-
عندما تداهمك السعادة من جديد ... عندما تعود إليك الروح بعد ان كاد الجسد يأوي إلى التراب ليلقي كل عنائه بعيداً عن كل هذا العالم المملوء بالذكريات والفراق والحزن .... عندها يتغير كل شيء .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما عدتِ .. عاد معك العالم .. عاد الماضي سعيداً .. انتعش القلب .. حلقت المشاعر .. انهمرت الدموع التي تجمدت في عيوني منذ سنين ... لم أتمالك أن استمع لنشيدك الصوفي وأنتِ ترسميني من جديد لوحةً للشعور والإحساس وتسكبين عليها دموع الماضي وعمر الذكريات .. لم أتمالك نفسي فانهرت باكياً بكاءً غسلني وطهرني بطهرك الروحي .
كالصاعقة أتيتِ ... لم تدعي لي مجالاً للتفكير اهتزت كل أركان الحياة .. انقلبت موازيني .. تخلخلت كل الاحتمالات .. إلا أنتِ .. أتأمل بك كل ذلك العمر الغريب الجميل الحزين الضحوك الباكي ... أتأمل تلك الرحلة التي عشناها بكل تفاصيل العشق .. أتأمل كل الدقائق والساعات ... أرسم الأيام أمامي على دفتر الذكريات .
عندما جاء صوتك .. رُدت الروح وعاد الأمل ..
لقد طال غيابك كثيراً ... أين كنتِ ؟؟
أما أخبرك قلبك أنني أعيش ميتا في هذا الوجود الباكي برحيلك يا لون القصيدة وطعم السعادة ؟؟
ألم تخبرك روحك أنني أمضيت العمر منتظراً هذه اللحظة لتغسلين روحي طهراً ونقاءً وبهاءً ؟؟
ها أنتِ عدتِ .. لن أسألكِ .. لن أعاتبكِ .. وأرجوكِ لا تعاتبيني .. فالعمر لا يحتمل العتاب .. فالسنوات تهرب منا بعيداً ... وقد انتظرتك ألف عام .. فلا تضيعين دقيقةً واحدةً بالعتاب .
لقد سامحتُ الدهر وسامحت العمر .. ليس لشيء .. إنما لأنكِ عدتِ .. وعادت روحي بعودتكِ ... فلتسامحيني .. وأعلم أن خطأي لا يغتفر ... سامحيني لأنني فقدت الاتجاهات برحيلك ... وما عاد لي حس ولا شعور .. وأصبحتُ مجرد آلةٍ صماء أحيا مع هؤلاء البشر الذين لا أنتمي لعالمهم ... فأنتِ عالمي .