|
|
||||
هيئة إدارة تحرير مجلة عاشقة الصحراء التي تعنى بقضايا المرأة العربية والأدب والفن | ||||
الديوان الشعري(مرايا من ماء)للشاعرة نبيلةحماني:قدسية الماء بين ذات متشظيةوعاشقةومتأملةوحالمةومغتربه
عاشقة
الصحراء :
مجد الدين سعودي – المغرب القسم الأول برولوغ نبيلة حماني شاعرة مغربية من الجيل الجديد ، يلقبونها بأيقونة الشعر الرومانسي ، هي فعلا شاعرة و أيقونة الرومانسية الممزوجة بالأحزان و الأشجان ، تكتب عن الماضي بصيغة الحاضر، وتكتب عن الماضي والحاضر بصيغة المستقبل ... تهاجر بين اللظى والماء في غابات التيه والألم ...لأنها شاعرة اللظى كذلك ... الشاعرة المغربية نبيلة حماني،اختارت الشعر لغة التخاطب والكتابة والابداع معا... تمشي على لظى الابداع قوية،بهية، ونقية. كتاباتها قوية ومشحونة بالعواطف الإنسانية النبيلة.. قليلة الكلام وكثيرة العطاء.. تعيش منعزلة في جزيرة ابداعها ، فتداعب الكلمات أشعارا وخيالا جميلا...
1 في السيرة الذاتية أستاذة اللغة العربية ثانوي حاصلة على الإجازة تخصص اللغة العربية وآدابها (تيه بين عرصات زمن مغتال) ( احتراق في وريد الصمت ) ( مرايا من ماء) ( لك أن تحيا في دمي) 2 في الإصدار صدر للشاعرة نبيلة حماني ديوان شعر بعنوان (مرايا من ماء) ، الطبعة الأولى سنة 2017 ، بحجم متوسط (102 صفحة) ، عن مطبعة وراقة بلال ، فاس ، ويضم الديوان 34 قصيدة من تقديم الأديب الناقد الدكتور محمد يوسف . 3 في العنوان نبيلة حماني شاعرة تكتب عن عشق للكلمة ، و تنحث حروفا من ابداع بطريقة مميزة ، هي عاشقة للماء و مهووسة بثقافة الماء ، ولهذا عنونت ديوانها ب ( مرايا من ماء ). وعن الماء تقول الشاعرة نبيلة حماني : (الماء بالنسبة لي هو المقدس ، هو أصل الوجود ورمز الحياة ونبع الجمال وهو كل شيء ، له رمزيته وايحاءاته العميقة ... مثلا عنوان ديواني (مرايا من ماء) ، الماء هنا يرمز الى شفافية الأعماق وصفائها وصدقها وأصلها الذي لا يمكن الا أن يوصل للحقيقة في كل شيء فضلا عن الاستمرارية والبقاء والتواجد الحي انطلاقا من الماء ... الماء له دلالته المتمثلة في عشق الوجود والحياة التي ما كان لها أن تكون وتستمر دون هذا المقدس عبر الأزمنة والأمكنة الذي هو الماء .. الماء : الحياة ، الطهارة، الصفاء ، البقاء ، الجمال ، الاستمرار ...). يقول الناقد الذرائعي عبد الرحمان الصوفي في دراسته ((دراسة نقدية ذرائعية لديوان ( مرايا من ماء ) للشاعرة نبيلة حماني - عنوان الدراسة : رباعية ( الذات – الطبيعة – قلق السؤال – التفاؤل الوجداني)) بينما يقول الأديب والروائي والناقد الدكتور المصري محمد يوسف :(للمرايا اهتزاز الماء وللماء حدة صور المرايا من حق الشعر أن يصرخ في البرية طالبا لجوء الدمع في مقل الضياء . ومطالبا بحق الحواس التي سفكها اعترافات الكلمات ، ولو بشيك مؤجل الدفع من رصيد القراءة ( والرصيد هنا جد ضخم ) فقط لو تبدلت الأمور وامتلكت المرايا صوت هدير المياه واحتفظت المياه بذاكرة أطول للبقاء ...