لعل حلقة الأحد الفائت كانت "الأصعب". "أفضل 10 نساء في التاريخ"،

 عنوان أكبر من الرأي العابر.شيد باستعداد البرنامج للتطوّر ومقابلته النقد

 بإيجابية. الاقتناع بضرورة عرض الأسباب التي أوصلت الى اختيار

 الأشخاص وآلية ترتيبهم، جعل الرؤيا أوضح. يعترف سلام الزعتري

باحتمال ألا يتحقق الاجماع على ترتيب الـ "Top Ten"، وان في الأمر نسبية.

 في الحلقة الأولى فاته الكثير. 
المعايير، التي جعلت منهنّ "أفضل 10 نساء" وفق صوت الزعتري: حجم التأثير،

 نوعه، وتذكّر الأجيال. سبق

 للبرنامج ان تناول أشهر 10 متحدرين من أصل لبناني، وأفضل 10 أغنيات لبنانية في الثمانينات. بعض الموضوعات يتقن التأثير فينا، وبعضها جاهز، لا يضيف. فكرة "أغرب 10 قوانين" لافتة.

 "أشهر المتحدرين من أصل لبناني" أشبه بكليشيه. والكليشيهات لا تنافس

 "مشاهير" ليلة الأحد.
كان على الزعتري ألا يلجأ الى العناوين الكبرى: "أفضل 10 نساء في التاريخ"

 (!).

 "أفضل 10 نساء في الحقبة الحديثة" أو"أكثر 10 نساء تركن أثراً مهماً"،

 لدقة المعنى. التصويب السريع أثناء العرض لا يرسخ في الذاكرة باستمرار.

 المُشاهد يحتفظ بالانطباع الأول.
نوافق على اختيار المرتبتين الأوليين، والباقي، كما قال الزعتري، محكوم

 بالنسبية. الثانية للمحامية لور مغيزل، والأولى للأديبة مي زيادة. لعلنا لسنا 

في حاجة الى ارفاق الموافقة على الترتيب أو عدمه ببيان انشائي ينشد

 التوضيح: السيدات المذكورات في الحلقة عظيمات، لا يقوَّمنّ بمراتب

 مفترضة، ولا يُختصرن ببضع شهادات. يعرف الجميع ذلك. "منطق"

 الحلقة المعني الأول بالنقد أو المديح.
اليكم "أفضل 10 نساء في التاريخ"، وفق تصنيف البرنامج، من المرتبة

 العاشرة وصولاً الى الأولى: السيدة نظيرة جنبلاط والدة "الكمال" وجدّة

 "الوليد"، الممثلة فريال كريم، الأديبة اللبنانية زينب فواز، السيدة نورا جنبلاط،

 زوجة النائب وليد جنبلاط (حين وصل الكلام عن دورها في مهرجانات

 بيت الدين، تساءلنا لماذا غُيِّبت السيدة مي عريضة ودورها في مهرجانات 

بعلبك)، مصممة الأزياء رئيفة صالحة أو "مدام صالحة" كما تُعرف شعبياً،

 الفنانة بديعة مصابني، المناضلة سناء محيدلي (تغيب لولا عبود أو سهى

 بشارة مثلاً)، الأديبة إميلي نصر الله (هنا تغيب حنان الشيخ)، فالمحامية لور

 مغيزل، ورفيقة جبران بالمراسلة، مي زيادة.
لمراسلي "الجديد" شهادات وانطباعات في "النساء" والأغنيات والمبدعين

 والكلمات الأكثر شيوعاً، وفي السيارات. لا يبدو ان ثمة "قاعدة" تحدد مَن

 "الأجدر" بإبداء الرأي في هذا الموضوع من دون ذاك. سمر أبو خليل

 تتكلّم عما تختزنه الذاكرة من صور لتلك الأسماء، وراشيل كرم تؤدي الدور

 إياه. تختلف درجة الالمام بالموضوعات من مراسل الى آخر. جميعهم يقدّم

 شهادة هدفها مزيد من الاقتناع بسلامة الاختيار، ولكن النضوج دائماً، سمة

 البعض.
يحجب اعتبار البرنامج ترفيهياً منوّعاً، شيئاً من جدية التقويم، من دون ان يسدّ

الأفق أمام النقد. على الزعتري ان يلتقط أنفاسه بينما يقرأ النصّ، فالسرعة المتبعة

أثناء العرض تجعل المُشاهد لاهثاً، مهما بدا مرتاحاً للموضوع. في البرنامج ما يجعلنا

نتساءل، من الآتي؟ نحبّ المرتبة الأولى ونتحرّق شوقاً في انتظار لحظاتها. وجود المراسلين

يكسر رتابة القراءة. ليت الأسماء تطال وجوهاً من محطات أخرى، لما اضطر المُشاهد لالتزام

اللون الواحد.