|
|
||||
هيئة إدارة تحرير مجلة عاشقة الصحراء التي تعنى بقضايا المرأة العربية والأدب والفن | ||||
ويُمَنْجِلُ غُربتي…….شعر أمال قاسم
عاشقة
الصحراء :
أَنَا يُتْمُ السُّؤالِ،
أَقِفُ عَلَى كُلِّ بابْ ..
أنا صَرْخةُ الْعُشْبِ …
في آهاتِ الثَّرَى ..
أَنا فِضّةُ النّورِ في السّنا ..
أَنا رَميمُ الْبُوصَلاتِ..
يَمُصُّني الْغَيْمُ قَطْرةً .. قَطْرَةً ..
وَيُخيطُني خرائطَ للضّبابْ !
أَعْرِفُني قَبْلَ أنْ تَلِدَني أُمِّي ،
وَيَعْرِفُني النّعْناعُ وَالنّوّارُ والرّيْحانُ،
ويعُرِفُني مَعِي قلبُ أمّي ..
منذُ تَيَمّمَ بكفَّيْها التّرابْ
ومُذْ صَلّى ماءُ يقينِها
في سُرّةِ السَّرابْ ..!
قُرْبَ تَلَّةٍ تَلْهَثُ بِالرّمادِ والرّدى ..
كانَ جسَدي يسْتَلْقٍي
بينَ ملحٍ وغيابْ ،
وكان نفَسي يخْتَرِقُ الصّدَى
يدُسُّ الرّيحَ في رئتيّ ،
ويُمَنْجِلُ غَربَتي ،
فيستريحُ المدى
في مِعْطَفي الشِّتْويِّ ،
ثُمّ يُشْرِعُ صَدري للتّأويلِ ..
ولِلْعُمْرِ ِالّذي غابْ !
لَوْني المُبَلَّلُ بالفناجينِ والبُنِّ ،
يَرُجُّ الأبْراجَ وَالتّقَاويمَ ،
لِيَتَرَجَّلَ الْجَوزاءُ مِنْ فُلْكِ ظنّي ،
ومِنْ أحاديثِ الْعَرّافاتِ ،
والّذينَ نجّموا وما صَدَقوا :
ويصيرُ الْبَحْرُ حَساءً حارًّا
يُشْبِهُ دمعي ..
رائحتُهُ كمّونُ جدّتي ..
المسافرُ في حَنين الْغَيْم ..
وفي شغافِ السّحاب ..!
كَمْ كنْتُ _ يا دارُ _ أَعْرِفُني !
وكَمْ لبِثْتَ يا أنينَ التّينِ
في وجعي !!
أفهمُ ألمي من أصابِعي ؛
حِيْنَ تعزِفُ على رِيشِ
عُصْفورٍ جَريحٍ ..!
وحِينَ تُفتِّشُ بيْنَ الْقَشِّ
فلا تَجِدُ بَيْضَ الْحَمامِ ..!
وحينَ تتَكسّرُ حكمَةُ النّمْلِ
في مسمعي ،
وحين تُسألُ قشَعْريرَةُ المواقدِ :
بأي ذنبٍ يغادِرُ الأحبابْ والأصحاب !؟
أفهمُ حُزْني ؛
حِينَ يَسْتَيْقِظُ النّشيدُ
في فمي باكرًا ..
ويبحثُ عن وطنٍ في جبينِ الصّباح ..
وحينَ لا يَبْتَسِمُ الزّعتَرُ
لِنَقْشِ الرَغيف ..
وحينَ تجْهلُ فيروزُ وَجْهي
ولا يعرفُني أيلولُ ..!
وحينَ تَتَنَكّرُ البِئرُ لِقَرابِيني ..
فأكحِّلُ أَجْفاني بالْمَسافاتِ ..
وأنامُ وحيدةً عَلَى الرّصيف !
في كُمِّ الْيَباب ..!
آهٍ .. كمْ غَدَوْتُ
عَلامَةَ اسْتِفْهامٍ في حَدْسِي .. !
أَقِيْسُ جُرحي بالدّمْعِ المُكعّبِ ..
وأُؤَذِّنُ في دمي ،
كَيْ يُلملِمَ فِجاجَه ُ إليَّ
من كلِّ وادٍ..
وكَيْ أبني لحزني قلمًا مِنْ طِين ؛
يأبى أنْ تهربَ الأرضُ من تحتِه،..
يستقبلُ صخَبَ الرّعودِ،
يحتضنُ حيرةَ الْماءِ ..
لاااااا يخافُ ……
إنْ ماتَ الرّبيعُ ..
ولا يهابُ كُنْهَ الْجَوابْ ..!
الكاتب:
سكرتيرة التحرير مريم حمدان بتاريخ: السبت 27-02-2021 09:22 مساء الزوار: 333
التعليقات: 0
|
العناوين المشابهة |
الموضوع | القسم | الكاتب | الردود | اخر مشاركة |
اعذروني لو سمحتم ............ بقلم ... | القصيدة الفصحى والنثرية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الخميس 24-10-2024 |
حدثني قلبي ..الدكتورة الشاعرة آمال بوحرب | القصيدة الفصحى والنثرية | اسرة التحرير | 0 | الأحد 06-10-2024 |
خذني فرح يرسم ملامح وسيمه ......... ... | القصيدة الفصحى والنثرية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الثلاثاء 17-09-2024 |
أمُّ الرجالِ .................. كلمات ... | القصيدة الفصحى والنثرية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأحد 08-09-2024 |
مرهقة أنا ................ بقلم ... | القصيدة الفصحى والنثرية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 24-05-2024 |
في يوم الأرض ... قصيدة للشاعرة آمال ... | القصيدة الفصحى والنثرية | اسرة التحرير | 0 | السبت 30-03-2024 |
هويتي..... الكاتبة د/آمال بوحرب تونس | القصيدة الفصحى والنثرية | اسرة التحرير | 0 | الثلاثاء 26-03-2024 |
أطواري غريبة هذا المساء ......الأديبة ... | القصيدة الفصحى والنثرية | اسرة التحرير | 0 | السبت 16-03-2024 |
حَنَان تُلَمِّعُ الْأَحْذِيَة؟/ آمال ... | القصيدة الفصحى والنثرية | اسرة التحرير | 0 | الجمعة 23-12-2022 |
لا شعـــــور ,,,,,,,,,,, بقلم الشاعرة ... | القصيدة الفصحى والنثرية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 10-12-2021 |
أغايبك….............. بقلم الشاعرة ... | القصيدة الفصحى والنثرية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأحد 15-08-2021 |
موتان وجُرح .................... بقلم ... | القصيدة الفصحى والنثرية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الإثنين 21-06-2021 |
كـــــون أعمـــــــــى ... | القصيدة الفصحى والنثرية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الخميس 27-05-2021 |
ملحمةُ هجرك ........... بقلم الشاعرة ... | القصيدة الفصحى والنثرية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأحد 29-11-2020 |
كونٌ أعمى ........... بقلم الشاعرة ... | القصيدة الفصحى والنثرية | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأحد 18-10-2020 |