مهرجان جرش إبداع أردني وعربي وعالمي ينبض بالحياة والجمال
عرار:
ياسر العبادي جسد اختتام مهرجان جرش للثقافة والفنون، محطة واعية، مؤثرة في هذا الوقت من العام، حيث يتجدد دائما عنوان الفرح والجمال، ففي دورته 35 والتي استمرت 10 أيام اختتمت فعاليات المهرجان وسط مشاعر ألهبت، نشامى المهرجان، ووضعت بصمة إبداعية إنسانية، إذ كان وقت الاختتام السبت الماضي، تتويجا لما شهدته مسارح وأثار مدينة جرش من فنون ونجوم ومشاركة بمختلف تنوعات الشعر وأمسياته والقصة وتجلياتها والقراءات النقدية، عدا عن تفتح الإبداعات وعديد اللقاءات الثقافية الأردنية العربية والعالمية، برؤى حضارية واسعة. وسط ديمومة الفرح ومحبة الجمال، وتحت الرعاية الملكية السامية، افتتح رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة أيام المهرجان، ومندوبا عن جلالته، أوقد الرئيس شعلة الحضارة والثقافة التي، أنارت دلالات إقامة مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الـ35، وسط تحد لجائحة كورونا، وابتهاجا باحتفالات المملكة بتأسيس الدولة الأردنية وقدرة الأردنيين على صنع المستحيل وتحدي أشكال الحظر، نحو التعافي والمشاركة الثقافية والفنية في إدارة الأزمة، بثقة، يدا بيد مع مؤسسات الدولة، وتلبية لإرادة جلالة الملك بالانفتاح. انطلقت فعاليات جرش المهرجان، وشهدت حفلات الافتتاح، تفتح الورد والياسمين والمحبة، فكان لقاء الجمهور الواعي، المقيد بكل بروتوكولات التوجيه الصحي، وانطلق نجومية الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي في 22 أيلول وقبلها حمل مهرجان جرش للثقافة والفنون مشاركة 70 فنانا أردنيا وعربيا، وفرق فنية تراثية وفلكلورية، نشرت تحت شعار «جرش.. مزينة بالفرح». ويتزامن مهرجان جرش مع احتفالات المملكة بمئوية تأسيسها، وبهذه المناسبة، فتحت أبواب المدينة الأثرية، وقررت اللجنة العليا للمهرجان مراعاة الدخول المجاني للجمهور، ما أتاح حضورا عائليا وتنشيطا للسياحة الداخلية وبهجة للعمل الثقافي والفني، إذ أكملت وزارة الثقافة بهمة والعمل الموصول لنائب رئيس الجنة العليا باحتفالات الدولة الأردنية، رئيس اللجنة العليا للمهرجان وزير الثقافة علي العايد، وقوفها وكل كوادر المهرجان والوزارة، الارتقاء بالفعاليات وحماتها وإنجاحها، وسط اهتمام عربي ودولي، إذ حضرت وزيرة الثقافة المصرية د. إيناس عبد الدايم، وأبدت إعجابها بعودة المهرجان لنبضه العربي والدولي، حاملا الإبداعات المزدانة بالحب والفرح والجمال. إلى جانب الحفلات الغنائية نظم المهرجان فعاليات أدبية وثقافية، بمشاركة موسعة. وكانت الأيام، تجليات اختتمت، بحفلة مدهشة، فنية أردنية بامتياز، أحياها الفنانان عمر العبد اللات، وصاحبة لقب «ذا فويس» الفنانة الأردنية نداء شرارة. لحظة الافتتاح الرسمي للمهرجان، اتحدت معها مغناة للوطن، كتبها الشاعر والفنان ماجد زريقات، ومن ألحان وتوزيع أيمن عبد الله، وإخراج لينا التل، وتصميم الرقصات لرانيا قمحاوي، وغناء الفنانين الأردنيين أسامة جبّور، جهاد سركيس، غادة