عمان  :-  عن دار فضاءات، صدر مؤخرا كتاب جديد للكاتبة خديجة الحباشنة بعنوان (نصوص الصمت)، ورغم أنها لم تحدد جنسها الأدبي، إلا أنها تتراوح ما بين القصيدة الومضة، وما بين الوجدانيات، الملتزمة بالهموم الوطنية لأمتها، والخواطر التي تحمل في طياتها دبابيس ناقدة للوضع السياسي والاجتماعي، وفي الوقت نفسه تجلد بسياطها الذات المتخاذلة والأعداء  الذين طالت انتهاكاتهم جميع اوجه الحياة..هي نصوص قصيرة مكثفة يمثل كل منها اسفنجة تمتص المعنى، وتعكس قيما فنية وجمالية متقدمة، لما فيها من وضوح دونما مباشرة، ولاتكائها على الصور والمجازات والكنايات وعلى ما في البلاغة العربية من تجسيد وتشخيص، دون أن تنفصل عن الواقع وما شهده من حروب وانتفاضات، وما قدّمه الرجل والمرأة والأطفال من تضحيات..بدت خديجة في نصوصها عالمة موسوعية بالتاريخ، والجغرافيا، والحراكات السياسية، وما يختلج المرأة من مشاعر وأحاسيس في أحوالها كافة، لتنتصر في كل نص للحياة في مواجهة الموت، وللخير في مواجهة الشر.

وعن دار أزمنة، صدر مؤخرا للكاتبة خديجة الحباشنة كتاب بعنوان (سيكولوجية الحوار داخل الأسرة الفلسطينية حول قضايا المرأة) وفيه دراسة ملتزمة بقواعد البحث العلمي وتسلسلها، وأيضا نزول للميدان ومقابلة عائلات وإجراء حوارات، توصلت من خلالها الباحثة أن مجتمع الدراسة في محافظة رام الله يتسم بشكل عام بمنظومة مفاهيمية تقليدية معتدلة 42 % يتجه نحو الليبرالية 32 % ويبتعد عن التشدد التقليدي 14 % أو التشدد الديني 6 % في نظرته لحقوق المرأة..كما تبيّن لها أن مجتمع المدينة هو الأكثر ميلا للمفاهيم الليبرالية وإن كان لا يزال منقسما بينها وبين المفاهيم التقليدية المعتدلة، يليه في ذلك مجتمع القرية الذي يميل أكثر إلى المفاهيم التقليدية المعتدلة من المفاهيم الليبرالية، وكذلك الأمر في مجتمع المخيم الذي يأتي في الدرجة الثالثة في ميله للمفاهيم الليبرالية..ومن نتائج الدراسة ايضا أن 40 % من مجتمعها يميل للتفكير المستقل وتوظيف العقل والمنطق في مواجهة قضايا وحقوق المرأة، وأن 35 % تنظر لقضايا وحقوق المرأة بواقعية، أي توائم بين الواقع الاجتماعي ومتطلبات التنمية، والنسبة الأقل من مجتمع الدراسة 25 % كانت ذات نمط تفكير تبعي.

يذكر أن الكاتبة خديجة الحباشنة من مواليد الكرك، عضو في رابطة الكتاب الأردنيين، وفي الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، عملت في مجال الاخراج السينمائي والبحث العلمي والعمل النسوي والنشاط السياسي، كما عملت منسقة للحملة الوطنية لتطوير مشاركة المرأة في الإنتخابات، وعضوا عاملا في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، ومن مؤلفاتها:مقدمات حول واقع المرأة وتجربتها في الثورة الفلسطينية، الحكم الأخلاقي لدى المرأة، سيناريو لفيلم أطفال مع اخراجه، سيناريو لفيلم نساء من بلادي مع اخراجه، دراسات في التحليل النفسي.