من المعلوم ان عماد الاسرة هي الام فهي تأخذ دورها في التنشئة والاعداد لجيل بعد جيل بما فيها أنها تضمن الحياة الامنة والطمأنينة وتوفر لهم اسباب الراحة من نظافة البيت وتوفير الطعام وغيره، هذه دورها كأم ، اما دورها كمواطنة مشاركة في بناء الوطن نراه دور ضئيل لا يتناسب مع مؤهلات المرأة العربية التي دخلت مجالات التعليم في الطب والهندسة وكل العلوم حتى وظيفة القضاء وأثبتت جدارتها في كل هذه الميادين، وكان للمرأة في الريف الدور الاكبر في رفد العائلة والمجتمع من ما تنتجه في الحقل زراعة وتدجين الحيوانات فهي هناك منتجة وغير مستهلكة لهذا الانتاج الذي يذهب لجيب الزوج أو الابن.
ساهمت المرأة العربية في جهادها مع الرجل في كل معارك التحرير بعد الحرب العالمية الاولى والثانية . حيث كان للمرأة العراقية دور واضح في ثورة العشرين ودور المرأة الجزائرية ولنا اسماء نفخر بها الى قيام الساعة، أما نضال المرأة الفلسطينية باقية وثابته فهي من تتحمل كل ما يصيب الوطن ونرى شجاعتها وصبرها وجلدها تقبل موضوع شهادة اولادها الذين يضحون بدماءهم من اجل الكرامة والحرية..
وبعد ورغم ان المرأة العربية شاركت في اكثر الدول في موضوع الانتخابات منتخبة ومرشحة الا ان هذا الموضوع بقي محدودا وشكليا لم تترب من خلاله الى مواقع صنع القرار وفشلت الانظمة العربية ان تكون جديرة بتطبيق النظام الديمقراطي بمعناه الصحيح ، ان عدم مشاركة المرأة في رسم السياسة معناه تعثر موضوع الديمقراطية الذي يحرم نصف الامة من هذا الحق المشروع، وقانون الانتخاب الذي هو جزء من القانون الاساسي( الدستور) لا يمكنه ان يتسلق فوق القانون الاساس ويجعل خللا واضحا في تطبيق الديمقراطية ، وان الحقوق التي اعطيت للمرأة العربية المسلمة والذي اعطاها الاسلام حقوقا كاملة غير منقوصة وجعلها كاملة الاهلية واستقلت بذمتها المالية حتى عن الزوج والولد والاخ ، وأقر لها الاسلام حق العمل . الا اننا نجد ان العادات والتقاليد تقف حائلا امام هذا الحق المشروع اضافة الى انحراف البعض عن تطبيق مباديء الدين الحنيف.
ان كثير من نساءنا اللاتي تميزن بالوصول الى اعلى الدرجات العلمية والتوسع في دراسة العلوم المختلفة وبالشخصية القوية والجرأة والشجاعة في تولي المهام التي توكل اليها وفي توجهاتها الوطنية ومحبتها الخالصة لوطنها الان انها تبقى في زاوية ضيقة لتقوم بوظيفتها التقليدية في الدوائر التي يتم تعيينها فيه
.ان ولوج المرأة العربية ميادين القيادة مطلب كبير يؤتي بنتائج النجاح لانها تدربت على قيادة الاسرة والمحافظة عليه جيلا بعد جيل ويشهد كل الغرب ماهي المكانة اللائقة للاسرة العربية البعيدة كل البعد عن مواطن التفسخ والانحلال الذي تعيشه مجتمعات اخرى لانها ابتعدت عن مبادىء الحق والعدل وتمسكت وبتبجح بقوانين الحرية الزائفة التي زورت الحياة باسم الحرية...
زاهدة العسافي