إربد – عمر أبو الهيجاء

صدر للشاعر والكاتب المصري أحمد اللاوندي كتاب جديد بعنوان: "في القطار المسافر صوب الشمال.. مواقف وذكريات" عن دار النسيم للنشر بالقاهرة، وبغلاف من تصميم الدكتورة هند سمير.

اللاوندي شاعر متمرس في الكتابة الشعرية وسارد من نوع مختلف يمتلك لغة عالية مشحونة بالنفس الشعري الآخاذ، في كتابه الجديد " في القطار المسافر صوب الشمال.. مواقف وذكريات" يمعن كثيرا في سرد الحكايات التي اختزت في الذاكرة ، شاعر له عين لاقطة تترجم تلك المواقف والأحداث ويلبسها ثوب التجليات والجمال والحس المرهف المفعم بالصدق.. شاعر يعرف كيف يصطاد فكرته ليأخذنا إلى مساحات كبيرة في فلسفة الحكاية ويضعها على طاولة البحث والقراءة ويجعلنا ويجعل القارئ مندهشا أمام التفاصيل والسرد العالي.

يضم الكتاب مجموعة من الأحداث والمواقف، التي التقطها من داخل قطار الأقاليم، ذلك القطار الممتلئ بركاب يمثلون شرائح اجتماعية متعددة. إن هؤلاء الركاب البسطاء؛ أهدى أحمد اللاوندي كتابه إليهم، قائلا: إلى ركاب قطارنا الذين ألهموني هذه الكتابة.

ومن أجواء الكتاب: رأيتُ أربع نساء يجلسن في حلقة شبه دائرية يتناولن الطعام، ويبدو من نوعية الطعام الذي تعمدتُ أن ألمحه كله بنظرة خاطفة؛ أن كل واحدة منهن قد جلبتْ من بيتها شيئًا. اثنتان تجلسان على الكرسي والأخريان في مقابلهما تجلسان على شكارتين من الأرز. كن يأكلن بشكل طبيعي ولا يَعْبَأْنَ بمن حولهن ولا بمن يمر عليهن. لم أسمع حديثهن جيدًا على الرغم من أنني كنتُ قريبًا منهن؛ نظرًا لضجيج القطار المرتفع.

وجوههن تكسوها السعادة والرضا والإقبال على الحياة، شاهدتُ حولهن كمياتٍ كبيرةٍ من اللبن والبيض والسمن والجبن والثوم وأقفاص الفراخ البلدي والأرانب. تلك السلع؛ هن يقمن ببيعها للأهالي في ضواحي الإسكندرية.

ويذكر أن للشاعر اللاوندي عدد من المجاميع الشعرية: قطرات من أثرها، سيدة بحجم الأرض، أنا ضحكة الماء حين أمر، ذاكرة الفرح، تأويل الأحاديث.. حوارات في الأدب والثقافة" الجزء الأول"، وحكايات أبي".