نضال برقان

كتاب جديد للباحثة الأردنية الدكتورة سهيلا الشلبي صدر حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر (2024)، تحت عنوان «الأردن وحرب السويس 1956/ الإرهاصات، المجريات، والنتائج».

تبحث هذه الدراسة الموسومة بـ»الأردن وحرب السويس 1956م» في مرحلة زمنية مهمة ومفصلية في تاريخ الأمة العربية، بأشخاصها وأحداثها وأماكنها وتداعياتها ونتائجها؛ إذ منحت طبيعة المرحلة خصوصية لكل حدث، وأضفت عليه أهمية ودورًا قد لا يمثلان حجمه وأهميته الحقيقية، فيما لو حدثا في غير تلك المرحلة، ولاختلفت الرؤية والمعطيات والنتائج، خصوصًا في ما شهدته المنطقة من تيارات فكرية وحزبية متنوعة ومختلفة، وتغيير في بعض أنظمة الحكم التقليدية في العالم العربي، إضافة إلى انتشار الروح القومية العربية، وما رافقها من تمرد وثورة على الهيمنة الغربية، وتصاعد المطالبة بالتخلص من مخلفات الاستعمار، وكل ما يتعلق به من قيود. لم يكن الأردن بمنأى عن هذه التداعيات، وما ترتب عليها من تلاحق للأحداث، وتسارعها، بحيث أدت في النهاية إلى التآمر الثلاثي (البريطاني –الفرنسي- الإسرائيلي)، على مصر، وشن العدوان عليها في تشرين الأول 1956م، فوجد الأردن نفسه في وسط العاصفة، فعايش مقدمات الحرب وتداعياتها وإرهاصاتها، وكان طرفًا وسببًا في إشعال فتيلها من خلال تعريبه قيادة الجيش، وطرد قائده غلوب باشا، ومن خلال موقفه الرافض للانضمام إلى حلف بغداد، نتيجة ضغط المعارضة الأردنية والموقف الشعبي، وما ترتب على ذلك من زيادة نقمة وغضب الساسة البريطانيين على مصر وعبدالناصر، ممّا سارع في اتخاذهم قرار الحرب. كما كان الأردن من ضمن الترتيبات والخطط التي وضعتها دول العدوان الثلاثي لشن حربها على مصر، فكان حاضرًا في مباحثات معاهدة سيفر في أيلول 1956م، والتي رسمت خطة العدوان.

فكانت هذه الحرب بمجموعها (مقدماتها، مجرياتها، نتائجها) تحديًا للنظام الأردني بالدرجة الأولى، جعلته على المحك في أكثر من مرة وموقف، لكنها منحته قوة للاستمرار، وخبرة للصمود، والتعامل مع الأحداث المستقبلية، كما كانت حرب السويس اختبارًا للقوى السياسية والحزبية والشعبية في الأردن، وشكلت تجربة وامتحانًا للأردن عصفت به، لكنه استطاع الخروج منها بأقل الخسائر.

يقع الكتاب 232 صفحة من القطع المتوسط.