|
عرار:
يبدو أن الأديب هاشم غرايبة قد طرح قلم الروائي جانبا وبرى قلم الباحث والدارس فخرج علينا بهذا الكتاب الجميل؛ (ديوان الغجر) مع أن العمل الروائي يحتاج في أغلب الأوقات إلى بحث ونبش وتنقيب وقراءات مستفيضة لخدمة البناء الفني للرواية وتحديد ملامح الزمان والمكان، ولكن ليس البحث بغرض تدوين النتائج والملاحظات في كتاب للدراسات الاجتماعية أو الإنسانية مثلا. وما زلت أقول إن الجمال من أبهى الصفات التي يمكن أن تُنسب إلى الكتاب لأنه حينئذ يشتمل على حلاوة اللغة وطرافة الموضوع وغزارة الإفادة بالإضافة إلى الشخصية التي تكون –برأيي- من خلال تصميم الغلاف والإخراج الفني. ربما –وهذا من باب التخمين وحسب- أنه في خضم تحضيره لكتابة رواية عن الغجر قد تجمّع لديه ملاحظات جمّة وعندما قام بإعادة تبويبها وتصنيفها ظهر أمامه ما أسماه (ديوان الغجر). ولعل هذه القصة تتكرر مع الباحثين على اختلاف مللهم ومذاهبهم؛ يدرسون أمرا ما ويخضعونه لفحوصهم وأدواتهم، وفي ظنهم أنه سيقودهم إلى نتيجة محددة لكن البحث يأخذهم في اتجاه آخر، وعند الإتيان بحركة غير مقصودة، يتحرك الحجر الكبير وتنفتح أمامهم مغارة علاء الدين. مصدر : الدستور الاردنية الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الخميس 19-03-2020 12:37 صباحا
الزوار: 1854 التعليقات: 0
|