وقالت كانو في حوار مع (الرأي) إن الدورة الحالية لمهرجان أبو ظبي اختارت سمو الأميرة ريم علي ضيف شرف لدورة المهرجان هذا العام وذلك تقديرا لجهودها الإعلامية والثقافية لافتة إلى إن المستقبل القريب سيشهد تعاونا بين المهرجان ومعهد الإعلام الأردني لان برنامج المهرجان المجتمعي والتعليمي يؤمن بالدور الفاعل الذي يلعبه الإعلام في حقل الثقافة والفنون في بناء الإنسان وتحفيز الإبداع.
وأوضحت إن دورات المهرجان في الأعوام السابقة شهدت برامج وفعاليات لخصت المشهد الثقافي والفني الأردني مبينة انه جرى الاحتفاء الماضي بصوت الفنانة الأردنية مكادي نحاس في احتفالية موسيقية أثارت الكثير من الإعجاب لدى رواد المهرجان .
وأضافت كانو إن المهرجان بصدد الانفتاح على المزيد من حقول الإبداع الأردني لتكون ضمن برامج الدوارات المقبلة لمهرجان أبو ظبي.
وأشارت إلى المهرجان يشكل جسرا بين الثقافات العالمية وهو أيضا همزة وصل بين ثقافة الموروث العربي القديم والثقافة المعاصرة لافتة إلى حفل عازف العود العراقي نصير شما الذي يرافقه مجموعة من العازفين القادمين من ثقافات موسيقية في أوروبا وأميركا الشمالية وأميركا اللاتينية وإفريقيا .
واعتبرت هدى الخميس كانو إن إقامة مهرجان ابوظبي لفعالية (بيت الفارابي) هو تكريم لعالم وموسيقي عربي كبير اخترع آلة القانون ووضع كتاب (الموسيقى الكبير) حيث تتضمن احتفالية التكريم إقامة ثلاث فعاليات موسيقية استثنائية الأولى لموسيقى المقامات للعازف أنور أبو دراغ والثانية للموسيقي التركي غوكسيل باكتا غير والثالثة لعازف العود الإماراتي فيصل الساري .
على صعيد آخر قدم عازف الكمان الروسي مكسيم فنغيروف الذي يعتبر من أشهر عازفي الكمان في العالم روائع من الموسيقى الكلاسيكية لأبرز رواد وقامات الإبداع الموسيقى العالمي مثل: روسيني وبرامز وتشايكوفسكي بمصاحبة في اوركسترا سانت بطرسبرغ الفلهارمونية بقيادة المايسترو يوري تيميركانوف.
اتسمت الأمسية بتلك الألوان الموسيقية العذبة في أداء راقي يمتزج ببراعة أسلوبية دقيقة ومتمكنة أضفت أحاسيس من البهجة والجمال والفطنة.
استهلت الاحتفالية بمعزوفة الاوركسترا التي تميزت بانسيابية أنغامها المثيرة للدهشة لرائعة جواكينو روسيني المعنونة (مقدمة- حلاق إشبيلية) قبل أن ينضم إليها عازف الكمان فينغيروف في عزف منفرد أستحوذ على اهتمام الحضور خاصة في قفزاته بين عوالم تشايكوفسكي بمقطوعة كونشرتو الكمان إلى أن اختتمت الأوركسترا الاحتفالية بالسيمفونية الرابعة لتشايكوفسكي.
حاز قائد أوركسترا سانت بطرسبرغ الفلهارمونية المايسترو يوري تيميركانوف على العديد من الجوائز العالمية وهو من بين أفضل قيادات الأوركسترا على مستوى العالم.
ومنح مهرجان أبو ظبي جائزته الكبرى لهذه الدورة في حقل الثقافة والفنون للموسيقار اللبناني الراحل الدكتور وليد غلمية وذلك تقديراً لإرثه الموسيقى والفني العريق وكأحد أهم أعلام الموسيقى العربية.
واحتفاء بالراحل نظم المهرجان ندوة متخصصة حول سيرة حياة وإبداع الراحل شارك فيها متحدثون من منظمة اليونسكو الدولية ونقاد وموسيقيون وإعلاميون ومثقفون من بينهم هبة قواس ومحمد الزين بالإضافة إلى مدية المهرجان هدى الخميس كانو التي أشارت إلى إن الموسيقار الراحل غلمية شكل مصدر الهام وريادة للعديد من المبادرات الفنية في المنطقة وهو من كبار المبدعين العرب والمؤسس لاثنتين من أهم فرق الأوركسترا العربية مخلفاً وراءه إرثاً موسيقياً عريقاً ومنجزاً متميزاً من الإبداع الموسيقي لأجيال الحاضر والمستقبل.
وتواصلت فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان أبو ظبي للثقافة والفنون بعروض مسرحية منها مسرحية (حلم ليلة صيف ) سعياً إلى إحياء الإرث المسرحي الشكسبيري الملهم للعديد من المبدعين في أرجاء العالم.
قدم فريق العمل المسرحي العرض بأسلوبية تمزج بين التراث الكلاسيكي للمسرح والتقنيات الحديثة بدا ذلك بأداءً طاقم الممثلين الذين مزجوا بين الحركة الأدائية والعزف والغناء الموسيقي المصاحبة لأحداث المسرحية المليئة بمواقف الدعابة والبهجة .
شكل العرض الذي قدم للمرة الأولى في العالم العربي جسرا يصل بين الواقع والأسطورة وتلاوين الموسيقى والشعر والأزياء وهو ما أضاف على العمل الكثير من الالق والمتعة والفرادة سواء في تجسيد حبكة فنية رائعة لعوالم البشر والجن والخيال مفعمة العواطف والأحاسيس الإنسانية لقصص حب متشابكة مبنية على نسيج درامي محكم بتدرج الحدث.
رسم العرض مشهدية رائعة في قالب كوميدي مضحك مليء بالمعاني والعبر .
شهد عرض المسرحية تفاعلاً بين الحضور وطاقم الممثلين ما سهل على المتلقي الاقتراب من هذا التعبير الجمالي والدرامي بفن وروعة قدرات مجموعة من المبدعين منهم المخرج بيل بكهرست والمصممة إيسلا شاو والمؤلف الموسيقي أولي فوكس.