|
|
||||
هيئة إدارة تحرير مجلة عاشقة الصحراء التي تعنى بقضايا المرأة العربية والأدب والفن | ||||
«شتات وحياة» للأديبة سبأ الزيود
عاشقة
الصحراء :
محمد المشايخ من سبأ/ المملكة العربية اليمنية، التي نشأت في نهاية الألفية الثانية قبل الميلاد في جنوبي الجزيرة العربية، إلى الأديبة سبأ الزيود التي تحاول أن تنشئ لنفسها ولمجتمعها مملكة أدبية، شعارها، قول المتنبي: «إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ/ فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ». وها هي في قصصها وخواطرها تقول – ص48- أصبغ السماء بألوان بين الأصفر والبرتقالي، وتقول في أثناء حديثها عن سينية المستحيل : (أرى حرف التاء خلف النجوم، والسين خلف الغيوم). سبأ الزيود، ابنة القبيلة المليونية، بني حسن، وابنة عشيرة الزيود، التي أنجبت عددا كبيرا من الأدباء والفنانين والأكاديميين والإعلاميين والقادة في مختلف الأجهزة العسكرية والأمنية، ومدراء وكبار الموظفين في بعض الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية، عدا عن العدد الكبير من كبار الوجهاء والشيوخ. سبأ الزيود التي هزمت المرض العـُضال، وحققت إنجازات عظيمة على مستوى الدراسة في الثانوية العامة وفي الجامعة، وصاحبة الموهبة، والفكر الخلاق، والتي تتجاوز الخاص إلى العام، وهذا البعد القيادي في شخصيتها يـُبشر بأنها ستكون قريبا عضوا في مجلس بلدي، أو عضوا في البرلمان، ومع ذلك نجدها بتواضعها الجم، (بعيدا عن مكانتها العشائرية، أو العلمية، أو الشخصية) تكتب أدبا يليق بالصغار والكبار، وتتمنى للعالم كله موفور الصحة والعافية، ولأنها مشروع شاعرة مهمة، فقد وجدت أن ما كتبته حول مفارقة الصحة والمرض، قريب جدا من قول المتنبي أيضا: «وَمَلَّنِيَ الفِراشُ وَكانَ جَنبي/ يَمَلُّ لِقاءَهُ في كُلِّ عـــــــامِ/ قَليلٌ عائِــــــدي سَقِمٌ فُؤادي/ كَثيرٌ حاسِدي صَعبٌ مَرامي/ عَليلُ الجِسمِ مُمتَنِعُ القِيــــامِ/ شَديدُ السُكرِ مِن غَيرِ المُدامِ». وتبزغ نجومية سبأ الزيود في أثناء استخدامها لأهم ما في البلاغة العربية، والمتمثل في التشخيص والتجسيد، الذي يحيل الجمادات والأمور المعنوية، إلى كائنات حية، ومن ذلك قولها (أعارك حروف الوحدة بوحدتي) فوحدة الشاعرة المعنوية، تحارب، وحدتها البشرية، لتحقق أهم ما دعت إليه في قصصها وخواطرها تجاه مرضى التوحد، والذي يتمثل في اندماجهم المجتمعي، وتجاه المعوقين، حيث رأت انه لا يوجد في مجتمعنا معوقين بقدر ما رأت أن المجتمع معيق لهم ولمواهبهم ولملكاتهم ولما يتمتعون من طاقة وحيوية وقدرة على العمل والإنتاج والأداء. سبأ الزيود، أديبة وضعت الرقيب الخارجي جانبا، فتحدثت بطلاقة وبحرية، ولكن رقيبها الداخلي كان يمنعها من الخوض في القضايا العاطفية لبنات جنسها، ولكنها سبقت عمرها، حين جعلت من نفسها ممثلة لجيل من الشباب والشابات الموغل في الرفاهية، بعيدا عن الثقافة والأدب والفكر الملتزم، بل كنت أشعر أحيانا أنها تسبق الزمن، لتمارس الأمومة على المرضى والأصحاء، فترقّ كلماتها، وتقول: (أستسيغ الجمل والكلمات، كأن كلامي له لحن وإيقاع)، وتصف نفسها حين توغل في الكلام المشوق، والأسلوب العذب الرقيق، أنها مدمنة على الكتابة، وكنت اشعر دون أن تصرح بذلك مباشرة، إن الكتابة تتضمن المرض حين تفرض نفسها على الكاتب، وهي شفاء له حين ينتهي من التعبير عن آماله وآلامه. الخاطرة هي ما يخطر على البال، والقصة هي فن الحكي والتعبير، وتتضمن عناصرها الأحداث والشخصيات والعقدة والحبكة والزمان والمكان القصصي، وهذا ما واظبت الأديبة سبأ الزيود على توفيره في كل ما كتبت، مبشرة بمستقبل زاهر،لأدبنا الأردني، الذي ستمده سبأ، ورفاقها من المبدعين الشباب، بدماء جديدة، تؤهله لنيل أرقى الجوائز، وليحظى باهتمام الجامعات الأردنية التي ستسعى لتدريسه لطلبتها، وباهتمام وزارة التربية والتعليم لتعتمده في مناهجها، وللنقاد والدارسين والباحثين الذين سيولونه بما يليق بمكانته الجمالية والموضوعية الملتزمة والمتقدمة. جريدة الدستور الاردنية
الكاتب:
سكرتيرة التحرير مريم حمدان بتاريخ: الإثنين 25-03-2024 11:22 مساء الزوار: 309
التعليقات: 0
|
العناوين المشابهة |
الموضوع | القسم | الكاتب | الردود | اخر مشاركة |
توقيع (أبناء الريح) في (ريدرز) للأديبة ... | اخبار الاديبات والشاعرات | اسرة التحرير | 0 | الأربعاء 18-07-2012 |