مفكر تونسي يحاضر حول «الأمة العربية والتنوير» في ديوان الهريس الثقافي
عرار:
عمان استضاف في ديوان الهريس الثقافي المفكر التونسي الدكتور فريد العليبي، أستاذ الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس، في محاضرة حول «الأمة العربية والتنوير»، وذلك في مقر الديوان في منطقة الهاشمي الشمالي في عمان. واستهل د. العليبي المحاضرة بالتأكيد على أهمية الصالونات الأدبية في تطوير المشهد الإبداعي العربي، وضرورة وجود صالونات فكرية لتطوير البنية الفكرية العربية، التي تواجه نوعا من الجمود منذ قرون عدة. وقدم المحاضر إضاءة تاريخية حول أبرز التنويريين في التاريخ العربي، في المشرق والمغرب، مؤكدا أن العرب لن ينهضوا دون الالتفات إلى موروثهم وتصفية الحساب معه، من خلال تنمية وتطوير الجوانب العقلانية والتنويرية فيه. كما وقف المحاضر على مفهوم التنوير باعتباره يحيل على يقظة العقل واعتماد البرهنة والتعويل على الذات المفكرة ونبذ التقليد والتبعية الفكرية وهو ما يصح على الفرد والجماعة في نفي الوقت ومن ثمة تم الحديث عن بعض محطات التنوير العربي من الكندي والمعتزلة أولا وما كان من محنتهم وصولا إلى البيان القادري الذي حرم العقلانية المبكرة ثم ما كان من تنوير ثان في المغرب والاندلس على يد فلاسفة مثل ابن باجة وابن رشد وصولا إلى المحنة مجددا وما كان من هجرة الفلسفة العربية إلى الغرب اللاتيني ودخول العرب في عهود الإظلام الديني والفتن المرتبطة به ومن ثمة قابليتهم للاستعمار والتفتيت. كما تم عقد مقارنات بين عدد من البلدان مثل انكلترا وفرنسا ثم ببن فرنسا وألمانيا في علاقة بالتنوير للوصول إلى عقد مقارنة أخرى بينها وبين العرب واستخلاص أن ما يتطلبه الوضع العربي اليوم هو مزيد الاهتمام بالتنوير والعقلنة إذ لا يمكن تحقيق الانتصار على المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها بأمة خاضعة للاظلام في ممارستها وافكارها. العليبي نفسه له مؤلفات عديدة، من أبرزها: «رؤية ابن رشد السياسية»، «تونس الانتفاضة والثورة»، وهو عضو سابق بالهيئة المديرة للجمعية التونسية للدراسات الفلسفية وعضو هيئة تحرير سابق لمجلتها العلمية. وبعد المحاضرة كانت هناك مداخلات لمجموعة من الأدباء، منهم: الشاعر أحمد الريماوي، والأديب سعيد الخواجا، والناقد فوزي الخطبا، والباحث محمود دمير، والشاعر نايف الهريس، وكوكبة من رواد الديوان. وقرأت الأديبة شيرين العشي، قصيدة للشاعر نايف الهريس، وحملت عنوان (شراع الأمل) وجاء فيها: «هواي ابتلا، أسكنته نزلا/ لأصبو بحلم يمنح الأملا/ فألقى الصبا أنسام نفحته/ بروح سمت دنياه والغزلا/ لتأوي شموس العشق ظلته/ وتصطاف فيما ينعش القبلا/ سألت الهوى عن وحي واهبها/ مضى في ركاب الحزن وارتحلا/ ومن نطفة الأشعار أمنحها/ لأعطي لها ما يكره البُـخَـلا..».