عن دار الخليج للنشر والتوزيع في عمان صدر حديثا ديوان جديد للأستاذ خالد نسيبة بعنوان «الحب الصافي»، الذي يأخذنا في رحلة عميقة داخل النفس البشرية، مستعرضاً التأملات الفلسفية والروحانية في معاني الحياة والموت، السعادة والحزن، والتحديات التي نواجهها في هذه الدنيا.

بأسلوبه الأدبي الشاعري والبليغ، يقدم نسيبة رؤية فريدة تدعو القارئ للتفكر والتأمل فيما يجري من حوله وفي داخله، وللبحث عن معاني الإيمان والأمل وسط صخب الحياة وظلام الحزن.

«الحب الصافي» ليس مجرد ديوان شعري، بل هو انعكاس لتجربة إنسانية عميقة تسبر أغوار الروح. يبحر بنا الكاتب عبر مشاهد متعددة تتداخل فيها المعاني النبيلة والقيم الإنسانية العليا. يتناول نسيبة مواضيع تتعلق بالتضحية والفداء، حيث يسير بنا في ساحات الشهداء، مجسداً أروع صور الكرامة والبطولة، ليذكرنا أن الحياة ليست مادية بحتة، بل هي ميدان لتجسيد القيم النبيلة والمبادئ السامية التي تبقى خالدة عبر الزمن.

يستعرض الكاتب من خلال صفحات الديوان، جمال الإيمان الذي ينبع من قلوب المؤمنين، ويرسم لنا بمهارةٍ مشاهدَ من الإخلاص والصبر والتفاني في سبيل الله. كلمات الديوان لا تقتصر على القيم الدينية والإنسانية، بل تتسع لتشمل جوانب عدة من التجربة الإنسانية، مثل الحب، الفراق، الحنين، الأمل، والعطاء. وفي وسط كل هذه العواطف والأفكار المتشابكة، يظهر نور الأمل الذي ينبثق من بين ثنايا الكلمات، داعياً القارئ إلى التمسك بالصبر والإيمان أمام تحديات الحياة.

من خلال ديوان «الحب الصافي»، يحثنا خالد نسيبة على التأمل في معاني الحياة والموت، ويؤكد على أهمية البحث عن السعادة في أبسط الأمور والرضا بما كتبه الله لنا. يسلط الضوء على فلسفة الحياة التي تستمد قوتها من الإيمان بالله واليقين بحكمته، ويركز على قيمة التفاؤل كقوة دافعة لتحقيق السعادة والرضا. في نصوصه، يبرز الكاتب دور الحب كقيمة إنسانية سامية تجمع بين البشر، وتمنحهم القوة لمواجهة أصعب اللحظات.

وفي رحلة بين مشاعر الفقد والحنين، يظهر لنا نسيبة كيف يمكن للحب أن يكون مصدر الدفء والسكينة، حتى في أوقات الفراق. يشير إلى أهمية السعي وراء العلم والمعرفة، وكيف يمكن لهما أن ينيرا دروب الحياة، مؤكدًا أن الرضا بقضاء الله وقدره هو مفتاح السعادة الحقيقية. كما يبرز الكتاب قيمة الصدق والعطاء والتفاني في سبيل الآخرين، ويشير إلى أن السعادة ليست فيما نمتلكه، بل في ما نقدمه من خير ومحبة للآخرين.

الأسلوب الأدبي الذي يميز «الحب الصافي» يبرز قدرة خالد نسيبة على المزج بين الفكر العميق والروحانية، وبين التجارب الحياتية والمشاعر الإنسانية. فهو يستخدم لغة شاعرية عذبة تتدفق بسلاسة وتعبّر عن أفكار الكاتب ومشاعره بأسلوب يلامس القلب والعقل. كل كلمة في الديوان تحمل معنى ووزنًا، مما يجعل قراءته تجربة ممتعة وثرية تضيف للقارئ بعدًا جديدًا لفهم الحياة وقيمها.

الديوان يشجع على التأمل في معنى الوجود الإنساني، وعلى التفكر في حكمة الله في خلقه وتقديره، فهو دعوة للقارئ لإعادة النظر في معاني الحياة التي قد نغفل عنها في زحمة الحياة اليومية. كما يدعو إلى تبني نظرة إيجابية تجاه المستقبل، والبحث عن النور الذي ينبثق من وسط الظلام، مما يجعل الكتاب مناسبة للقارئ الباحث عن الأمل والسلام الداخلي.