حاورها موسى الشيخاني :
من تونس الخضراء ومن خلال الامسية الشعرية التي اقمها فرع جماعة عرار بتونس كان لقائنا مع الشاعرة ريم قمري التي تحدثنا معها من خلال هذا الحوار الراقي ، علاقتها بالشعر مشروع حياة متواصل ، واضافت في حوارها حول النقد فتقول برأيي ضروري و هام بل و أساسي ، لتطور التجربة الإبداعية ، و لا يمكننا ان ننهض عمليا في ظل عدم وجود حركة نقدية جادة تواكب العمل الابداعي .

1. في البدء من هي الشاعرة الاعلامية ريم قمري؟

هي إعلامية بحكم الدراسة ، حيث تخرجت من كلية الاعلام والصحافة بتونس ، و عملت فترة بالصحافة المكتوبة و عندي تجربة أيضا في التلفزيون ، انقطعت فترة عن العمل في الميدان الاعلامي بصفة مباشرة ، الا اني واصلت نشاطي كإعلامية من خلال الكتابة على فترات متقاطعة بالمجلات و المواقع الإلكترونية.
اما عن علاقتي بالشعر فأعتقدها صراحة اشمل و أوسع ، اعتبر الشعر مشروع حياة متواصل لذلك اعرف نفسي بمشروع شاعرة و اتمنى ان لا افقد هذه الصفة ، بمعني اخر الشعر هو كينونة و موقف و نظرة للحياة و الوجود، و هو رحلة نروم فيها وصل لا يتحقق و لا يكتمل انه مغامرة مستمرة .

2. هل للمكان الذي تعشين فيه سببا في الابداع وكتابة الشعر ؟

المكان هو جزء هام من تكويننا النفسي والمعرفي ، و لا شك انه يؤثر فينا كثيرا ، بل يحدد و ينحت ملامح شخصيتنا ، لا يمكننا أبدا تجاوز المكان او التنصل من حضوره في ابداعاتنا بشكل عام ، نحن أبناء البيئة التي ننشأ و نتربي فيها ، و بما ان الكتابة الإبداعية هي في جانب كبير عملية ذاتية ، أكيد حضور المكان في ما نكتب سيكون واضح المعالم .

3. انت في ادارة جمعية الكاتبات المغاريبيات بتونس هل لك ان تحدثينا عن اهدافها ونشاطاتها؟

في الواقع نحن في اطار جمعية الكاتبات المغاريبيات ، نسعي لاثراء المشهد الثقافي التونسي و المغاربي و العربي عموما ، من خلال خلق مناخ ثقافي متجدد يعتني و يسلط الضوء على المبدع ، من خلال الاحتفاء به ايضا تسليط الضوء بدقة على ابداعاته، طموحنا ان أن يكون لنا إشعاع عربي و ايضا عالمي ، نعمل في اطار خلق مناخ ابداعي ثري و متجدد

4. الشاعرة ريم قمري متى كانت بدايتك مع الشعر؟

في الواقع بدايتي مع النشر رسميا كانت سنة 2013
حيث صدر ديواني الاول " النساء انتظار " و توالت بعده الإصدارات و الان انا في ديواني الثالث الذي صدر اواخر 2018 مرورا بديواني الثاني الذي صدر 2016
و استعد حاليا لنشر ديوان رابع هو عبارة عن مختارات من دواويني السابقة مع ادراج مجموعة من النصوص الجديدة
لكن طبعا العلاقة مع الشعر ليست مرتبطة بالنشر ، هي علاقة تعود للمراهقة ، بحكم ميولي الأدبية و حبي الشديد للمطالعة و ارتباطي بعالم الكتاب ارتباطا شديدا .

5. تخصصك العلمي هل كان سببا في كتابة الشعر ؟

نعم اعتقد ان هذا صحيح الى حد كبير ، فأنا اصلا متحصلة على بكالوريا آداب ، و اختياري لهذه الشعبة كان عن وعي و دراية و رغبة كبيرة ، كنت دائما ميالة لكل ما هو ادبي بصفة عامة ، ايضا دراستي للصحافة و الاعلام دفعتني اكثر باتجاه العمل الابداعي ، فالصحافة خاصة المكتوبة دربة يومية على الكتابة و تمرين مهم جدا و قد استفدت منها كثيرا

6. عملك الاعلامي هل كان حافزا لكتابة الشعر وماذا قدم لك الاعلام كشاعرة ؟
كما سبق و ذكرت لك الاعلام هو ايضا عمل ابداعي ، يجعلك تخوض في الكتابة بشكل يومي وهذا دافع هام ، طبعا هناك اختلاف كبير في الاسلوب بين الكتابة الصحفية و الكتابة الادبية شعرا و سردا ، لكن هناك مناخ جامع بينهما
و ربما لذلك لا نستغرب ان اهم الكتاب والأدباء العرب امثال نجيب محفوظ و توفيق الحكيم و كثيرون مارسوا الصحافة والعملية الإبداعية ونجحوا في ذلك