للقصائد وتيرة انفعال لا تخطئ موقعها ، إيقاع ناعم يرتقي سلما من موسيقى الروح يطوف الأرض ويجمع بين جغرافيتها ومواسمها ويجعل من بطل وهمي يناجيه صوت الشاعرة حقيقة ماثلة بشحمها ولحمها وصوتها لتتدفق كل صوت الاحتمالات ذائبة في شحوم هذا البطل الخرافي فهو الحبيب وهو الابن وهو حالة عشق في منتهى المكان هذا المكان الذي اتسع وفاض جابرا خواطر الموجودات ...)... القسم الثاني 1 ذات متشظية في أغلب قصائد الشاعرة نبيلة حماني ، تحضر المواجع وتتناسل الأحزان ..تحاول تطهير عقلها وفكرها عبر الماء ... في قصيدة(كما عمر ضيع الربيع) : (كما الورق الشاحب بين يدي تجسدت أحلام الخريف .. تكذبها نبوءات واجمة كما الذهول بعيني طفل شريد في فيافي الصخب والنسيان ... الصفحة 29 ) وطفل الشاعرة الشريد يشبه طفل الشاعر محمد رحو في قصيدته (عن ماسح الأحذية أحكي): (كم يزعجني عبور ماسح الأحذية بينما في قصيدة (جرح) ، تفتح كتاب الجراحات: (تعلمني حروف تناثرت جرحا في فلكي كيف غيبت عن ثورة الحنين .. يعلمني الغرق في بحر النور أني أنسج من دهشتي وجع ايزيس .. كان ألما عاشقا وكنت أميرة بقصره المصون .. أحلق في سماء بعيدة أرتفع عن سقمي .. ألوكني قطعة فناء في عمق الليل .. الصفحة 42) وكأنها تقول مع أمل دنقل في قصيدته (فقرات من كتاب الموت): (كل صباح .. أفتح الصنبور في ارهاق مغتسلا في مائه الرقراق فيسقط الماء على يدي .. دما وعندما .. أجلس للطعام .. مرغما: أبصر في دوائر الأطباق جماجما .. جماجما .. مفغورة الأفواه والأحداق .. ) في قصيدة (أنين السواقي) تصبح المواجع أنينا للجراح : (تهاوى بعمق أريج زهور وحل نزيف كفيض السيول أنين جراح تسامى بليل فأغرى الغمام بنزف الهطول أضاع الرؤى في كؤوس اللظى دراها رماد بكف الذبول .. الصفحة 45) وفي قصيدة (أفنية الروح) ، تمتزج الخيبة والحزن والقدر: (أقرأ الحكاية في أساطير خيبة وفناء هو حزن القدر .. على ذرى الشوق يعاودني النور بنشوة ملاك في حضرة القيامة يرتل صلوات نسكه .. الصفحة 50 ) تواصل سيرة المواجع في قصيدة (سر الوجع) : (سوالف دهرك ما زالت ترتق انكسار ليلها تتضرع لعناد صمتها تلملم جراحا على صحائفها سطرت على ثنايا القدر... الصفحة 59 ) وكذلك : (سوالف دهرك حلمي كانت حكايا طفلة سقت زرعها قطرات عاشقة خبرت غور الندوب .. الصفحة 59 ) وفي قصيدة (حدائق دمي) ، تتساءل : (أيا جفن الليل المسهد من لظى أتراه يحس الدجى كم العبرات أتراه يحصي أنهرا نازفات..؟ يعود ليغازل أحرف وجعي .. لا يعي أن الهمس يسافر عبر المدى .. يسافر رغم المسافات .. لا يعي أن الروح التي سكنته تلسعها همسة سارية في مصلى العشق .. الصفحة 69) تخاطب في قصيدة (أيا قلب الزهر تجلد) ، القلب الممتلئ أوجاعا: (يحترق الغصن في جدعه ينزف قلب السنديان تشتد مواجع المدى تقسو على وريقات عمري .. وغصن رجه اشتباك السبل أيا قلب الزهر تجلد ان العمر احتراق .. الصفحة 61) 2 ذات عاشقة في لحظة عشق ، تقول الذات العاشقة : (لحرفك المبعثر بين ثنايا الروح دفق الرذاذ المقدس .. للنسيم الساري وها من شفق ونور صولة النصر ... الصفحة 18 ) وتحضر أفروديت الهة الحب والجمال اليونانية : (أيها القادم من طفولة الحلم .. للشوق المبعثر أنينا ما يسكب الضياء على عروش فروديت .. الصفحة 18 ) وكذلك : (أيها المنداح عطرا على شفاه الضياء أيها الكامن بوهج الفجر للروح المنسابة بين راحتيك ما يشكل خارطة عشق فينيقي .. الصفحة 19 ) يقول الشاعر صلاح عبد الصبور في قصيدته ( لأن الحب مثل الشعر) : ( ونفس هذا العشق الإنساني نجده في قصيدة (سيل هادر على الحياض) للشاعرة نبيلة حماني : (كيف أنزعك حبة القلب وأنت بعضي وكلي كيف أغيبك عن روض أنت له الثرى كل الزرع والورود .. كيف أخرس الأنين وحيرة السهد .. الصفحة 23 ) بهيام وحزن ، تقول الذات العاشقة في قصيدة (قصور بلقيس): (وأنت تنثر في ذاكرتي وداعك الأخير نسيت أن تلوح بيدك معلنا انسدال الثرى على بسمات الغدير ... الصفحة 36 ) وكذلك : (قصور بلقيس التي أهديتني قد غزاها جنون وضياع قطفت من الشمس أنوارها وبسمة أخرسها الصارخ في أنهيت زمنا عاشني أضعت عقود وشم فاحت ذات ليل وقمر وضعت ورودا على غير بريدي اليومي ... الصفحة 37 ) وتخاطب المحبوب في قصيدة (أنت الضياء) : فأنت الضياء يجوب المدى يميس دلالا فيسكن هدبي أيا نوره : كن أنيسا لعيني كن الماء يروي صداي وجدبي وكن غصن صفصافة بات يرنو لهطل زلال بشرق وغرب الصفحة 66 و 67 ) 3 ذات متأملة تعتكف الشاعرة نبيلة حماني في محراب ابداعها الشعري الجميل ، فتأتي كتاباتها بطعم الحكمة والتأمل . في قصيدة (محراب الذهول) ، يكون التأمل بوحا: (بحثت عنك في متاهات الوجود في الذرى .. في المروج .. في البحار وأنهار الحياة الصاخبة .. لم تلمح طيفك .. الصفحة 39) وكأنها تقول بلسان جبران خليل حبران في كتابه (النبي) : ( اتبعوه، حتّى لو كانت طرقاته وعرة وشائكة. وإذا ما طواكم بأجنحته فاخضعوا له، رغم أنّ السيف الخبيء بين براثنه قد يجرحُكم. وعندما يكلّمكم، صدّقوه، رغم أنّ صوته قد يحطّم أحلامكم كما تفتك ريح الشّمال بالحديقة. ولا تفكر أنّك تستطيع أن توجّه الحبّ في مساره، فالحبّ، إن وجدك جديرًا به، هو الّذي يوجّه مسارك. ليست للحبّ رغبة أخرى غير أن يحقّق ذاته ... ) .... وتواصل في نفس قصيدتها (محراب الذهول) : (بحثت عنك في متاهات الوجود في الذرى .. في المروج .. في البحار وأنهار الحياة الصاخبة .. الصفحة 39 ) وتواصل : (في رحلتي