وقعت الشاعرة ردينة آسيا ديوانها الشعري «في كفها حناء شمس»، الأسبوع الماضي، في دائرة المكتبة الوطنية وسط حفاوة كبيرة من الحضور، وشارك في حفل التوقيع بقراءة نقدية الشاعر هشام عودة والشاعر محمد نصيف وأدار الحوار الشاعر لؤي أحمد وسط حضور من المثقفين والمهتمين. 
واستهل حفل التوقيع الشاعر عودة حيث قال: إن جميع قصائد الديوان  جاءت على أوزان  بحر الخليل، أي أن الشاعرة تبدو وفية للتراث الشعري العربي بصيغته المتوارثة التي تعتمد الوزن والقافية، لتشير إلى أن هذا الشكل من الشعر لا يزال قادراً على أن يكون ديوان العرب.
وأضاف قائلا: إن القصائد تنوعت في موضوعاتها بين الوطني والقومي والوجداني، فمن اليسير على القارئ أن يطوف مع الشاعرة في أجواء القدس وبغداد والكرك وغيرها من المدن العربية، كما حملت بعض القصائد مناجاة لفرسان الأمة وأبطالها من القادة والشهداء الذين كتبوا سطورا مهمة من تاريخ هذه الأمة.

وأشار عودة  إلى أن الشاعرة ذهبت إلى الاستعانة بأقوال لأدباء وفنانين وسياسيين وعظماء التاريخ استهلت بها قصائدها، ربما لتقدم للقارئ مفتاحاً لقراءة هذه القصائد أو تضع بين يديه بوصلة تساعده في التعرف على اتجاهاتها، وهي استشهادات تناغمت مع روح هذه القصائد وموضوعاتها المتنوعة، مؤكدا أن الشاعرة في كثير من قصائدها تبدو متحدثة بلسان جنسها، إذ تحدثت عن هموم المرأة ومشاعرها بلغة رقيقة، ما يشير إلى أنها تملك قدرة على قيادة مسار قصيدتها في الاتجاه الذي تريد والذي يخدم أهداف قصيدتها الواعية.
وبين عودة، أن «في كفها حناء شمس»، هو عنوان إحدى القصائد التي اختارتها أسيا ليكون عنواناً للمجموعة الأولى لها، وفاتحة أولى لقراءة هذه المجموعة التي تدل القارئ على ولادة شاعرة متمكنة من أدواتها الفنية، ذاهبة إلى الإبحار في المياه المتحركة في وقت لجأ فيه كثير من أقرانها إلى أشكال أكثر يسراً وسهولة في بناء القصيدة، وتمثل هذه المجموعة إضافة، لابد من الاحتفاء بها، للمشهد الشعري النسوي في الأردن، ومؤشراً على شعرية ناضجة لشاعرة قدمت نفسها بثقة تحت ظلال القصيدة العمودية.
من جهته رأى الشاعر محمد نصيف، بأن في الشاعرة  امرأة دؤوبة مكافحة تصر على بلوغ الأفضل والأجود، وتسعى للظفر بما هو أجمل من قطاف الشعر ما تمسكها بالنظم على نمط القصائد الموزونة والمقفاة، إلا دليل واضح على رغبتها في التحدي و الإصرار على ركوب الأصعب، مبينا أنها كانت تلميذة مواظبة في مدرسة المعرفة، وكتبت بكل ألوان الشعر من الوطني إلى الوجداني ثم الصوفي، فضلا عن أنها سلكت طريقاً مضنياً حين اختارت ان تنسج بوحها وفق الصيغ الموروثة من الشعر العربي الذي يلتزم التفعيلة والشطرين والقافية والرويَ الموحد، فهي بهذا الإلتزام تفصح عن حرصها على أن توشح تجربتها الشعرية بقوة البناء وجمال التعبير وجودة المعنى للتحليق في فضاء الدهشة والروعة مع كل الصعوبات التي يفرضها نمط القصيدة العمودية لتنتزع لقب شاعرة من قبضة المستحيل.
وفي ختام الأمسية قرأت الشاعرة عددا من قصائدها الشعرية التي استحوذت على إعجاب الحضور منها:»في كفها حنا  شمس»، حب الله» توأم الروح»، و»خمرة العشق «.