|
عرار:
أقام منتدى البيت الثقافي العربي حفل تكريم للشاعر هشام عودة، تقديرا لمسيرته الإبداعية المتميزة، وذلك مساء يوم أمس الأول، في مقر المنتدى في عمان، وبمشاركة: الأستاذ محمود الضمور، والدكتورة إنعام القيسي، ونضال برقان، فيما أدارت مفردات الحفل الأديبة ميرنا حتقوة. الكلمة الأولى في الحفل كانت للضمور، الذي قدم شهادة حول علاقته الشخصية بالشاعر عودة، وهي العلاقة التي امتدت لعقود من الزمن، وقد استذكر الضمور مفاصل تلك العلاقة، مبرزا أهم صفات القيادية والنضالية التي تمتع بها هشام عودة، بخاصة خلال فترة تواجدها في العراق. كما تطرق الضمور إلى تجربته مع هشام عودة أثناء عملهما المشترك في رابطة الكتاب. من جانبها قدمت الدكتورة إنعام القيسي ورقة بعنوان «هكذا تكلم هشام عودة في إهداءات دواوينه»، توقفت خلالها عند ثلاثة إهداءات للشاعر هشام عودة، أولها إهداؤه لديوانه «درج العتمة»، الذي يقول فيه: «إلى ابنتي سما التي منحتني عينها وصوتها وكثيرا من وقتها لنهزم معا شيئا من العتمة القاسية»، وإهداء ديوانه «أسئلة الوقت»، الذي يقول فيه: «إلى بغداد حاضرة الروح»، وإهداء ديوانه «ما قاله الراعي لصاحبه»، الذي يقول فيها: «إلى سامي حفيده الأول، وهو يغذ الخطى باتجاه الوطن والحياة»، وقد خلصت الدكتورة القيسي إلى أن «إهداءات هشام عودة في دواوينه المختلفة كقصائده التي تتلوها غدت تقاتل في سبيل الوطن، والحياة الكريمة في الزمن الرديء، لأن من حق الإهداءات والقصائد لدى الشعراء الكبار من أمثاله أن تقاتل عندما يتخاذل الفرسان، وأن تُعِز الأرض إن ذلوا أو هانوا، وأن تنحاز إلى الحياةِ الحرة الكريمة وأسبابها على الرغم من الصعاب والتحديات». وقدم نضال برقان شهادة حول تجربة هشام عودة الشعرية، ومما جاء فيها: «لعلَّ أهمّ خصائصِ قصيدةِ هشام عودة، إضافةً إلى كونها قصيدةً مُقاوِمةً بامتيازٍ، ذلك الوعيُّ الذي تنطلقُ منه، فرؤيتُها واضحةٌ، وبوصلتُها تشيرُ دائمًا إلى الوطنِ، وجراحِهِ ومعاناةِ أهله، في ظلِّ احتلالٍ غاشمٍ، يستهدفُ مقوماتِ الحياةِ كلِّها، ليس في فلسطين وحدها، ولكن في أرجاء الوطن العربيِّ كلهِ، ومن تلك الرؤيةِ تنطلقُ تلك القصيدةُ، مازجةً بين الخاصِ والعامِ، وبعيدةً عن الصراخِ والفوضى، وقريبةً من الفنِّ والصورةِ المبتكرةِ، من دونِ أن تتخلى عن رسالتها: مقاومة الموتِ وأسبابه والانحياز إلى الحياةِ وأسبابها». تاليا قرأ الشاعر هشام عودة مجموعة من قصائده، منها قصيدة «ليس لي إخوة»، وفيها يقول: «زليخة غلّقت الباب/ في وجه سيدها/ وقالت/ وهي ترتق لي قميصي: هيت لك/ زليخة ألقت سكاكين مطبخها/ في حديقة قصر العزيز/ ولم تترك النسوة العاشقات/ يقابلنني/ كي أظل لها وحدها/ في البلاط العزيز/ لم أكن تاجرا/ ليس لي أخوة/ ولم أدخل السجن/ من أجلها/ غير أني تحدثت عنها/ لكل نساء المدينة/ قلت على مسمع الجند/ ما يستفز العزيز/ أنا ولد من رحيق المسرات/ لكنها امرأة من زجاج/ وعطر/ تنام على كتفيها النجوم/ هي امرأة من نبيذ عتيق/ تحب الصباح/ ولا تشرب القهوة الباردة/ زليخة أرخت ضفائرها/ عند مدخل قلبي/ وطوّقت الشمس شباكها/ بالندى/ زليخة سيدة القصر/ تشبه أنثى القصيدة/ لكنني لست يوسفها المرتجى». الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الثلاثاء 08-02-2022 09:00 مساء
الزوار: 934 التعليقات: 0
|