بين العود والبندقية.. قراءة في رواية «عدوى الحب والموت» للعموش
عرار:
دليندا الحسن رصد الروائي الدكتور حسين العموش في روايته الصادرة حديثًا تحت عنوان (عدوى الحب والموت) أحداث الحظر الأول بسبب تداعيات فايروس كورونا. يؤرخ العموش في روايته عن فترة حساسة عاشتها البشرية بشكل عام وفي الأردن بشكل خاص، وكأنها مرجع للأجيال القادمة.الرواية تجعلنا نعيش مرة أخرى بعض المفاصل الحساسة، وقرارات حاسمة فُرضت علينا وكابدنا مشقتها. ولكن كل ما سبق كان الإطار العام لأجواء الرواية التي وظف فيها العموش فايروس كورونا ليكون مبضع الجراح الذي فتح قلب البطلة سمر الطالبة في كلية الطب ليتدفق منه سؤال يحوك في صدرها آهات وحيرة. هل من الممكن أن تحب الأنثى رجلين في نفس الوقت؟ هل يستطيع القلب أن يحمل حب لرجلين في آن واحد؟ وتكون تداعيات فايروس كورونا السبب الذي جعلها تواجه حقيقة قلبها وحقيقة أستاذها في الجامعة الذي حاول أن يمتلك قلبها في ظرف غياب خطيبها سامي؟ لينتقم خطيبها من الأستاذ الذي يحوم حول أنثاه ويفخخ نقود يرسلها له بالفايروس لتصبح بندقيته التي صوبها إلى قلب الطبيب للانتقام منه شر انتقام بعد أن غدى بنفس قيمة العدو والمحتل للأرض؟ لغم سامي أوراق الدولارات بفايروس كورونا بمساعدة صديقه في أحد المختبرات في فلسطين المحتلة؛ بهدف ارسالها إلى العدو ونشر فايروس كورونا بين قياداتهم، لكن سامي وبدون علم صديقه يرسل مبلغ 1000 دولار إلى أستاذ خطيبته في كلية الطب في الجامعة الأردنية، لقد أستشعر سامي الخطر المحدق بقلب سمر، وغايته تبرر الوسيلة في نظره. ولكن خطة سامي أخذت منحنى آخر لم يكن في الحسبان عندما وصلت الدولارات إلى يد سمرعن طريق أستاذها الذي منحها النقود ليساعدها في علاج والدها. البطلة سمر وضعت النقود على عود سامي بعد استلامها من الطبيب في حجرتها، العود الذي كان يدندن عليه سامي أغاني العشق والهوى لخطيبته سمر خلال فترة دراستهما الجامعية، ويروي لها قصة كل أغنية، بعد تخرج سامي من الجامعة يسافر إلى فلسطين ليجهز عش الزوجية لهما لحين تنهي سمر دراستها من كلية الطب، ليبقى العودعند سمر. العود الذي سقطت داخل تجويفه ورقة نقدية من فئة 100دولار ملغمة بفايروس كورونا دون انتباه سمر، ويغدو عود الحب الذي يحي القلب بأنغامه العذبة، بندقية تحمل في طياتها الموت والمرض وليس الرصاص. فالعود والبندقية ثنائيان يصدر عنهما صوت نحو القلب. صوت أوتار العود نحو قلب الحبيب، وصوت انطلاق الرصاصة من فوهة البدقية نحو قلب العدو. تصاب سمر بفايروس كورونا وتعيش عذاباته وعذابات قلبها المرهق الذي لم يصدق ما قام به سامي من عمل غريب جعلها تنفر منه، ويتمزق قلبها بين خطيبها سامي والطبيب الذي يحبها بصمت رغم معرفته بإرتباطها، ولكنه لم يعد يسيطر على مشاعره وفضحته تصرفاته. سامي لن يترك حبيبته سمر دون أن يدافع عن نفسه، ويحاول أن يصل إليها، ولكن سمر اعتبرته مجرم مهما كانت مبرراته واحتمت بظل عمتها، عمتها التي أخرجت بندقية الكلاشنكوف ونصبتها من النافذة بإتجاه بوابة المنزل لتدافع عن سمر. فبعد أن صوب سامي بندقية فايروس كورونا نحو الطبيب ليصل إلى سمر، تصوب عمتها بندقية الكلاشنكوف، وتتمنى أن تردي سامي قتيلًا بموت أكيد لكن ليس بفايروس كورونا كما كان يتمنى للطبيب وإنما بطلقة رصاص. العود الذي أصرت سمر أن تعيده إلى سامي وتتخلص منه ومن ذكرياته، لكن سمر تتذكر فجأة احتمال سقوط الورقة النقدية في جوف العود دون أن تشعر بعد أن بحثت عنها طويلًا. قلبها لا يطاوعها وتفكر في طريقة لتنبه سامي أن يحذر من العود. قلبها رغم كل الألم لا يتمنى له الأذية بفايروس كورونا. تنتهي الرواية ونحن لا نعلم هل تمكنت سمر من تنبيه سامي الذي هرب وهو يحمل عوده الكوروني فارًا من رصاص بندقية الشرطة، التي تطارده من مكان إلى آخر. فهل سيكشف لنا العموش في جزء ثان هذه التفاصيل؟
المصدر: جريدة الدستور الاردنية
الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 19-11-2021 08:20 مساء
الزوار: 708 التعليقات: 0