7. حدثينا عن التحليل الأدبي وهل خضعت دواوينك للنقد ، وماهو النقد بنظرك؟
النقد برأيي ضروري و هام بل و أساسي ، لتطور التجربة الإبداعية ، و لا يمكننا ان ننهض عمليا في ظل عدم وجود حركة نقدية جادة تواكب العمل الابداعي ، نحن بحاجة ماسة لنقد منهجي و علمي و بناء خاصة
لكن اعتقد اننا اليوم في الساحة الثقافية و الإبداعية العربية تفتقر لذلك ، تكاد تكون الحركة النقدية الجادة منعدمة الا فيما ندر ، هناك بعض القراءات الانطباعية التى تفتقر للحرفية و العلمية و تبقي غير مهمة
بالنسبة لدواويني حضيت ببعض القراءات لكنها صراحة قليلة و لكن هذا هو الوضع العام الذي يعاني منه كل المبدعين.

8. القصيدة ماذا تمثل لديك ؟؟
القصيدة بالنسبة لي رؤية كونية ، قادرة على إعادة تشكيل الوجود و تفسيره ، اعتبر اني شخصيا أعيش من خلال الشعر ، احاول إعادة فهم الكون و سبر أغواره و من ثم اعادة تشكيله وفق مفاهيم جديد
الشعر كائن قائم بذاته و هو الطريق و المتاهة والوصول الذي نسعى ان يكتمل فيه حلم الخلق .

9. حدثينا عن الأفق الأبداعي لديك…!!

لا سقف له ، احلم بكتابة قصيدة مختلفة ، ايضا تراودني فكرة الخوض في تجربة السرد و اعمل حاليا على مجموعة قصصية ، ايضا الرواية من ضمن مشاريعي المستقبلية ، الا اني لا استعجل وافضل المشي بخطوات متأنية لكن ثابته.

10. حدثينا عن دواوينك الشعرية واعمالك؟ وعن أخر إصدار لك وماذا احتوت دواوينك ونماذج منها ؟

عندي كما سبق و ذكرت لك ثلاث دواوين شعرية و هي صدرت كالآتي
النساء انتظار 2013
على جسدي وشمت تمائمي 2016
ما لم يقله الحلم 2018

11. حدثينا عن الجوائز التي كرمت بها عن ابدعاتك ؟

في الواقع الى الان لم اسعى للمشاركة في مسابقات شعرية
بالنسبة للتكريمات تحصلت على العديد من خلال مشاركتي في عديد التظاهرات و المهرجانات الشعرية داخل و خارج تونس

12. هل للمرأة حصة في كتاباتك..؟ وماذا يمثل الرجل للأديبة ريم قمري..؟؟

المرأة هي اساس كتابتي و ربما يبدو هذا واضح حتى من خلال عناوين دواويني ، اعتقد اني كتبت المرأة من زاويا مختلفة ، و هذا طبيعي باعتباري بالأساس امرأة ، سأكتب عن مشاغل المرأة، و لكن أرفض رفضا قطعيا ان يصنف هذا في اطار الادب النسوي ، لا اؤمن بهذا المفهوم فالادب إنساني او لا يكون، اعتقد اني اكتب المرأة و ايضا الرجل ، لا يمكن الفصل بين الاثنين ، لان الكون اصلا و الوجود قائم على هذه الثنائية و انا اكتب عن هذه الثنائية لكن من خلال وجهة نظر الانثى

13. إلى أي مدى تشعر الشاعرة بالاقتراب بين ماتكتب وما تشعر به؟

أؤمن اننا في النهاية نشبه نصوصنا ، حتى نكاد نتماهي معها ، نحن نعبر عن وجهة نظرنا أفكارنا و تطلعاتنا من خلال ما نكتب ، و بتالي ما نكتبه يعبر عنا ضرورة

14. وماهي قراءاتك وملاحظاتك على ما درج اليوم من الكتابات الشعرية العربية وخصوصا في تونس؟
هناك تجارب شعرية هامة جدا و ذات نفس حداثي في تونس و في العالم العربي عموما ، و هي تجارب مع الاسف لا تحظي باهتمام كبير و احيانا تهاجم خاصة ممن يكتبون قصيدة النثر و عدم الاعتراف بشعريتها كجنس أدبي
لكن اظن ان المستقل يعد بجيل قادم قد يغير خارطة الشعر العربي

15. قصيدة شعرية للشاعرة وقريبة على قلبها تنشرها من خلال هذا الحوار ؟
اكثر و أقرب قصيدة لقلبي " تمائم" من ديواني الثاني " على جسدي وشمت تمائمي"

16. هل لديك قصائد صوتية او فيديو ترغبين في نشرها من خلال هذا الحوار؟

17. ماذا تعني لك الكلمات التالية (الحب ، الرجل ، الحياة) ؟
الحب : ما نحتاجه لنستمر
الرجل: الشريك الكوني
الحياة : رحلة

18. كلمة أخيرة .. للشاعرة ريم قمري؟ .

شكرا لهذه للإستضافة الجميلة و الأسئلة الهامة ، اتمنى ان اكون قد وفقت في رسم صورة عني تشبهني