«أوجاع البنفسج» الصادرة حديثا، مضيفة أن مثل هذا الشعور لا يشبهه  شعور آخر، خاصة وهي تجد ما سهرت عليه الليالي وما أنجزته خلال سنوات، سيكون بين أيدي القراء الذين سيحكمون على تجربتها الإبداعية التي تخرج للمرة الأولى من أدراجها المغلقة.
وبقدر ما هي موجودة بمشاعرها ومعاناتها كامرأة داخل سطور نصوصها وصفحات مجموعتها،  إلا أن حنان باشا تؤكد أن ما كتبته ليس ترجمة حرفية لدواخلها الشخصية كامرأة، بل هو تعبير عن مشاعر نساء كثيرات، إلى درجة أن أي امرأة تقرأ نصوص مجموعتي ستجد شيئا منها وشيئا من معاناتها داخل هذه النصوص، وهذا ما لمسته شخصيا من صديقات ومن قارئات كثيرات، مشيرة أنها كانت حريصة على الغوص في دواخل المرأة لتغرف بقلمها بعض ما تراكم داخلها من قهر على مختلف المستويات، ومن هنا يمكن بسهولة ملاحظة الصوت العالي لأنين المرأة في المجموعة، من دون أن يؤثر ذلك على المستوى الفني والإبداعي للقصص التي أبحرت عميقا داخل جسد المرأة وروحها، رافضة ما تذهب إليه بعض القاصات أو الروائيات في التركيز فقط على  مشاعر الجسد، لأن المرأة في مجتمعنا تواجه ما لا يحصى من أشكال القهر والمعاناة، كما تقول حنان، وأن القفز عن كل تلك المشاعر والتركيز على جانب واحد فقط، هو تسطيح لجوهر المرأة وقيمتها الإنسانية، والتعامل معها كجسد بلا روح.
عن الرومانسية التي تطغى على أجواء قصصها تقول حنان باشا إن ذلك مرده إلى طبيعة الموضوعات اتي تعاملت معها في قصص مجموعتي، وهي موضوعات تتعامل مع المرأة ومشاعرها الرقيقة، ولأن المرأة في الأساس هي كائن رقيق، فقد انعكس ذلك على أجواء قصصي، إضافة إلى أنني امراة رومانسية، ومن هنا تطابقت رؤيتي الخاصة مع طبيعة الموضوعات، وبسبب ذلك اخترت أيضا عنوان مجموعتي «أوجاع البنفسج»، وهو عنوان فيه كثير من الرومانسية، في زمن ملأ حياتنا بالماديات، وتراجعت فيه المشاعر على حساب مخرجات التكنولوجيا الحديثة، ووجع الحياة الذي في معظمه ناجم عن أسباب اقتصادية، يعاني منها المجتمع بشكل عام، والمرأة بشكل خاص، وهذا ما دفعني إلى محاولة إعادة الاعتبار لمشاعر مكبوته في داخلنا جميعا، وأوجاع البنفسج هي حصيلة أوجاع لا تحصى للمرأة الشرقية.
وتضيف حنان باشا أن الرجل كان حاضرا أيضا في ثنايا مجموعتي القصصية، ليس باعتباره رجلا فقط، بل باعتباره إنسانا، فالرجل والمرأة يكملان بعضهما البعض، وتتشابك مشاعرهما وتتقاطع أيضا، وكثير من ملامح زوجي كانت تقفز بين سطوري، سواء بتخطيط مسبق أو من دونه، فقد ألهمني كثيرا من الأفكار التي ترجمتها إلى نصوص إبداعية، مؤكدة أنها لا تملك طقوسا خاصة في الكتابة، لكنها حريصة على تسجيل كل ما يخطر على بالها من أفكار أو ملاحظات لتترجمها أو تستفيد منها في كتابة قصصها.
وترى حنان باشا أن القراء والمثقفين استقبلوا مجموعتها الأولى باحتفاء شديد، وهي المجموعة التي ضمت ما يزيد على خمس وستين قصة وخاطرة، غير أنها في مجموعتها المقبلة لن تنشر فيها إلا القصص القصيرة فقط، كما تقول، مستفيدة من الملاحظات وردود الفعل التي رافقت عملها الأول، غير مستبعدة أن تقوم بكتابة رواية تعالج فيها قضايا المرأة المسكوت عنها في مجتمعاتنا الشرقية، لأن بعض القضايا أكبر من احتوائها في متن قصة قصيرة أو خاطرة، لافتة النظر إلى أن المرأة هي أفضل من يكتب عن مشاكل بنات جنسها ومعاناتهن،  غير أنها لن تحشر نفسها في هذه القضايا فقط، لأن المرأة، باعتبارها نصف المجتمع، معنية بما يواجه المجتمع من مشكلات على مختلف الصعد والمستويات.