حسام عطية

اطلقت دارة الفنون مشروعا فنيا جديدا لتوثيق تداعيات الحرب على غزة، بالتركيز على المشهد الفني والثقافي وحملات الإسكات والترهيب للأصوات المتضامنة مع القضية الفلسطينية حول العالم، وذلك عبر سلسلة من البرامج والفعاليات واللقاءات، التي تشكل امتدادًا للبرنامج الفني التضامني مع فلسطين منذ نهاية شهر تشرين الأول الماضي، حيث افتتح في مساحة المختبر تركيب قائم على النصوص معرض فني يحمل عنوان «لن نرحل» للفنانة سهى شومان، ويتضمن عبر عدة أجزاء متصلة توثيقًا للحظة الراهنة من مسار حرب مستمرة منذ 75 عامًا، كما يقدم المشروع توثيقا لأسماء فنانين ومنسقي معارض ونشطاء ثقافيين وصحفيين تم استهدافهم أو إسكاتهم أو تهديدهم كنتيجة لتضامنهم ودعمهم للحق الفلسطيني، أو بسبب اتخاذهم مواقف ضد قمع الصوت الفلسطيني. بالإضافة إلى توثيق أسماء المواقع الثقافية والأثرية والتراثية التي تعرضت للتدمير خلال الحرب على غزة، ويُمثّل هذا المشروع دعوة للمؤسسات الثقافية في جميع أنحاء العالم للتضامن مع فلسطين، وللعمل المشترك على إيصال الأصوات الفلسطينية.

«لن نرحل»

وشهد رواد دارة الفنون بجبل اللويبدة افتتاح المعرض الفني التركيبي «لن نرحل» للفنانة سهى شومان، فيما الفنانة شومان في معرضها لا تحاكي فيه فقط تداعيات حرب الإبادة المتواصلة على غزة في تركيب متعدد الوسائط، بل تلخّص عبر زواياه وجداريّاته ومحتوياته المختلفة حكاية فلسطين. ووفق دارة الفنون، يشكل عمل الفنانة شومان امتداداً لبرنامج «الدارة» الفني التضامني مع فلسطين، منذ نهاية تشرين الأول الماضي، كما يمثل دعوة للمؤسسات الثقافية في جميع أنحاء العالم للتضامن مع فلسطين، وللعمل المشترك على إيصال الأصوات الفلسطينية، حيث تضمن صور حول الحرب على غزة وأثرها على المشهد الفني والثقافي العالمي وحملات الإسكات والترهيب للأصوات المتضامنة مع القضية الفلسطينية حول العالم. حيث يقدم العمل توثيقًا لأسماء فنانين ومنسقي معارض ونشطاء ثقافيين وصحفيين تم استهدافهم أو إسكاتهم أو تهديدهم كنتيجة لتضامنهم ودعمهم للحق الفلسطيني، أو بسبب اتخاذهم مواقف ضد قمع الصوت الفلسطيني. بالإضافة إلى توثيق أسماء المواقع الثقافية والأثرية والتراثية التي تعرضت للتدمير خلال الحرب على غزة، ويمثل هذا المشروع دعوة للمؤسسات الثقافية في جميع أنحاء العالم للتضامن مع فلسطين، ولمشاركة الموارد، وللعمل معًا على إيصال الأصوات الفلسطينية، حيث سيُعلن قريبًا عن سلسلة من البرامج واللقاءات وورش العمل والفعاليات التي ستساهم في إثراء البعد التوثيقي للمشروع. ويضم معرض فني للفنانة سهى شومان مجموعت جدريات، احدها تتخذ لون البياض بعيداً عن سيادة «الأحمر» في بقية مكوّناته، وحملت ترجمة لجزء من رائعة الشاعر الكبير محمود درويش «عابرون في كلام عابر»، هي التي أخذت لها مساحة كاملة في جدارية أخرى بالعربية جمعت بين كلمات القصيدة وشاشة تعرض الشاعر وهو يقدمّها بصوته وصورته شاباً، ومن جدار «العابرون» الدرويشي، ثمة نفق يقود العابر فيه إلى حيث صورة ثلاثية الأبعاد أو يزيد لقبة الصخرة في حالة دوران.

وحملت جدارياية ثانية عنوان «تصريحات قادة إسرائيل» بالعربية والإنكليزية، وجسدت بطريقة فنية لم تخل من شاشة عرض للانتهاكات المتواصلة منذ ما يزيد على خمس وسبعين عاماً، عنصرية الاحتلال منذ تصريح بن غوريون في العام 1948 بأنه «يجب علينا فعل أي شيء لضمان عدم عودة الفلسطينيين»، مروراً بتصريحات في عقود متتالية، كتصريح رئيس وزراء الاحتلال الأسبق إيهود باراك بأن «الفلسطينيين مثل التماسيح كلما أعطيتهم لحماً أكثر، فإنهم يريدون المزيد»، وصولاً إلى التصريحات التي تزامنت مع الحرب الجارية في غزة، وبينها تصريح يوآف غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي في 12 تشرين الأول 2023 بأن «إسرائيل تحارب حيوانات بشرية في غزة»، وغيرها من التصريحات الحديثة والكثيرة، مع توثيق مصدرها وتاريخها بدقة، تمتزج التصريحات بجدارية «الحرب على غزة على لسان جنرالات إسرائيل»، وفيها شاشة تختصر انتهاكات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في جميع الأراضي المحتلة منذ 1948 على خلفية قراءة «الإعلان العالمي لحقوق الإنسان» بلسان إلينور روزفلت، السيدة الأولى للولايات المتحدة الأميركية في الفترة من العام 1933 إلى العام 1945.

وعلقت جدارية بالأسود كتب عليها «الإعلان العالمي لحقوق الإنسان»، تلته جدارية «بلوكات الموت» وترصد الخريطة العنصرية في قطاع غزة بخصوص أكذوبة المناطق الآمنة، وجدارية «حرب على الفن والثقافة»، وتشتمل على قائمة الفنانين ومنسقي المعارض والنشطاء الثقافيين والصحافيين ومبادرات فنية من فلسطين والعالم استهدفوا أو أسكتوا أو تم إيقافهم، علاوة على شهداء الحركة الثقافية والفنية والصحافيين في غزة. وشملت قاعة العرض شاشة لعرض محاضرة للمؤرخ الفلسطيني وليد الخالدي، وأخرى تتحدث عن تدمير الاحتلال للتراث والمواقع الأثرية، وفي الجانب الآخر من العمود أسماء لعدد من هذه المواقع، وآخر يستعرض بطريقة رقمية صفحات من كتاب «فلسطين الشهيدة» الذي هو «سجل مصور لبعض فظائع الإنكليز واليهود 1920 و1921»، وغيرها من المواد القيمة.