لطيفة المسكيني، حاصلة على الدكتوراه في الأدب العربي في موضوع «الحداثة والصوفية»، واستطاعت أن تكرس اسمها ضمن شجرة الشعر المغربي من خلال ما راكمته من منجز شعري ونقدي (السفر المنسي، حناجرها عمياء، قزحيات الصمت، فتنة غياب، طروس..)، افتتحت الأمسية بقصيدة قالت فيها:
«تَكَلَّفَنِي الوَهْم /اشْتَبَهَتْ عَلَيَّ المَطَالِعُ وَالأَسْمَاءُ/ مُرْ هَذِهِ السَّاهِرَةَ أَنْ تَغْفُو/ أَوْ تَخْرُجَ لأِوْهَامِهَا./ ورودٌ عَطْشَى/ تُبَرْعِمُ بِثَنَايَاكَ / تَجِدْكَ ذَرَّاتِ المَاءِ وَالهَوَاءِ/ الطِّينَ وَ هذا اللَّهَب / وَهْماً / تَجَمَّعَتْ فِيكَ أَشْكَالُهُ / تَجِدْكَ اللاَّمَلاَمِحَ / اللاَّصِفَاتِ / بَقَايَا نَفَسٍ مُتَعَبِّدٍ/ فِي الذُّهُولِ / في الغُرْبَةِ./ تَجِدْكَ رَحيلا/ مَوطِنُه خُطَاهُ».
ونثر محمد بوجبيري، قصائد حديثة من منجزه الشعري، يقول: «أدرك أن جمر الجهات خبا بين إقبال بلا معنى،/ وإدبار ما تبقى من يقين،/ أدرك أن الوجود،/ حين لا يكون بالأدنى المطلوب،/ يفصل نزعه كي يستقيم في منحى آخر/ وَأَعودُ، / لِأَنِّني الْماضي، / وَالْحاضِر، / وَما سَيَأْتي. / أَنْبَسِطُ فيكَ امْتِدادًا كَالسَّهْلِ، / وَشامِخَةً أَسْمو كَالْجَبَلِ. / كُلَّما اِبْتَعَدْتُ اِزْدَدْتُ حُضورًا، / كَما لَوْ أَنَّ دَيْدَنَ الْمَسافَةِ الشَّوْقُ وَالْحَنينُ، / وَكُلَّما حَضَرْتُ ذابَ في القُرْبِ الْوِصال. / أَسْطورَتُك أَنا في التَّحابِّ، / وَأَيْقونَتُكَ بَيْنَ الْأَنام. وَعالِقًا تَظَلُّ في أَرْخَبيلٍ مِنْ خَيالٍ، / أَوْ تَسْهَرُ عَلى شَطِّ مِنْ شُطْآنِ الْمَجاز. / تُسْحِرُكَ الّلغَةُ، / فَتَهيمُ باحِثًا في بَرِّيَّةِ الْمَعْنى عَنْ فَهْمٍ يَليق».
واستطاع الشاعر، آيت إيدار، أن يكتب قصيدة تشبهه، «مرايا» من تفاصيل اليومي بلغة «لا تتكلف» وتنفتح على مجازات الدهشة.
وهذا مقطع من إحدى قصائده:
«حتما ستكبر أيها الشاعر/ ولكن دونما ضجة أو جلبة / سيعيدون نارك إلى موقدها الأول / ستكبر في عين الشمس مثل رضيع / وحتما سيقطعونك مثل شجرة الميلاد / وئيدا / وئيدا ستشيخ / في الطريق دائما موت بطيء/ وحلم منتظر../ على غير العادة ستصاب بالدوار / من شدة اليأس / لأنك أطلقت كلمة / كان يجب أن تصيب القلب في مقتل / فأصابت الطيور».