|
عرار:
أقامت مكتبة عبد الحميد شومان العامة، ضمن برنامج قراءات في المكتبة، مساء يوم الأربعاء الماضي، حفل إشهار وتوقيع كتاب «كتابات في فهم السينما « للباحث السينمائي عدنان مدانات، قدمه الكاتب نور الدين شبيطة. ويضم الكتاب مختارات من مجموعة متنوعة من المقالات التي تعالج قضايا ومواضيع نظرية عامة خاصة بالسينما، مقالات كتبت وصيغت بعيدا عن النسق الأكاديمي بقصد جعلها متاحة وسهلة الاستقبال من قبل القارئ العام غير المتخصص سينمائيا ولكن المهتم ببناء حصيلة معرفية حول فن السينما. وقال مدانات إن «الكتاب جاء بعد الخوض في مجال الإخراج السينمائي لعدد من الأفلام التسجيلية، وبعد مرور سنوات طويلة على احتراف الكتابة في عالم السينما نقدا، وتحليلا ومتابعة، وما تخلل هذه الرحلة من مشاركات عديدة في مهرجانات سينمائية عربية ودولية، وتواصل مباشر مع الجمهور من خلال عروض النوادي السينمائية، وقد اكتشفت أنه عند الكتابة عن أحد الأفلام، فأنه ليس المهم أن يقوم الناقد بإبداء رأيه الشخصي بالفيلم بقدر ما يهم أن يكتب الناقد للقارئ على النحو الذي يعمق وعيه في فن السينما، بحيث يكون قادرا على قراءة الفيلم بشكل صحيح، وهذا يقتضي من الناقد أن لا يكتفي في ممارسته لعمله بنقد الأفلام بل أن يضيف إلى ذلك أن يكتب في مواضيع نظرية وقضايا سينمائية عامة تساهم في بناء وعي عام بالسينما وليس بالأفلام وحتى أن يتضمن النقد الخاص بالفيلم، أي فيلم، معلومات ذات طابع نظري مبسط قدر الإمكان». ونوه إلى أنه تم كتابة الكتاب بلغة بسيطة غير معقدة بهدف الوصول الى القارئ وتحقيق نوع من الثقافة السينمائية العامة. وكان شبيطة أشار في قراءة نقدية للكتاب الذي صدر أواخر العام الماضي، في نحو 300 صفحة، عن دار «خطوط وظلال»، الى أنه يبدأ بملاحظة خاصّة تخبرنا عن الكتاب والغرض منه، وتفتح لنا بابًا على عالم النشر حول السينما، وتحمل توضيحات حول الكتاب مذ كان فكرة إلى أن تحوّل إلى ما يشبه فكرة هوسيّة تلحّ على الكاتب بضرورة وجود كتاب كهذا، ثمّ يأخذنا في جولة تاريخية في (موجز تاريخ السينما)، فيعتمد حينا الترتيب الزمنيّ، وفي أحيان أخرى يرتّب أفكاره ترتيبا آخر، ترتيبا «براغماتيّا» يتقصّى الإفهام والإمتاع. فبعد أن نقضي مع المدارس السينمائية وروّادها برهة، ينتقل بنا إلى أفلام كانت علامات في طريق هذا الفنّ، مبوّبًا هذه العلامات (الأفلام) حسب الحقبة حينا وحسب المنشأ، دون أن يخلو هذا التبويب من ملاحظات متناثرة حول الصناعة وتاريخها. وقال إن الكاتب يحرص على أن يورّط المتلقّي (وربّما جاز أن نسمّيه هنا «المتعلّم») بأسئلة مفتوحة معجونة بمحاولات الإجابة، فهل أفضل من هذا مدخلا إلى تحويل القارئ من مجرّد مطّلع إلى متورّط يفكّر ويحاكم ويقيّم. وختم شبيطة قراءته بالقول:» ربّما يلتقط هذا الكتاب معدّ برنامج تثقيف سينمائيّ، أو صانع محتوى، فيتحف الجمهور بما ينهج نهج الكتاب من موادّ مدعّمة بالأمثلة التوضيحيّة والروابط التي تيسّر وصولهم إلى الأفلام المذكورة. إذا حدث هذا، فإنّ الصنيع الذي يسديه عدنان مدانات للمهتمّين في الشأن السينمائيّ المقبلين على فهم اللغة السينمائيّة، سيتضاعف ويكون صنيعا للجمهور كلّه، فهو الذي تجنّب جمود اللغة الأكاديمية في الكتاب، لا عجزًا عنها، لكن ليقترب من القارئ أكثر. فهل من يلتقط هذه الفرصة؟». وتضمن حفل الإشهار شهادات من قبل العديد من المختصين والنقاد في الشأن السينمائي بحق الناقد مدانات، مشيدة بإنجازاته ومؤلفاته القيمة التي ساهمت في زيادة المعرفة عند العديد من صناع السينما. يشار إلى أن الكاتب عدنان مدانات، هو مخرج وباحث سينمائي، درس السينما في جامعة موسكو وتخرج عام 1970. عمل في عدة صحف عربية كناقد سينمائي وأخرج عددا من الأفلام الوثائقية، وقد صدرت له عدة كتب في الأدب والسينما، وكتب مترجمة في السينما والمسرح وعلم الجمال. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الإثنين 07-03-2022 08:24 مساء
الزوار: 920 التعليقات: 0
|