|
عرار:
نضال برقان عقد منتدى الفكر العربي يوم الأربعاء الماضي لقاءً حوارياً عبر تقنية الاتصال المرئي، حاضر فيه رئيس الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية وعضو المنتدى د. مهدي عبد الهادي حول «القدس والمقدسات: تمكين المرجعيات وتحديث الخطاب 1917-1967»، وشارك بالمداخلات، في هذا اللقاء الذي أداره الوزير الأسبق والأمين العام للمنتدى د. محمد أبو حمّور، كل من: وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأسبق د. هايل الداوود، وأمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس الأستاذ عبد الله كنعان. أوضَح المُحاضِر د. مهدي عبد الهادي أن المشهد التاريخي للقدس خلال الفترة 1914-1945، مرَّ بالعديد من المحطات والمواقف، والتي بدأت بتعهد بريطانيا للشريف الحسين بن علي وقادة الحركة العربية بدعم إقامة دولة عربية في الأراضي التي كانت تحت الحكم العثماني من المشرق العربي بما فيها فلسطين، لكنها نقضت تعهدها بتوقيع اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 وإصدار وعد بلفور عام 1917، مما قسم المنطقة إلى عدة دويلات تحت الانتداب، مشيراً أيضاً إلى أن اللجنة الملكية البريطانية برئاسة اللورد بيل أوصت بعدم إلحاق القدس وبيت لحم في الصراعات السياسية التي أدت إلى تقسيم فلسطين. كما أشار د. عبد الهادي إلى المطالبة والمبايعة الفلسطينية للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية في القدس عام 1924، التي تجلت في استقبال الشريف الحسين بن علي وفوداً من المدن الفلسطينية. وأوضح د. عبد الهادي أن المشهد العام للقدس ما بين انتهاء الانتداب البريطاني عام 1947 وبداية الاحتلال الإسرائيلي أصبح مختلفاً كلياً، ذلك أن الحكومة البريطانية سلمت القضية الفلسطينية للأمم المتحدة، مشيراً إلى دور كل من لجنة التوفيق الدولية (UNSCOP)، والجمعية العامة للأمم المتحدة، وتداعيات قرار تقسيم فلسطين عام 1947. وأكد د. عبد الهادي أهمية الدور الكبير الذي قام به الملك المؤسس عبد الله الأول ابن الحسين من خلال اهتمامه بالتواصل مع رجالات فلسطين، وتشكيل الهيئة العلمية الإسلامية في القدس برئاسة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، وتعيين عارف العارف رئيساً لبلدية القدس، وتعيين الشيخ حسام الدين جارالله مفتياً للقدس، وأمين عبد الهادي رئيساً للمجلس الإسلامي الأعلى، وتعيين راغب النشاشيبي ناظراً للحرم الشريف وللأماكن المقدسة؛ ما يؤكد الهوية العربية الإسلامية للقدس ومقدساتها، موضحاً بأن الوصاية الهاشمية تمثلت منذ البداية بالعديد من المبادرات مثل قيام الشريف الحسين بن علي بتقديم مبلغ يعادل حوالي 50 ألف ليرة ذهبية لإعمار المقدّسات وهو ما سُمّي «الإعمار الهاشميّ الأول»، وبعد ذلك صدر قانون لجنة إعمار مسجد قبة الصخرة المشرفة عام 1952 وتشكلت لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك. وفي كلمته التقديمية قال د. محمد أبو حمّور: إن للقدس مكانة خاصة لدى المسلمين والمسيحيين، ولها تاريخ حافل ومعروف سواء قبل الإسلام أو بعده أو خلال عصوره، مشيراً إلى أن جميع الممارسات الإسرائيلية التي ترمي إلى تهويد القدس وانتهاك هويتها العربية والإسلامية من خلال محاولات التنقيب الأثري للبحث عن ما يؤيد الرواية الإسرائيلية باءت بالفشل، ومؤكداً أهمية دور الإعلام في خدمة القضية الفلسطينية وإيجاد وعي عربي وعالمي لدى الأجيال الجديدة بخطر الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية إزاء القدس والمقدسات والحقوق العربية، والعمل على بث رسائل واضحة تؤكد الهوية العربية الإسلامية للقدس. وبدوره قال د. هايل الداوود: إن المشروع الصهيوني الساعي إلى ضم الأراضي الفلسطينية والقدس يزداد شراسة، وإنه قد حقق جزءاً كبيراً من أهدافه، مؤكداً ضرورة العمل على إعادة صياغة الخطط والآليات والإستراتيجيات الموضوعة لمواجهة خطط الاحتلال، مشيداً بالدور الكبير الذي يقوم به الأردن من خلال الوصاية الهاشمية للدفاع عن القضية الفلسطينية والقدس والمقدسات على الرغم من الصعوبات التي تواجهه. ومن جهته أشار الأستاذ عبد الله كنعان إلى تقرير لمنظمة العفو الدوليةصدر هذا العام ويوضح الإنتهاكات التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها جريمة الفصل العنصري، ويطالب التقرير بشكل صريح بمساءلة السلطات الإسرائيلية والعمل على ردعها عن هذه الممارسات. كما أشار كنعان إلى أن كل المرجعيات الشرعية العالمية تعترف بأن القدس هي جزء من الأرض المحتلة وتناقش القضايا المتعلقة بها تحت بند الاستعمار في الأمم المتحدة، وأن اليونسكو يناقش موضوع القدس تحت بند فلسطين المحتلة، لافتاً إلى أن الأمم المتحدة أوضحت أن ما يجري من اعتداءات على مدينة القدس يشمل المقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء، وموضحاً أن طروحات مشاريع السلام الدولية تؤكد على الاعتراف بالحق العربي الفلسطيني في القدس، وهي مرجعيات دولية سواء وافقت عليها إسرائيل أو رفضتها، ويجب العمل على التمسك بهذه المرجعيات والاحتجاج بها، عدا أن قرارات القمم العربية والإسلامية هي كذلك مرجعيات مهمة تؤكد البعد العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية وتقوم على وحدة مواقف الأمة العربية والإسلامية. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الثلاثاء 08-02-2022 08:51 مساء
الزوار: 896 التعليقات: 0
|