الأخيرة ستظلين عالما علويا تعتكف فيه روح كسرت قيودها اعتلت أبراج النور التحاما عانقت توأمها انصهرت في ملكوت الضياء .. الصفحة 41) بنفس القوة والتأمل ، تقول في قصيدة (لحظة فارقة) : (ترتع على خيوط الدهشة جيوش سأم واغتراب تلك اللحظة الفارقة بين النشوة والألم بين الوجود والعدم .. الصفحة 55 ) وكأنها ترد على شارل بودلير في قصيدته : ( موت الفقراء): (انه الموت الذي يعزي واحسرتاه وهو الذي يحملنا على الحياة انه غاية الحياة والأمل الوحيد الذي يرفعنا ويبعث كالأسير النشوة في نفوسنا ويزودنا بالجرأة التي تجعلنا نتابع الطريق الى النهاية عبر الاعصار والثلج والجليد هو الضوء المتموج في آفاقنا السود ) في قصيدة (ذهول) تقول : (للريح بأعين البحر ما يهدهد الشغف المتواري .. لحفيف الشوق على الرواسي ما يحمل على الترنح أحلامي .. لحبات اللؤلؤ على وجنات الزهر ما يؤرخ لأسطورة البدء واللا انتهاء ولقدومك المشتهى على خيوط نسجتها أنداء حلم وشعر .. الصفحة 78 ) (وأنت تلامس فيض الشوق الثائر على وجنات الليل كنت تمنح اللحظة خلود الشذى .. بهاء الندى .. ترنو للسحر بلهفة المريد .. كنت على مسالك النور أتلو تراتيل تعبدي أدون حقيقة مولدي .. بعيون الضياء .. الصفحة 96 ) 4 ذات حالمة يقول محمود درويش في قصيدة (الحلم ما هو؟) : ( الحلم ما هو؟ ما هو اللاشيء هذا عابر الزمن ، البهي كنجمة في أول الحب ، الشهي كصورة امرأة تدلك نهدها بالشمس ؟ ما هو ، لا أكاد أراه حتى يختفي في الأمس لا هو واقع لأعيش وطأته وخفته ولا هو عكسه لأطير حرا في فضاء الحدس ما هو ، ما هو اللاشيء ، هذا الهش هذا اللانهائي ، الضعيف ، الباطني الزائر ، المتطاير ، المتناثر المتجدد المتعدد اللاشكل ماهو ؟ لا يجس ولا يمس ولا يمد يدا الى المتلهفين الحائرين فما هو السري هذا، الحائر ، الحذر ، المحير حين أنتظر الزيارة مطمئن النفس يكسرني ويخرج مثل لؤلؤة تدحرج ضوءها ، ويقول لي : لا تنتظرني ان أردت زيارتي لا تنتظرني ). تقول في قصيدة (لو منحتك دمي) : (لو منحتك دمي وعمرا شريدا تلعثم بين صحائف ليل وسراب لو منحتك أساطير الألف ليلة وليلة وأحلاما بعرض الأرض والسماء أدرك أن المد يلقاك .. وأن قوافلي ضاعت خارج حماك ... الصفحة 31 ) وكذلك: (وأنت تتوغل عميقا في دمي خذ شذاه خذ لونه القاني جرده من عطرك اسق خمائل الوجع .. خذ دمي وزهورا نمت على حافة عرجاء .. الصفحة 31 و 32 ) بينما في قصيدة (أهمس لظلي) : (وأنت تعبث بضفائر حلمي أوهمها أنها سبائك ذهب تزين وجه الشمس أنها أشعة من نور عشقتها النوارس وفراشات الثلج .. الصفحة 85 ) وتواصل : (دعني أعانق وهم البقاء فيك أناجي الأيل الراتع بروابيك اجعلني أميرة بقصر نوراني آمنت بك دعني أغادر الى القادم من ذكراك علها تمنحني سكون الروح علها تنعم في الأحلام برؤاك ... الصفحة 86 ) في قصيدة (على صراط الفناء) ، تقول : (قد أقول لزمن أعدته للمرة الألف لحظة انفصام بين الشوق والأنين .. لحظة تسامي الوجع .. حيث سيق حلمي لهاوية .. الصفحة 89 ) 5 ذات مغتربة وحنين اغتراب يقول الشاعر عمر بن عيسى : (أعيذك اني بين أهلي وجيرتي وحيدا عادم ود مشفق أقلب أطرافي لا أجد لي مؤنسا لعمرك فيهم غير طرس منمق يحدثني عن حسن أحوالي من مضى ويخبرني عن قبح أحوال من بقى ) ونفس الغربة والمعاناة نجدها عند الشاعرة نبيلة حماني ، ففي قصيدة (كساء عنكبوت) ، تقول : (وشما على ناصية غربتي يرسم الجرح خرائطه قوس قزح في سماوات ابتهال .. ضبابا فاضت به السبل متاهات صمت ودهشة تلتف حول خاصرة ليل سكنته الجراح .. الصفحة 72) هي غربة ممتلئة بالأوجاع : (الجرح طوفان أغرق الحكاية في يم وليل .. والحروف أنصالها موجعة اخترقت قلب الجلنار.. الصفحة 73) النكسات والضربات تجعل الذات الشاعرة تعيش وسط غربتها ، اذ تقول في قصيدة ( وجل اللقاء): (نطق في عينيه وجل اللقاء وابتسامة جرح دثره تيه وصمت قال عذرا .. عن كل جرح حمل طوفان وجيعة ... الصفحة 91) حنين جاء في مقالة بعنوان( في علم النوستالجيا : لماذا نحب الماضي؟ ) للأستاذة : (اسراء حمدي) : يقولالخبراء أن ” النوستالجيا ” هي آلية دفاع يستخدمها العقل لرفع المزاج وتحسين الحالة النفسية، لذا فإنها تكثر في حالات الملل أو الشعور بالوحدة خاصة عن كبار السن، أي عند شعور الإنسان بأن حياته فقدت قيمتها وأصبحت تتغير للأسوأ، فيقوم العقل باستدعاء ذكريات الماضي الطيبة بدفئها وعواطفها، فتعطيه تلك الذكريات الدفعة التي يحتاجها للتعامل مع التحديات الحالية، فكما يقولون أن الماضي هو ” قوت الأموات “، فالنوستالجيا هي مورد نفسي يهبط فيه الناس ليستعيدوا حياتهم ويشعروا بقيمتهم، وهي من السبل الناجحة في صد الاكتئاب ” وقتياً “، فتشعر بأن حياتك البائسة كانت ذات قيمةٍ ” يوماً ما) “! في قصيدة (فوضى الضياء) ، تكونالنوستالجيا على الشكل كالتالي: (قال بربك أنطقي صمت هذا المساء أفشي سره الدفين علقيه على ناصية الغمام ليروي حكايا ارتحال الورود حفيف أغصان العهد .. قولي بربك ان الحنين ينساب قطرا مع الندى .. والبسمة شدت غنجها على أحداق النوار .. الصفحة 10 ) فيكون رد الذات الشاعرة : (كان حضورك والسنا على أرض الميعاد يؤرخ استحالة انفصام .. كان الحب يندس في أحداق السحر .. ينبلج على مرايا زمني .. الصفحة11 ) وفي قصيدة (فراشة السراب) ، تكون النوستالجيا حلما جميلا: (هل يمكن أن أعيد نسجك قدري وقد اغتلت نوارس المدى .. طهر الندى ظلال الأمنيات .. هل يمكن أن أشكلك فجرا بشذى حلمي .. وأفراح عي قادم علني أنقد الدمع المعلق على مشانق اللظى .. الصفحة 20 ) وتتساءل الذات الشاعرة في قصيدة (اعتذار) : (هل يكفيني ندم بذيل سكبت فيه فيوض