ويكشف الكتاب عن منطلقات النقاد والدارسين في تلقيهم لشعر التراث خاصة شعر العصر العباسي الذي فرض واقعا شعريا جديدا حيث شهد هذا العصر حضاراتٍ متفاعلة وعقولا ناضجة خلاقة وأفكارا جديدة متصارعَة، حتى وسم نفَسه بعصرِ الإبداعِ الفكريّ النهضوي التعددي الأبرز بينَ العصورِ السابقةِ عليه واللاحقةِ بِه.

يتالف الكتاب من أربعةِ فصولٍ تناول الاول منها موضوع تلقي شعر التراث في ضوءِ المنهج التاريخي , فناقش دراسات طه حسين وشوقي ضيف ويوسف خُليف ومحمد زكي العشماوي وعزّ الدّين إسماعيل.

ونظر الفصل الثاني (تلقّي شعر التّراث في ضوءِ المنهج النفسي) في الدراسات التي عُنيَت بتطبيق النظريات النفسية على إبداعات الشعراء، ومنها دراسات عباس العقاد ومحمد النويهي وعز الدين إسماعيل ويوسف بكار.

وبين الفصل الثالث (تلقي شعر التراث في ضوءِ المنهج الجمالي) أثر الجانب الشكلي وعلاقته بالمضمون كالصورةِ والإيقاعِ واللغةِ في بناء النص، ويشمل دراساتِ عبد القادر الرّباعي وعبد الفتاح نافع وعبد الله التطاوي وماجد الجعافرة.

وجاء الفصل الرابع (قِرَاءةٌ نصية لنماذجَ مختارةٍ في ضوء نظريةِ التلقي) تحقيقًا لغرضِ الدراسةِ ومتمما لدائرتها، وانطلق من التجارب السابقةِ معتمِدا منهجية تَعدد الرّؤى في القراءة والتحليل، فاستوحى من النظريات التاريخية، والتحاليل النفسية، ثم استعان بالدراسات الجمالية وأثرها في تشكيل بنية النص , وتم ذلك بتحليل ثلاثةِ نُصوصٍ لشعراء من الفترةِ الزمنيةِ التي عُنيت بها الدراسة، وهم: بشار بن بردٍ، وأبو تمام، وأبو الطيب المتنبي.

وقام هذا الكتاب على قراءة الشعر القديم وفق معطيات النظريات النقدية الحديثة.