قصة قصيرة
بقلم الأديب القاص/
عصام سعد حامد
لا . يا ....... محترم
من لحظة ترحيله من سراى النيابة . بصحبة عسكرى بمشتملاته من سلاح وأساور ميرى .... ولا أثر له . لا هو ولا العسكرى الميرى .
حدث بعد ذلك عددا ً من الجرائم . ألصقها به أحد السادة المحترمين ......... , الذين يكرهون عبارة (الفاعل مجهول) . الجرائم تتم . ثم تفصل على قلب وقالب الهارب .... وتختم الأوراق بجملة واحدة ( ثبت بالبحث والتحرى بأن الفاعل هو الثورجى الهارب....) , تقدم الأوراق للمحاكمة . فى إحدى القضايا كان الحكم إعدام , فى قضية أخرى كان الحكم بالمؤبد مع الشغل وقضية ثالثة تكرر فيها المؤبد مع الشغل , أحكاماً أخرى تراوحت ما بين ثلاثة أعوام إلى خمسة عشر عاماً .
هكذا نشأ خط الصعيد المعروف ب (الثورجى), تحدثت الصحف . وما أدراك ما الصحف!! أنقلبت وزارة الأسياد ...... ولا مفر من القبض عليه . لوضع حد لهذه الجرائم , كذلك لتنفيذ أحكام القضاء العادل الشامخ .....
وإعمالا ً لمبدأ ( لا يفل الحديد إلا الحديد ) فقد تم ندب أحد أبرع السادة المحترمين للقبض عليه مع تذليل كافة العقبات أمامه وإتساع رقعة الصلاحيات لإنجاز مهمته , تقدم فارس عصره وأوانه , قبض على زوجة الهارب . فثقافته عن حضارة الصعايدة والثورجية . تقطع بعدم قبول الرجل بأن تحتجز زوجته كرهينة ...... بالتالى لن يرهق السيد المحترم نفسه بالبحث والتحرى والمراقبة وجمع معلومات ووضع أكمنة ,........ وسوف يسلم الهارب نفسه فى أسرع وقت ...... هذا ما أكده الجميع . بأن الأرض ستنشق عنه خلال ساعات , أنتفخ السيد المحترم لهذا التأكيد .......
وقال : مسألة القبض عليه لا تشغلنى بالمرة . يروقنى كثيراً جداً المجرم المهذب المحترم . الذى يأتى من تلقاء نفسه ليقول (ها أنذا ....... أسجنى يا باشا ) ها ها ها ها ها .......
فى تمام الثانية ظهراً . تسلم السيد المحترم مظروفاً . فتحه فى حضور السادة المحترمين الذين تجمعوا حوله ليتعلموا منه . وجد بالمظروف . ورقة طلاق الهارب لزوجته التى بحوزتهم , على ظهر الورقة . كتب الثورجى الهارب .
( مساء الخير والثورة ..... الدور عليك . مراتك عندى ..... طلقها يا باشا .....) *انتهت*
بقلم الأديب القاص/
عصام سعد حامد
لا . يا ....... محترم
من لحظة ترحيله من سراى النيابة . بصحبة عسكرى بمشتملاته من سلاح وأساور ميرى .... ولا أثر له . لا هو ولا العسكرى الميرى .
حدث بعد ذلك عددا ً من الجرائم . ألصقها به أحد السادة المحترمين ......... , الذين يكرهون عبارة (الفاعل مجهول) . الجرائم تتم . ثم تفصل على قلب وقالب الهارب .... وتختم الأوراق بجملة واحدة ( ثبت بالبحث والتحرى بأن الفاعل هو الثورجى الهارب....) , تقدم الأوراق للمحاكمة . فى إحدى القضايا كان الحكم إعدام , فى قضية أخرى كان الحكم بالمؤبد مع الشغل وقضية ثالثة تكرر فيها المؤبد مع الشغل , أحكاماً أخرى تراوحت ما بين ثلاثة أعوام إلى خمسة عشر عاماً .
هكذا نشأ خط الصعيد المعروف ب (الثورجى), تحدثت الصحف . وما أدراك ما الصحف!! أنقلبت وزارة الأسياد ...... ولا مفر من القبض عليه . لوضع حد لهذه الجرائم , كذلك لتنفيذ أحكام القضاء العادل الشامخ .....
وإعمالا ً لمبدأ ( لا يفل الحديد إلا الحديد ) فقد تم ندب أحد أبرع السادة المحترمين للقبض عليه مع تذليل كافة العقبات أمامه وإتساع رقعة الصلاحيات لإنجاز مهمته , تقدم فارس عصره وأوانه , قبض على زوجة الهارب . فثقافته عن حضارة الصعايدة والثورجية . تقطع بعدم قبول الرجل بأن تحتجز زوجته كرهينة ...... بالتالى لن يرهق السيد المحترم نفسه بالبحث والتحرى والمراقبة وجمع معلومات ووضع أكمنة ,........ وسوف يسلم الهارب نفسه فى أسرع وقت ...... هذا ما أكده الجميع . بأن الأرض ستنشق عنه خلال ساعات , أنتفخ السيد المحترم لهذا التأكيد .......
وقال : مسألة القبض عليه لا تشغلنى بالمرة . يروقنى كثيراً جداً المجرم المهذب المحترم . الذى يأتى من تلقاء نفسه ليقول (ها أنذا ....... أسجنى يا باشا ) ها ها ها ها ها .......
فى تمام الثانية ظهراً . تسلم السيد المحترم مظروفاً . فتحه فى حضور السادة المحترمين الذين تجمعوا حوله ليتعلموا منه . وجد بالمظروف . ورقة طلاق الهارب لزوجته التى بحوزتهم , على ظهر الورقة . كتب الثورجى الهارب .
( مساء الخير والثورة ..... الدور عليك . مراتك عندى ..... طلقها يا باشا .....) *انتهت*