|
عرار:
عمان اجتمع مبدعون من مشرق الوطن العربي ومن مغربه، خلال أمسية شعرية ونقدية، أقامها ديوان الهريس الثقافي، عبر منصة «زووم»، مساء يوم الاثنين الماضي، حيث قرئت قصائد عروبية وقومية ووجدانية، فيما شارك بالتعليق عليها نخبة من النقاد العرب. أولى القراءات كانت لمدير الديوان الشاعر نايف عبد الله الهريس، الذي قرأ قصيدة غزلية، حملت عنوان «الحنايا» وقد كتبها على (بحر المتئد)، وفيها يقول: «أبْصَرَتْ عَيْنَايَ هَوَاهَا يُرَقْرِقُ/ فِيهِ سِحْرٌ مِنْ فَمِ العِشْقِ يَنْطِقُ/ في ظَمَا أُنْثَى بِهَا الأُنْسُ هَائِمٌ/ يُشْبِكُ الأَطْيَافَ وَالحُبُّ يَدْفِقُ/ من حَنَايَا الوُدِّ تَنْهَالُ مُزْنُهَا/ في غُيُوثِ العِشْقِ وَالقَلْبُ يَخْفِقُ/ رِيحُ نَشْوَى هَيَّجَتْ رَهْفَ حِسِّهَا/ حِينَ مَالَتْ في غُصُوني تُوَرِّقُ/ سُحْبُهَا تَسْتَمْطِرُ العِشْقَ مِنْ دَمي/ فَانْتَشَى فِيهَا الغَرَامُ المُعَتَّقُ/ يَسْتَفِزُّ الغِيَّ في حِسِّ مُعْجَبٍ/ شَعْشَعَ الإغْرَاءَ بِاللَّثْمِ يُشْرِقُ..». تاليا كانت القراءة للشاعر المغربي الحسن الكامح، ومما قرأ: «كَأنّي أنا مِنْ جَديدٍ/ أكتبُ هذا الْجَسَد العاري/ عَلى بَياض الوَقْتِ/ وأسافرُ بَيْنَ جَمْراتِ الْحَرْف سَعيدَا/ فليكن هذا الوقتُ الذي يفاجئني/ سِجْنا لا أطيقهُ/ أو حمامةً تَحُطُّ عَلى كَفِّي كُلَّ ساعةٍ/ ثُمَّ تطير للبعادِ حرة طليقةً/ تسافر بي إلى كينونة الذات قصيدا/ لا يستوي بين يدي/ حَرف يعريني من كل عيوبي/ وحرف يغطيني من برد الزمان/ وقد احترقت في هذا المدى عمرا مديدا/ لا فرق عندي/ بين أن تقيدني الكلماتُ/ وأنا حرٌّ لا أبغي من الحياة إلا نفسا جديدا/ أو تحررني الآهاتُ/ وأنا في الصحاري بين رمال الاختيارِ/ شوك الغياب يحاصرني..». ومن المغرب كذلك كانت المشاركة التالية من خلال الشاعر والناقد سعيد أصيل، الذي قرأ قصيدة بعنوان «وترسم بلقيس الحكاية»، وفيها يقول: «... وقد أغتدي والطير يأكل ما تبقى من المحكيات/ التي مرت عبرها سنابك النمل/ تروي لنا عن امرأة قاومت هدهدها/ فرمت قلبه برمح/ بفوانيس كجمر العاصفة/ انتعلت الدروع/ وأرسلت خصلات/ تشنق غصون الـمُنْسَلِّينَ/ صرخت/ أمسكت/ شجبت/ سربلت خطوط الوراء/ وما انهزمت.../ هي ذي بلقيس/ تمد ساقيها على السطح الـمُمَرَّد بالثقوب/ يسقط صوتها/ يتعرى الكلام/ في هذا الليل الليلكي..». واحتفى اللقاء بالشاعرين المصريين: عصام بدر وولاء حجازي، عبر فقرة أدارها الإعلامي أحمد رضوان، حيث قرأ الشاعر عصام بدر قصيدة غزلية حملت عنوان «الصمت المباح»، من مجموعته الشعرية «لا يموت سواي»، وهي قصيدة ذات ألفاظ جزلة وتشبيهات واستعارات جميلة، وفيها يقول: «فِي حَقْلِنَا الْمُلْقَى هُنَالِكَ مُتْعَبًا/ تَدْعُو السَّنـَابلُ كـُلَّ عَيـْنٍ بـَاكيَةْ/ لِتُشَاركَ الصَّفْصَافَ لَطْمَةَ خَــدِّهِ/ إذْ أعْلَنَ الغرْبـَانُ مـَوْتَ السَّـاقِيَةْ/ لا شَيْءَ أبْكَـى للْفُـؤَادِ كَصَرْخَةٍ/ مِنْ بَطْنِ طفْلٍ وَ الْمَسَاقِي خَاويَةْ..». أما الشاعرة ولاء حجازي فقرأت قصيدة باللهجة المكية، وقد أثار الإعلامي أحمد رضوان قضية نقدية شارك الجميع في مناقشتها، وهي إمكانية لجوء الشاعر إلى ابتكار بحر شعر جديد، وما هي مسوغات من ذلك العمل. كما شارك في اللقاء الشاعر الهندي عبد الله محمد السلمي، والشاعر الفلسطيني نصر بدوان بقصيدة «بيروت قومي»، والأديبة شيرين العشي. وتحت عنوان «مناجاةُ شِعرٍ» جاءت مشاركة الشاعرة ثراء محمد يوسف عبر قصيدة قالت فيها: «يا شِعرًا رقراقًا وصفا/ كيفَ الإبحارُ بِنا كيفا/ والحرفُ يُسابقُ أنفاسًا/ سُكناها قلبٌ قدْ أوفى/ أيُواصلُ جُندُكَ تَعذيبي/ فيَدكُّ مَياديني عصفَا!/ أم يطفئُ نيرانا كادتْ/ تشتعلُ مِرارا في المَرفا/ أسعِفْ أبياتي، قد باتتْ/ جَرحى تتألمُ في المَنفى/ كي تعزفَ ناياتٌ ثَكلى/ أنغامَ البهجةِ والدِفلى..». كما شارك في اللقاء الشاعر عبد الرحمن مبيضين بقصيدة بعنوان «هو الإنسان»، قال فيها: «هو الإنسان من ماء وطين/ وفي القرآن (من ماء مهين)/ وأعطاه الإله جميل خلق/ ومتعه على مر السنين/ وأرسل رسله للناس طرا/ لكل الناس من فدس لصين/ فمن عيسى إلى موسى سلام/ ومن نوح إلى الهادي الأمين/ لينذرهم بان الله باق/ وأن الخلق كلهم لحين..». وقد تناول قصائد الشعراء بالنقد والتحليل مجموعة من النقاد، منهم: الناقد فوزي الخطبا من الأردن، والدكتورة منى خشة من الجزائر، والدكتور رائد الحاج من سوريا، والدكتور إياد الحمداني من العراق الذي قال إن الشاعر نايف عبد الله الهريس قد وجد ذاته الحقيقية في ثنيات لغة رصينة، وإيقاعات جاذبة، وموسيقى، وموضوعات هادفة، وحياة مليئة بالمواقف الإنسانية النبيلة، والحب، والغزل، والروح النقية، فضلا عن الانتماء القومي والوطني، والاهتمام بقضايا الأمة والإسلام..». الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 11-09-2020 09:51 مساء
الزوار: 1396 التعليقات: 0
|