي لِجُـــرْحٍ نــازِفٍ ... حَنَّتْ علينــا أنْجُــمٌ وَبُــــدورُ
أمّا ضُلُوعي إخْوَتي يا حَسْرَتي ... فالقَلْبُ جَمْرٌ، وَالسُّباتُ فُجُورُ
طِفـْلٌ يُنـادي ثـُـمَّ شَيـْـخٌ عاجِـــزٌ... يا أمَّةَ المِليارِ يَكفيكم قُصُورُ
.
لَسْتُ الّذي أبْكي مُصاباً أوْ دِمــا ... في أمَّةٍ قدْ ماتَ فيها شُعُـورُ
وَبِأنّنـي لَسْتُ المَنـايــا واصِفـــاً... وَمُغازِلاً في الجائعينَ سُطـُورُ
في خَيْمَـــــةِ التَّشْريدِ ظَلـّوا نَكْبـَةً... في غُرْبَةِ الأيّامِ تَطْوينا العُصُورُ
شَرِبُوا المَرارةَ مِنْ كأسِ المَنايا ...في كُلِّ مأساةٍ لنـــا حُضُــورُ
منْ ذا الذي يَحْكي مَرارةَ شَعْبِنــا ... وَالدّائِــراتُ على الفَقيــرِ تَـدورُ
.
نامُوا على الوَيْلاتِ صاغُوا قِصَّتي...وَمَشايِخُ الإخْوانِ إرْباكٌ عُهُورُ
وَزَعامَـــةٌ للبائسينَ خَنـاجـِــــرٌ... وَمَــراكِــبٌ للاجئيــنَ عُبـُــورُ
هُمْ شَيَّدُوا في كُلِّ بَيْتٍ دَمْعَــةً ...وَتَكالبُوا نَهْرَ الدِّماءِ حُضُــورُ
تَرَكُوا فُؤادي في العَراءِ مُعَذَّباً ... إنَّ الحَريرَ رُقودُهُم وَقُصُورُ
يـا حَسْـرَةَ اليَــرْمـوكِ إنّـي جائـِـعٌ ... وضميركُــم للعادِيــاتِ فُتـُـور
.ُ
يَرْموكُ لا تَحْزَنْ وَصَبْـراً إخْوَتي ...إنّا كَما الأغْصانِ فيكَ جُذُورُ
بَنو اليَرْموكِ قَدْ زَرَعُوا صُموداً... وَتَرَدَّدَتْ للعــالمينَ عُصُــورُ
يَرْموكُ لا تَحْزَنْ فإنَّ النَّصْرَ آتٍ ...لكَ رَوْحَنا وَسَواعِدٌ وَصُقُورُ
فاللـهُ لا يَنْسى وَيَحمـــي عَبـْــــدَهُ... فَيْضٌ منَ الهاماتِ أنْصارٌ وَنُورُ
لـــوْ قَتَّلونــا، ذَبَّحونــا لمْ نَهُــنْ...فَسَنابلُ الخَيْراتِ جُودٌ لا تَبورُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
همسات الشاعر موسى أبو غليون
فلسطين