تونس، 4 ماي 2025

في ذلك اليوم، لم يكن الوقت يمضي كعادته، بل كان يمشي على إيقاع القلوب التي التقت لا لتؤدي واجبًا، بل لتوقظ في الذاكرة لحنًا قديمًا من الصفاء والوفاء. اجتمعنا، نحن الذين لسنا زملاء بل عائلة، تحت سقف طقوسنا التي دأبنا عليها؛ نفرش المودّة بساطًا، ونغنّي للوفاء نشيدًا من القلب.

الفرح كان سيد اللحظة، والطرب مدّ جناحيه، والعناق طال حتى هزّ القلوب حدَّ البكاء. في حضرة "ساميتنا" — سامية الخميري — أستاذة اللغة الإنجليزية، التي تجاوزت حدود الحروف لتعلّمنا أبجدية الحياة، سيدة التفاصيل التي لا تنسى، أناقةً وجمالاً، كرمًا ونُبلاً، اجتمعنا نكتب معنى جديدًا للأخوّة.

في عينيها اجتمع الحب والصدق، وفي حضورها رقصت الروح طربًا. لم نكرّمها أداءً لواجب، بل احتفاءً بما زرعته فينا من دفء، بما سكبت في أرواحنا من نور، دون تكلّف ولا ادّعاء.

ولصديقات القلب، رفيقات الدرب، كنّا الصفاء حين التقت الأرواح، وكنا الدفء حين ضاق الوقت بالبوح. نضحك من القلب، ونبكي معه، ونكتب في كل لقاء معنى الأخوّة الساااامية، حيث الكلمة تنبض، والعين تدمع، والروح ترقص.

هنيئًا لكِ، حبيبتنا الجميلة، فقد جمع الله لك بين الصدق والحب، وبين القلب الذي يعطي دون حساب والعين التي تقول دون كلام.

وفي هذا اليوم، كتبنا معًا قصيدة لا تنسى، عنوانها: لحن عذب في ذاكرة القلب.

منية جلال