عمان استضاف ديوان الهريس الثقافي كوكبة من المبدعين، في أمسية أدبية حضرت خلالها شجون الأمة العربية، وتوقفت عند حدود أسئلة الذات، وحلقت في فضاء الأنوثة. أولى القراءات في الأمسية كانت للأديب جمال حرب، عبر قصيدة غزلية قال فيها: «أبدا أبدا/ لم أكن أتوقع/ أن قصرا بنيته لك/ فوق رؤوس الجبال/ الآن يتصدع/ وبيوتا من الشعر/ شيدتها لك/ في غيمة هي الآن شاردة/ في مسارات الحيرة/ تتوزع/ كنت لي بسمة راكضة/ نحو شفاهي/ لتجفف عيني قبل أن تدمع/ كنت لي حمامة/ لا تبرح شباكي/ والآن هديلها/ صار مدفع..». تاليا قرأت الأديبة شيرين العشي قصيدة من للشاعر نايف الهريس، من ديوانه «البيسان»، وقد حملت عنوان «يدا بيد»، وهي قصيدة ذات بعد قومي، تأملت راهن الأمة العربية من جهة، وجملت دعوة لها للنهوض من جديد، لتعود إلى مكانتها الطبيعية في ريادة الحضارة الإنسانية، ومما جاء في القصيدة: «وللشعب روح في ربا وطن/ ككنز الصلا ذهر إلى الأبدِ/ صلاة بأرض القدس مكتنز/ لإيمان حيب الشعب للمددِ/ إلى وحدة بالنفس نحرزها مع العروة الوثقى يدا بيدِ/ يد قلّمت أظفار ظالمها/ نمت بانتصار الحق للأبدِ/ يد آخت الأوطان في عمل جنت ثمرة ألمجاد في رغدِ..». وتحت عنوان (ذات الوشاح الأزرق) جاءت القصيدة التي شارك فيها الأديب عبد الغني عبد الهادي، وهر قصيدة غزلية، يقول فيها: «ألا يا ذي الوشاح الأزرقِ/ ماذا فعلت بذي قلب شقي/ الخال في خدك القاني يداعبني/ وجيدك الغزلاني ولماك الفستقي/ قلبي أسير معذب في هواك الذي/ أو ما على العهد يا حبي نخن دوما نلتقي..». الأديبة منى طه، التي أدارت مفردات الأمسية، قرأت غير قصيدة، كان من بينها «وميض شوق»، وفيها يقول: «هذا الصباح/ أتوق إلى نسمة هدوء/ فأحلم/ النسمات في جيب القمر/ والندى مخبوء تحت وسادته/ وقلبي طفل يعابث خيوط الضوء/ فيجدلها أرجوحة معقودة بالسماء/ وينسل خيطا/ يشكله كما/ النبض/ فتبدو حروف اسمك/ تشي بسري الجميل..». وفي قصيدة «أنثى من وهج» تقول: «أيها الصلاح../ سيدركني الرحيل ذات موت،/ قد تعلم حينها أنك لي كنت الحياة». وحملت قصيدة الشاعر محمود إبراهيم عنوان «إلى الحبيبة جنى»، وفيها يقول: «والله ما ذقت الهنا/ إلا بقربك يا جنى/ لك خافق يا حلوتي/ كفؤاد أمّ إذ حنا/ لو خيروني موطنا/ لاخترت قلبك موطنا/ الحب أقدس نعمة/ الله أهداها لنا/ لما أراك حبيبتي/ يحلو غناء الميجنا..». من جانبه قدم الناقد فوزي الخطبا قراءة نقدية في النصوص التي قرأت في الأمسية، متوقفا عند أهم ملامحها، كما توقف عن قصيدة الهريس، مشيدا ببعدها العروبي والقومي، ولافتا النظر إلى جماليات بحر (البيسان) الذي أضافه الشاعر الهريس إلى بحور الشعر العربي.