عباسي، رامي شفيق، حسين السلمان، أمل إبراهيم وبلقيس الزبن. وبين حفلي الافتتاح والختام، كان وقت النشاط، والتواصل والمتابعة المستمرة لكل التفاصيل، ما يشرف عليه وزير الثقافة علي العايد، نجاحات لدورة المهرجان وقد حظيت و تميزت بمشاركة الفنانين نجوى كرم من لبنان، وجورج وسوف وحسين الديك من سوريا، ونبيل سيف من العراق، في إحياء حفلات غنائية يومية على مدى 11 يوما، على مشارف ومسارح المسرح الجنوبي. نجاح يليق بتاريخ الأردن وقيادته الهاشمية، التي جعلت مؤسسات وقدرات المملكة، شعلة دائمة، فليس مهرجان جرش، إلا محطة من عمل حقيقي، يعلي من واجهة الأردن الفنية والثقافية. بات نجاح مهرجان العام الحالي عنوانا للحالة الفنية الأردنية، العربية التي أطلقت المهرجان منذ 40 عاما مضت. هي لمسات من التعافي، تعطرت بالأمن والأمان، إلى جانب الحفلات، والأمنيات الأدبية والغنائية، إضافة لعروض استعراضية أبدعتها فرقة البيادر القروية من فلسطين، وفرق فنية من اليونان والمكسيك وكوريا وأذربيجان. تميزت رؤية وزير الثقافة واللجنة العليا للمهرجان، بأعمالها التي أطلقت من تجليات الإبداع الإنساني، في برنامج الشعر والندوات الفكرية، أطلقت دورة الشاعر والأديب الأردني الراحل «جريس سماوي»، تكريما لجهوده، ومشاركة بفعاليات البرنامج قرابة 250 شاعرا وأديبا ومفكرا أردنيا وعربيا، ونحو 50 مبدعا من أعضاء اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين، ورابطة الكتاب الأردنيين. بين مدينة جرش وعمان العاصمة، أشرقت جماهير الفعاليات الأدبية، في المركز الثقافي الملكي والمكتبة الوطنية ومعرض عمان الدولي للكتاب، وفعاليات انتشرت وحملت المحبة والسعادة والفعل الثقافي الي محافظات المملكة كافة. كان نجاح البرنامج الثقافي ومهرجان للشعر، والندوة التذكارية عن الراحل جريس سماوي وقراءات من شعره، وندوات نقدية لعدد من موضوعات الروايات مثل «عمان والقدس في الرواية الأردنية»، و «الجدل السياسي والتاريخي جماليات أسلوبية»، وندوات عن الدراما والآفاق الجديدة، لمحات أشرقت في الإعلام الأردني ووسائل الوطنية المتميزة، تعافى الوطن، جسدت حيوية وحاجة الجمهور إلى نشر السعادة والتفاعل مع الإبداعات الإنسانية، فكانت أغنية «سياجك يا عمان»، التي غنتها الفنانة الكبيرة ماجدة الرومي، محطة إبداعية رددها جمهور المهرجان في كل وقت. وعبرت الرومي في تصريحاتها خلال المهرجان عن سعادتها بالعودة إلى مهرجان جرش، مشيرة إلى أن ذكرياته محفورة في نفسها. وقالت إنها شاركت فيه عام 1986 «عندما كانت الحرب تحرم اللبنانيين من العيش بسلام وعندما كانت أقصى طموحات اللبنانيين البقاء أحياء». على ذات التاريخ، وبين أروقة مدينة جرش، شارك في المهرجان الذي استمر إلى الثاني من تشرين الأول الجاري، نحو 40 فرقة فلكلورية أردنية وفرقا من أذربيجان وكرواتيا والمكسيك واليونان وكوريا. عدا عن حفلات راقية لمشاركين من العراق ومصر أبرزهم أوبرا القاهرة للفنون الشعبية وفرقة ناظم الغزالي العراقية وفرقة أكاديمية الموسيقى العربية.