حرف ائتلق بشاعريّة تلهمها امرأة كانت البدء والمنتهى وكلّ المشتهى.غواية وتقى.منها تنبعث أجراس الايقاع الدّاخلي في شكل لازمةصغرى قد تنحصر فيها بلا ايّ وصف لها (أيا امرأة )مكتفية بها جوهرا أو اسّا لماهيّة الوجود المتأثر بها لامحالة (ازدان الفجر بنورها.)لذا تتعالى الصورة على المعقوليّة جامعة بين الواقع والخيال وبين الفنّ والتّاريخ والدّين. بمنطق الانزياح يطالعنا القطاف الرّاقص وإيناع المسافات والحكايات الخضراء المورقة.هي عشتار الحياة والشّعر  وحركة  الحوّاس  مختزنة المعنى الأحلى للحياة..أمّا هو فادونيس  في فصل خامس هو جماع كلّ العمر.إنّ الشّاعر  يجول في مزارات الأنثى/ الوجود  منحصرا في عبقها وألقها برقّة العذريّ مع ميسم نزاريّ. وهذا لاينفي خصوصيّة  نثيرة اتّخذت المرأة معادلا للحياة في إشراقات روحيّة ونوع من المجاهدة  التّي تغيّب الجسد فلم يحضر إلّا مواربا في حشد الرّمز  والإيحاء وحركة الحوّاس المضمّخة به.انّ هذه القصيدة توليفة القديم والحديث .لا انبتات عن الأصول ولا إغراق فيها .في المابين تنحت مسار آنيّتها وارتباطها بالعصر ارتباطا أفرز سلاسة في التعبير .حديث العشق هنا  اختصر مسافات المكاشفة كي تتجذّر الذّات في عوالمها النفّسية بلا وجه للشّقاء أو

الكدر رغم بعض دواعيه.لقد استطاع الدكتور موسى الشيخاني أن ينحت تجربة وجدانيّة مفعمة بلذيذ المشاعر ونظرة متفائلة تحوّل العالم إلى أطياف ساحرة حالمة ،نحن في أمسّ الحاجة إليها لتزيل المرارة العالقة بالواقع الجمعيّ.فالعشق خلاص في ضرب من التقوقع داخل الذّات وبمنأى عن عالم تطحنه المأساة.

الشاعرة والناقدة هدى كريد

يا امرأةً ساحرهْ

بکل ألوان الطیفِ

رسمتكِ فی قلبِي موناليزا جديدة

أیا امرأةً جنت علی فٶادی

وهدّمتْ أسوارَ حدودِي العاليهْ

ثمَّ تربعتْ واستوطنتْ

واعلنتْ مملکتها على الملأِ

كيف يا حبيبتي أطلقتِ شرارةً

من عینیك الساحرهْ

فاحرقتِ ماتبقی من فُتَاتِ قلبِي

وقلتِ انَّ لا امرأةً سواكِ...

کل سوالف اللیل، وهمهمات الفجر

أصبحت حدیثي المبعثر 

على ضفاف النهارْ

ایا سيّدةً لم تلتزمْ

بقوانین الحبِّ

وکسّرتْ کلَّ محظورٍ

وعلّقتني في جنّةِ الخطیٸة

قطفت من شجرة التفاح 

وانا أرقصُ سروراً

أيا امرأةً

ازدان الفجر بنورها

وتلاشت الأحزان بوجودها 

وبعطر انفاسها الزكيّة،

فاح المکان

وأينعت المسافات زهوراَ ولوزاَ

ترفّقي حبيبتي

واسدلي ستارة الحبّ علينا

لتورقَ حكايتنا اخضراراً

#د.موسى الشيخاني