وجع وحلما جفت أمانيه .. كان فارغا من زلال العطر .. كان عنادا قلادة من لؤلؤ بأعماق اليم جمرا أوقد وجع الليل ... الصفحة 64 ) في قصيدة (قدر عابس) ،يكون التساؤل حنينا : (سألني عن دفق اللظى .. اذ هطل وجعا خفيا أوقد جمار حيرة وحنين وحلم غاب فأيقظ مواكب جرح لا تستكين .. الصفحة 68 ) تواصل الذات الشاعرة رحلة حنينها في قصيدة (حنين) : (ان الأنين مع الحنين توحدا بشعاع نور لا يجاريه المدى ويذوب في بعض الحنين وكله شوق تغلغل في الوريد والصدى وشذى تقاطر في الصباح رحيقه متنكرا في ثوب حبات الندى يروي الورد على خدود طلعها وكأنها قزح تزين مذ بدا. الصفحة 99 ) القسم الثالث تمتاز كتابات الشاعرة المغربية نبيلة حماني بالقوة و بهاء اللغة و صفاء المواضيع و تنوعها ( ذاكرة السعف ، ذلك اللظى الطافح بنبض زمني ، دمك ذاك الطاهر الزكي ، و أنت تلامس فيض الشوق ، وجع ، ذاك الزورق ، فجر العيد ، كلما جن زمني ، فناء مباغت ... ) و جمالية هذه العناوين و تميزها ، حيث تسافر بنا الشاعرة في عالمها السحري الرومانسي و الفانتازي عبر كتابات مشحونة و جديدة و بلغة أنيقة و تيمات مختارة بعناية ، و بالتالي تسحر القارئ و يتجاوب مع نصوصها الجميلة ... ويضيف الأستاذ عبد الرحمان الصوفي : ( نصوص ديوان (مرايا من ماء ) وجدانية بدرجة كبيرة ، فلا غرابة أن يكون الخيال ضاربا في أعماقها ، وفيه تأخذنا الشاعرة إلى عالمها لتعلق بنا بعيدا على أجنحة نصوصها الإبداعية . للخيال أهمية كبيرة في الإبداع وخاصة نرى كيف تبدع الشاعرة في تصوير مشاهد مألوفة في حياة كل الناس ، فحولتها الشاعرة إلى مشاهد ناطقة وقد بثت الحركة والحياة ، فوصلت إلينا معبرة وذات إثارة ...)... والشاعرة نبيلة حماني ، تكتب في صمت وبأمل ، أسلوبها راقي وصورها الشعرية كثيفة وبليغة .. خاتمة
و هكذا تمتعنا الشاعرة نبيلة حماني بنصوصها الغنية و العميقة و تجعلنا نكتشف خبايا كتابة حكيمة لشاعرة مجيدة يلقبونها أيقونة الشعر الرومانسي ... من خلال ديوان (مرايا من ماء) وبقية دواوينها الشعرية ،الشاعرة نبيلة حماني تسير بثبات في حقل الشعر الجميل الذي يدفعك الى قراءته و التفاعل معه و البحث بين السطور عن المعاني العميقة و التساؤلات الفلسفية ...
مجدالدين سعودي - المغرب الاحالات ديوان (مرايا من ماء) (دراسة نقدية ذرائعية لديوان ( مرايا من ماء ) للشاعرة نبيلة حماني - عنوان الدراسة : رباعية ( الذات – الطبيعة – قلق السؤال – التفاؤل الوجداني) . الكاتب:
سكرتيرة التحرير مريم حمدان بتاريخ: الجمعة 17-05-2019 01:42 صباحا الزوار: 1313
التعليقات: 0
|
العناوين المشابهة |
الموضوع | القسم | الكاتب | الردود | اخر مشاركة |
السبت القادم حفل توقيع الديوان الشعري ... | اخبار الاديبات والشاعرات | اسرة التحرير | 0 | الإثنين 07-01-2013 |